رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«برج ترامب في موسكو».. صفقة تضع الرئيس الأمريكي في مواجهة نارية مع الكونجرس

النبأ


هل يكون برج ترامب في العاصمة الروسية موسكو، هو المسمار الأخير في نعش الرئيس الأمريكي داخل البيت الأبيض، هذا السؤال تم طرحه الفترة الماضية، بعد أن كشف موقع « BuzzFeed» الأمريكي، عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجه شخصيًا محاميه القديم مايكل كوهين بـ"الكذب" على الكونغرس حول مشروع برج ترامب في موسكو، حسبما أفاد مسؤولان تنفيذيان فدراليان معنيان بالتحقيق في الأمر للموقع الأمريكي.

واستند "بوزفيد" في مادته إلى إفادة كوهين في التحقيق معه مؤخرا، بأن المحادثات حول خطط بناء برج ترامب في موسكو امتدت حتى يونيو 2016، وهو الوقت الذي كان فيه ترامب المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض.

وأخبر مسؤولا إنفاذ القانون BuzzFeed أن الرئيس الأمريكي طلب من كوهين إجراء مفاوضات لبناء برج ترامب في موسكو قبل عدة أشهر مما كانت عليه.

وصرح المصدران لـBuzzFeed بأن كوهين أكد لفريق روبرت مولر المحامي الخاص بأن ترامب أصدر الأمر بالكذب على الكونغرس.

 

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طعن بما نشره موقع "بوزفيد"، حول تكليفه محاميه السابق مايكل كوهين بتضليل الكونغرس في ما يتعلق بمشروع الناطحة الموعودة لترامب في موسكو لقاء ولائه.

كما اعتبر مكتب المستشار الأمريكي الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية لتفويز ترامب، أن التقرير الذي نشره موقع "بوزفيد" الإلكتروني الأمريكي "لم يكن دقيقا" حينما أشار إلى أن الرئيس ترامب وجه محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين لأن يكذب على الكونغرس بصدد مشروع برج ترامب المحتمل في موسكو.

وأكد بيتر كار المتحدث باسم مولر أن "وصف تقرير "بوزفيد" لبيانات محددة لمكتب المستشار الخاص، وتوصيفه للوثائق والشهادات التي حصل عليها هذا المكتب والمتعلقة بشهادة كوهين أمام الكونغرس، غير دقيقين".

 

فيما أعلن مشرعون أمريكيون أنهم يخططون لفتح تحقيق في المعلومات حول أن الرئيس دونالد ترامب أوعز لمحاميه السابق مايكل كوهين بتقديم إفادات كاذبة أمام الكونغرس.

وقال رئيس لجنة شئون العدالة لمجلس النواب الأمريكي جيرولد نادلر إنه في حال تم إثبات صحة المعلومات حول أن ترامب أشار لمساعده بأن يكذب على الكونغرس، فسيشكل ذلك "جريمة فيدرالية".

من جانبه، اعتبر رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، أن هذه التهمة من "أكثر التهم خطورة" ضد ترامب حتى الآن، مشيرا إلى ضرورة "كشف الحقيقة" حول هذا الموضوع.

ويعتزم محققون من لجنة شؤون الاستخبارات استجواب كوهين بهذا الصدد عندما سيقدم إفاداته وراء أبواب مغلقة في فبراير المقبل، حسبما ذكرت مصادر في اللجنة لـ "رويترز".

 

وكانت قناة "سي إن إن" التلفزيونية قد نشرت في سبتمبر 2017، وثيقة لشركة Trump Organization العائدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتعلق بشروط تشييد ناطحة سحاب في موسكو.

وقالت القناة إن ترامب وقع وثيقة مؤلفة من 17 صفحة، قبل أن يتسلم منصب رئيس الولايات المتحدة، ولكن الصفقة لم تنجز في نهاية المطاف. وأشارت إلى أن الحديث لا يدور عن عقد بالمفهوم الكامل لهذه الكلمة، بل عبارة عن اتفاق نوايا أولي. 

ويعود تاريخ الوثيقة إلى أكتوبر 2015، عندما كان دونالد ترامب بين المتنافسين لنيل حق الترشح باسم الحزب الجمهوري. ووفقا لها فقد كان من المقرر أن يسمى المبنى Trump World Tower Moscow وأن يتضمن البرج فندقا، ومكاتب، وعقارات تجارية، وحوالي 250 شقة من الدرجة الممتازة، وكذلك مركز SPA-center تحت العلامة التجارية إيفانكا ترامب.

ونشرت القناة كذلك رسالة من رجل الأعمال الأمريكي، من أصل روسي فيليكس سيثر، موجهة إلى مايكل كوهين المستشار القانوني الحالي لترامب، الذي شغل سابقا منصب نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة ترامب.

وتزعم القناة بأن سيثر، عمل سابقا كوسيط في المفاوضات بين الجانبين الروسي والأمريكي.

وقال سيثر في رسالته "دعونا نطبق هذه الفكرة على أرض الواقع، ونبني "Trump Moscow" وربما ذلك سيحسن العلاقات بين الدولتين، ويظهر أن التجارة والأعمال هي ممارسة أفضل وأكثر عملية من السياسة".

وكانت صحيفة واشنطن بوست، قد ذكرت في أواخر أغسطس 2017، أن سيثر عرض على قيادة منظمة ترامب في عام 2015 البدء بتشييد الناطحة المذكورة، ودعا دونالد ترامب لزيارة موسكو، وتقديم عرض بناء ناطحة السحاب، ولكن المشروع تعطل ولم ينفذ بسبب صعوبات عديدة، من بينها عدم العثور على قطعة الأرض اللازمة، وتعقيد الحصول على تصاريح البناء. وتم إلغاء المشروع في نهاية يناير 2016.

 

وفي ديسمبر 2018، نشرت شبكة «سي.إن. إن» الإخبارية سلسلة خطابات ووثائق سرية، تكشف كذب ادعاءات محامى الرئيس الأمريكى رودى جولياني، والذى ادعى أن ترامب لم يتخذ خطوات فعلية لتأسيس نسخة من «برج ترامب» بالعاصمة الروسية موسكو، وذلك بكشفها عن «خطاب نيات» يحمل التوقيع الشخصى لترامب ليعطى الضوء الأخضر لإتمام المشروع.

واستعرض كريس كيومو، مقدم البرامج بـ «سي. إن.إن» صورة من مستند «خطاب النيات» والمؤرخ بـ 28 أكتوبر 2015، وموقع من جانب ترامب بشأن إنشاء نسخة من «برج ترامب»، وفندق ومجموعة من العقارات التجارية فى قلب العاصمة الروسية.

 وكان المحامى الرئاسى وعمدة نيويورك السابق جوليانى قد نفى فى سياق تصريحات أدلى بها لمقدمة «سي.إن.إن» دانا باش، أن يكون قد تم توقيع المستند المشار إليه. وأوضح جولياني، أن المسألة وفقا لتعبيره لم تزد على مشروع عقاري، وكان يفترض توقيع «خطاب نيات» بشأنه، ولكن لم يتم توقيعه فعليا.

وكشف تقرير «سي. إن.إن» أن الخطاب، والذى يعد غير ملزم قانونيا، يحمل أيضا توقيع أندرى روزوف، صاحب الشركة الروسية «أي. سي. إيكسبرت للاستثمار»، والتى كان يفترض أن تشرف على تنفيذ مشروع العقار. ولم يكشف ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016 عن أى مشروعات لإجراء أعمال مع روسيا، وأكد عدم وجود أى روابط مع جهات روسية. ووفقا للمعلومات التى أوردها تقرير «سي.إن.إن»، فإن شركة ترامب كانت ستحصل على نسبة من المبيعات فى إطار المشروع، فضلا عن سيطرتها على خطط التصميم والتسويق.

كما يتضمن الاتفاق تسمية النادى الصحى التابع للمشروع باسم «إيفانكا» ابنة الرئيس الأمريكي. وأوضحت نتائج التحقيق الذى تقوم به لجنة المحقق الخاص روبرت مولر فى التدخل الروسى المفترض فى مجريات الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أن اتمام هذه الصفقة كان ليحقق مكاسب هائلة بالنسبة لمجموعة ترامب للأعمال.

وفى أزمة قانونية أخري، أعلنت باربرا أندروود، المدعى العام لنيويورك، أن ترامب قرر إغلاق مؤسسته للأعمال الخيرية بعد تواصل الإدعاءات حول استغلاله وأبنائه المؤسسة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية. وأوضحت أندروود أنها ستواصل الدعوى التى بدأت فى يونيو الماضي، وتطالب بتعويضات تتجاوز الــ 2.8 مليون دولار، فيما تطالب القضاء بحظر عضوية أى من أعضاء عائلة ترامب ضمن مجالس إدارة المنظمات غير الربحية بنيويورك.