رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار عودة «سبوبة الأذان الموحد» برعاية وزير الأوقاف

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


عاد الحديث من جديد عن مشروع الآذان الموحد داخل وزارة الأوقاف، وتحول الأمر إلى «سبوبة» تطرحها الوزارة من وقت لآخر، وذلك بعد تعثر تنفيذه لمدة 10 سنوات وتعاقب عليه 5 وزراء على الأوقاف بداية من عهد الدكتور حمدى زقزوق، وحتى عهد مختار جمعة.


ومع بداية عام 2019 دخل مشروع الآذان الموحد المراحل النهائية فى وزارة الأوقاف، لضبط جزء مهم من تجديد الخطاب الدينى ووقف بعض الممارسات الخاطئة في رفع الأذان بكل مسجد على حدة.


وأكد اللواء عمرو شكرى، رئيس قطاع مكتب وزير الأوقاف، أن التجربة سيتم تنفيذها بعد شهر من الآن، موضحا أن الهيئة العربية للتصنيع قامت بتوفير أجهزة البث، كما تقوم هندسة القاهرة بضبط الأجهزة ومتابعة الفنيات، على أن يتم إطلاق المشروع بشكل تجريبى فى القاهرة الكبرى، حسب التوقيت المحلي للإقليم من أحد المساجد الكبرى ضمن 100 مسجد، على أن يتم تعميمها على مستوى الجمهورية.


وأضاف شكرى، نجرى تفاهمات مع وزارة الاتصالات، لتوفير خط وإشارة بث للأذان الموحد من قبل الوزارة، لربط الأجهزة بالخط الموحد، لإطلاق المشروع، مؤكدا أن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، يتابع بشكل دقيق الخطوات التنفيذية للمشروع.


وأكد الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، رئيس القطاع الدينى، أن الفكرة بدأت منذ فترة لكنها لم تنجح بسبب عيوب فنية سعت الوزارة للتغلب عليها، ليحمل عام 2019 مفاجآت سارة بإطلاق مشروع الأذان الموحد.


وأضاف طايع، أن الوزارة تؤمن بضرورة توفير خدمة منضبطة وموحدة وجيدة يستحقها رواد المساجد، وهو الأمر الذى دفع الوزارة إلى رفع كفاءة العمل فى كافة القطاعات وتوفير كافة الخدمات يوما بعد يوم فى كافة أنحاء الدولة، ولا سيما الأذان الموحد مع أصوات متميزة تحبب الناس فى الاستماع إلى المؤذن سواء كان بالمسجد أو مجاور له أو مار بالشارع.


وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف إن فكرة الأذان الموحد طبقت قبل ذلك ولكن لم تستمر، منوهًا إلى أنه في أعقاب أحدث 25 يناير بعض أجهزة المسئولة عن إذاعة الأذان سرقت.


وأضاف "طايع"،أن الدولة كانت في ذلك الوقت تدرس ملفات كثيرة من بينها الخطاب الديني الموحد وتجديد الخطاب الديني بالإضافة إلى القيام بدورها في رفع المعاناة عن المواطنين كل ذلك أدى إلى تأخير هذا الملف


وأشار، إلى أن الوزارة ستطلق بث الأذان الموحد على 100 مسجد كمرحلة أولى لتأكيد على نجاحة ثم تعمم على المساجد الكبرى في القاهرة الكبرى، متابعًا: "كانت لدينا مسابقة للأصوات لاختيار المؤذنين وسنقوم بمسابقة أخرى لفتح الباب أمام آخرين، ومصر تتمتع بأصوات حسنة كثيرة".


كما كشف وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، عن قيام الوزارة فى نهاية شهر يناير الحالى ببث تجريبى للأذان الموحد؛ لإعلان الأذان بصوت مميز وشرعى، وذلك بعد تسوية المشاكل الفنية لنظام الأذان الموحد.


ووفقا للمعلومات فإن التكلفة المالية المنتظرة لتنفيذ الأذان الموحد في حالة نجاحه قد تصل إلى ما يقرب من «5» ملايين جنيه، تحملها الوزارة كاملة، كما كشفت المعلومات بأن الوزارة حريصة على تلافي الأزمات الفنية التي كانت سببا في عدم نجاح التجارب السابقة، وأهمها توقف بعض أجهزة الاستقبال، وفقدان شفرة البث لدى بعض الأجهزة، وحدوث أخطاء فنية وتقنية في أماكن متعددة نتيجة ارتفاع الكتل العمرانية، حالت دون تنفيذ الفكرة وقتها.


كما تسعى الوزارة في التجربة الجديدة إلى رفع الأذان من إذاعة القاهرة الكبرى بصوت مؤذن من الوزارة، على أن يكون هناك جهاز في كل مسجد يستقبل الأذان، مع استبعاد فكرة أن يكون الأذان مسجلًا؛ على أن يكون عبر مؤذن من الوزارة يوجد في إذاعة القاهرة الكبرى، وكان يتم تخصيص مؤذن أساسي وآخر بديلًا له في حال غيابه.


كما كشفت المعلومات أيضا أن سبب لجوء وزير الأوقاف إلى فكرة تطبيق الأذان الموحد هو الاستجابة العديدة للشكاوى التي تصل الوزارة من جانب المواطنين بشأن إزعاجهم من صوت الأذان، وكان آخر تلك الشكاوى تصريحات الفنانة شيرين رضا، والتى وصفت بعض أصوات المؤذنين "بالجعير" وأنه يخلق حالة من الفزع للأطفال والأجانب.


وأضافت شيرين رضا خلال لقائها في برنامج "أنا وأنا" أن أصوات بعض المؤذنين تخلق هلعا للأطفال، وأيضًا الأجانب الموجودين في الشارع حيث إنهم يستغربون بشدة من صوت الأذان.


وأكدت شيرين رضا على رغبتها الشديدة بتنفيذ قرار توحيد صوت الآذان في أقرب وقت، لأنه أمر حقًا ضروري.


بدأت فكرة الأذان الموحد في مصر نهاية عام 2009 وكان "محمود حمدي" زقزوق وزير الأوقاف حينها، ومع ظهور الفكرة على الرأي العام في مصر أثارت اختلافا كبيرا وجدلا واسعا إلى مدى مشروعية الفكرة التي كانت تهدف في الأساس إلى القضاء على الأصوات غير الجيدة في الأذان، وفيما يلي رحلة قرار الأذان الموحد في مصر:


تعتمد فكرة الأذان الموحد على إطلاق الأذان الحي بأن يقوم بالأذان مؤذن واحد من مسجد مركزي وينقل الأذان منه على الهواء مباشرة جميع المساجد التابعة له، وفق أجهزة خاصة معدة لهذا الغرض، أو هو استقبال الأذان من باقي المساجد بواسطة البث الفضائي المباشر، فيُوَحَّد الأذان بأن يعمم على المساجد عبر شبكة إلكترونية، ويستغنى عن المؤذنين في المساجد بصوت شيخ واحد أو شيخين.


تنقسم أحكام الأذان لثلاثة أقسام: 

الأول: الأذان المتعارف عليه، وهو لكل مسجد مؤذن يؤذن فيه أذانا حيا ومباشرا، إما من على سطح المسجد كما هو قديما، أو بواسطة مكبرات الصوت كما هو الواقع الآن.


الثاني: تسجيل الأذان لأشهر مؤذن ذي صوت شجي وندي ويذاع إلكترونيا من جامع محدد وينقل عبر التقنية للمساجد الأخرى، ولكل مسجد مؤذن «موظف لتشغيل المذياع ونقل الأذان عبر مكبرات مسجده»، وعند وصول الإمام فإنه يقيم الصلاة فقط.


الثالث: يحدد مؤذنا أو عدة مؤذنين ذوي أصوات شجية وندية، ويحدد لهم أكبر وأهم جامع بالبلد لينطلق الأذان منه حيا مباشرا وليس تسجيلا، ثم ينقل للمساجد الأخرى عبر أجهزة معدة ومخصصة لذلك.


البداية من «زقزوق»: بدأت فكرة الأذان الموحد في عهد وزير الأوقاف الأسبق «محمود حمدي زقزوق» في نهاية عام 2009 عن طريق إذاعة القاهرة الكبرى،‮ ويشمل‮ «أربعة آلاف» مسجد كمرحلة أولى، وسيرفع مباشرة على الهواء بصوت أحد المؤذنين،‮ تنفيذا لفتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف،‮ التي‮ لم تجز أن‮ يكون بواسطة شريط كاسيت‮.


وعلى أن تأتي تنفيذ الفكرة بالعاصمة المصرية القاهرة،‮ وأن‮ يعقبه مباشرة تطبيقه في‮ محافظة الإسكندرية‮ حسبما صرح وزير الأوقاف حينها.


قامت وزارة الأوقاف حينها بالعديد من التجارب بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وكان بها بعض السلبيات المتعلقة بضبط توقيت البرامج التي تذاع قبل وبعد الأذان في مناطق مثل مصر الجديدة ومدينة نصر والمعادي والهرم.


تعطل القرار عدة سنوات، بعد أن تم تجربته في نطاق محدود من المساجد على مستوى القاهرة خاصة بعد أعقاب ثورة 25 يناير، وحديث "جابر طايع" رئيس القطاع الديني عن سرقة المعدات والأجهزة الإلكترونية التي كانت معدة لتعميم الفكرة.


وعاد الحديث عن تطبيق الفكرة من جديد في عام 2014 وطلبت وزارة الأوقاف من الاتصالات تشغيل شبكة ربط أجهزة الأذان الموحد على مستوى الجمهورية؛ ثم في 2016 عندما أجرت الأوقاف التجارب الفنية لإصلاح عيوب فنية في عمل منظومة اﻷذان الموحد، وذلك تمهيدا لإطلاقه على مراحل قريبا، في موعد يحدد بالتأكد من صلاحية المنظومة للعمل.


مع بداية 2018 أعلن «محمد مختار جمعة» وزير الأوقاف في حديثه للتليفزيون المصري أنه يتم الآن دراسة الأمور الفنية والتقنية لتجربة الأذان الموحد في مناطق محدودة داخل القاهرة الكبرى ثم التوسع فيها، وأكد أنه سيتم الخروج بتجربة الأذان الموحد بتقنية فنية عالية تتلافى أي أخطاء حدثت في تجارب سابقة، مشيرًا إلى أنه خلال العام 2018، سيتم تنفيذ التجربة بنجاح.


ولاقت الفكرة معارضة شديدة بين الأوساط الأزهرية ولجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب المصري،‮ وأعلنت رفضها أكثر من مرة قرار وزير الأوقاف بتوحيد الأذان في‮ المساجد،‮ استنادا إلى أن توحيد الأذان عبر إذاعته بصوت حي‮ لأفضل الأصوات المختارة‮ يعطل شعيرة من شعائر الله تعالى.


يشار إلى أن الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال إن العائق أمام تطبيق المقترح هو اختلاف التوقيت بين المحافظات، فهناك فارق زمني بين كل محافظة والأخرى، لافتًا إلى أن وجود بعض المحافظات التي تتفق في التوقيت، يعني إمكانية تطبيق المقترح.


وشدد كريمة، على ضرورة دراسة المقترح بشكل مستفيض قبل تطبيقه، وأخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر، نظرًا لأن مثل تلك الأمور يجب أن يكون هناك إجماع عليها.


وفى هذا السياق، أكد الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، أكد أن رفع الأذان يعد من الروحانيات، ولكل محافظة ومدينة أسلوب معين وطريقة معينة فى إلقاء الأذان، وهناك كثير من الأشخاص الذين يحرصون بشكل كبير على إلقاء الأذان فى المساجد.


ولفت إلى أن هذه الفكرة لم تطرحها وزارة الأوقاف على اللجنة الدينية حتى الآن.