رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل مخطط «الإخوان» الجديد لتفجير جامعة الأزهر من «الداخل»

أحمد الطيب - أرشيفية
أحمد الطيب - أرشيفية


تشهد جامعة الأزهر حاليًا «معركة حامية» بين رئيس جامعة الأزهر، ورئيس نادي أعضاء تدريس الجامعة من ناحية، وبين أعضاء التدريس المنتمين لـ«الإخوان المسلمين» من ناحية أخرى.


وظهرت بداية الأزمة عندما أعلنت جامعة الأزهر أن هناك لجانًا علمية متخصصة فى حالة انعقاد دائم تعكف على مراجعة المناهج الدراسية المقررة على الطلاب بمختلف الكليات، خصوصًا ما تُعنى بـ«العلوم العربية والشرعية»؛ للتأكد من اتساقها مع المنهج الأزهرى الوسطى، والتوصيف الدراسى المقرر، وما يستهدفه من نواتج للتعلم بما يضمن الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُواكب آخر ما وصل إليه العلم، ويُلبى احتياجات العصر.


وشددت الجامعة على أنها تتخذ ما يلزم من إجراءات فورية «رادعة» نحو أى عضو هيئة تدريس يثبت خروجه عن المنهج الأزهرى.


كما أوضحت الجامعة أنها أحالت بعض أعضاء هيئة التدريس إلى التحقيق؛ لعدم التزامهم بتدريس المواد الدراسية للطلاب وفق التوصيف الدراسى المقرر، الذى يتسق مع المنهج الأزهرى، ويُجَّسد صحيح الإسلام بقيمه الوسطية السمحة.


وهي اللجنة التي تقوم بعملها منذ تشكلها في أبريل من عام 2017، وشارك فيها أكثر من ألف خبير، وقامت اللجنة بتنقية مناهج كليات جامعة الأزهر وخاصة العربية والشرعية، وتم التنبيه على كل عضو تدريس، بعدد من الضوابط أهمها تجنب احتواء أى منهج على فتاوى تراثية تخص الأقباط أو الديانات الأخرى، والمناهج التي تحض على عدم قبول الآخر، كذلك الآراء التي تهاجم حرية المرأة.


وصدر قرار من نائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور يوسف عامر، لشئون التعليم والطلاب، يفيد بأن تلتزم كل الكليات بالتنبيه على جميع شُعبها وأقسامها بعدم تأليف أى كتاب جامعى أو مقرر على الطلاب إلا من خلال الجامعة، على أن تشكل الأخيرة لجنة مكونة من عدة أساتذة لتضع مناهج الكليات المختلفة بما يتماشى مع رسالة الأزهر وروح التجديد التى يتبناها، وحتى تغلق الجامعة أى باب على دخول أى أفكار تخالف طبيعة فكر الأزهر.


كما نتج عن عمل اللجنة قرار محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، بإحالة «12» أستاذًا للتحقيق، بسبب مخالفتهم معايير وضع أسئلة الامتحانات للطلاب خلال امتحانات نهاية العام الجارى.


وأوضح رئيس الجامعة، أنه تم إحالة أعضاء هيئات التدريس للتحقيق، ولمجالس التأديب العليا، خلال العام الدراسى الحالى، بسبب مخالفتهم قواعد العمل الخاصة بالجامعة بشكل عام.


وبناء على عمل اللجنة المشكلة من قبل شيخ الأزهر وتنفيذ لـ«تعليمات سيادية»، فقد تمّت إحالة الأساتذة الذين تم ضبط أسماء ومراجع إخوانية فى كتبهم التى يدرسونها للطلاب إلى التحقيق أمام مجلس التأديب الأعلى بالجامعة.


وقال رئيس جامعة الأزهر، إن إدارة الجامعة أحالت «٧» من أعضاء هيئة التدريس، من بينهم أساتذة فى كلية أصول الدين بـ«فرع الزقازيق»، إلى التحقيق بعد اكتشاف مراجع لرموز إخوانية فى كتبهم، موضحًا أن الذى أجرى التحقيقات مع الأساتذة هو الدكتور سيد مرجان، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع دمنهور.


وشملت الكتب، التى أحيل الأساتذة على إثرها إلى مجلس التأديب، كتاب «معالم التصوف الإسلامى»، المقرر على الفرقة الأولى أصول الدين بالزقازيق، لمؤلفيه الدكتور محمد شحاتة إبراهيم، أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة فرع الزقازيق، والدكتور محمد قمر الدولة محمد ناصف، أستاذ ورئيس قسم العقيدة الأسبق بالكلية، وكتاب «فى علم الأخلاق» للدكتور محمد قمر الدولة ناصف، الذى اشتمل على مراجع من كتابات الإخوانى يوسف القرضاوى، وعلى لبن عضو مجلس النواب عن جماعة الإخوان سابقًا.


ومن بين الكتب التى استندت إلى مراجع إخوانية أيضًا، كتاب «نصوص قرآنية وفلسفية» للأستاذين محمد قمر الدولة ناصف، والدكتور ثروت حسن مهنا، أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق.


وفي شهر سبتمبر من العام الماضي، فصلت جامعة أسيوط خلال 9 أعضاء بهيئة التدريس، وفق تصريح لرئيسها أحمد عبده جعيص.


وفي مارس من العام الماضي قال الدكتور أحمد حسنى، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن التعامل مع ملفات طلاب الإخوان وأعضاء هيئة التدريس المنتمين للجماعة كان بالقانون أثناء توليه الإشراف على اللجنة القانونية للتحقيقات مع طلاب الجامعة والأعضاء.


وأضاف «حسنى» أنه تم فصل أكثر من «40» عضو هيئة تدريس وحوالى 400 طالب وطالبة من الجامعة لثبوت تورطهم فى أعمال عنف وانتمائهم لتنظيم جماعة الإخوان، فى الفترة من العام الدراسى 2013 حتى 2015، منوها بأن هؤلاء لا يمثلون نسبة كبيرة من أعداد الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة.


وأوضح، أن التحقيقات برأت بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ما يعنى أن القانون هو الفيصل فى التعامل مع كافة الطلاب، لافتا إلى أن عدد طلاب الجامعة من البنين والبنات فى القاهرة والأقاليم حوالى 400 ألف طالبة وطالبة وعدد أعضاء هيئة التدريس يقرب من 50 ألف عضو.


وكشفت تقارير أمنية، أن الإخوان بالأزهر يبلغ عددهم «250» عضوًا بهيئة التدريس، غالبيتهم من المعيدين الذين جرى تعيينهم بالجامعة أثناء حكم المعزول محمد مرسى، بقرار من رئيس وزرائه هشام قنديل، بحسب مصادر خاصة، ما يعنى أن أعضاء هيئة التدريس «الإخوان» فى كل مؤسسات الجامعة لا يزيد على 2٪.


أزمة الإخوان داخل جامعة الأزهر، وإحالة أعضاء التدريس للجان التأديب كانت محور المعركة بين نادي أعضاء التدريس بالجامعة وبين رئيس الجامعة، وطالب الدكتور حسين عويضة، رئيس نادي هيئة التدريس بالأزهر، بإبعاد أعضاء هيئة التدريس المنتمين لجماعة الإخوان من التدريس.


وقال «عويضة» إن بعض أعضاء التدريس بجامعة الأزهر معروف ولائهم لجماعة الإخوان، ومنهم الدكتور محمد عمارة، والشيخ حسن الشافعي، الذى تم القبض عليه من قبل، ومحمد السليماني، ومحمد عبد السلام.


وأكد "عويضة" أن "مستشار شيخ الأزهر السابق محمد عبد السلام، استولى على سلطات جميع القيادات في المشيخة، وكان يذهب لجميع المؤتمرات، ويحول الأساتذة للتحقيق، وكان يستقبل الرؤساء في المطارات، وهو ليس قيادة كبيرة في المشيخة، وهو مجرد شاب لم يبلغ من الـ33 سنة، مؤكدًا أن محمد عبد السلام،كان يقيل ويعين عمداء الكليات، وكل ذلك من وراء الإمام الأكبر.


وفى وقت سابق، كشف «عويضة» عن وجود نحو أكثر من 200 عضو هيئة تدريس وقيادي يحكم ويتحكم ويدير الجامعة، مؤكدًا أن جامعة الأزهر مازالت تحت «قبضة» الإخوان.


وعلى الفور رد الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، على ما ذكره الدكتور حسين عويضة، رئيس نادى هيئة التدريس بالأزهر، عن وجود إخوان فى هيئة تدريس الجامعة قائلا: هذا الكلام غير صحيح، مضيفا لا توجد صفة قانونية لنادى أعضاء هيئة التدريس فى تمثيل مؤسسة الأزهر.


وقال «المحرصاوى»، إنّ أعضاء النادى ورئيسهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وجامعة الأزهر يمثلها مجلسها، مؤكدًا أنّه لا يحق لرئيس نادى أعضاء هيئة التدريس الحديث باسم الجامعة لأنه لا يمثل الأزهر، وأن الأقاويل بأن مستشار شيخ الأزهر السابق محمد عبد السلام، المسئول عن وضع المناهج وتحويل الأساتذة للتحقيقات محض افتراء، وهو لم يتدخل فى أمور الجامعة مطلقًا.


وأكد رئيس الجامعة، أن تلك الشائعات الهدف منها التغطية على إنجازات الأزهر، وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قائلا: «نتعرض لإفتراءات كثيرة بسبب النجاحات، ولدينا تقدم فى العلوم الشرعية والطبية والدنيوية"، وشيخ الأزهر وحده المتحكم فى أمور المشيخة، ولا يوجد شيخ صغير أو كبير، نافيا استقبال محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر السابق، للملوك والرؤساء لكنه يكون بصحبة الإمام الأكبر فى زياراته الخارجية.


وتابع «المحرصاوى» قائلًا: «بعض الذين يهاجمون الأزهر وجامعته الآن خرجوا من الجحور، وجامعة الأزهر لها استقلالها فى تدريس الكتب، وأتحدى أى أحد يثبت أن محمد عبد السلام أحال أى أستاذ بالأزهر لمجلس تأديب»، مشددًا على عدم صحة ما يتردد بشأن وجود أساتذة منتمين لجماعة الإخوان فى أعضاء هيئة التدريس، متسائلًا: «هل ستصمت الجهات الأمنية على وجود إخوان داخل مؤسسة الأزهر؟.