رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. اللحظات الأخيرة في حياة أسرة إمبابة ضحية "غاز السخان"

محرر النبأ في موقع
محرر النبأ في موقع الحادث


شهد شارع أبي بكر بإمبابة واقعة قاسية، راحت ضحيتها أسرة كاملة مكونة من خمسة أفراد، بسبب تسرب غاز السخان، ولحق بهم جارهم حزنًا عليهم خلال أقل من 24 ساعة.

استيقظ حي إمبابة الشعبي على فاجعة موت أسرة سمير شحاتة، كاملة مكونة من 5 أفراد تضم الأب والأم وثلاثة أبناء، بسبب تسرب في غاز السخان، وبسبب الحزن الشديد عليهم، توفي جارهم علي عبد الرسول، ليتم تشييع جثامين الستة في يوم واحد.

انتقلت النبأ إلى مكان المأساة، ووجدنا أن العقار الذي كانت تسكن به الأسرة عبارة عن 4 طوابق، الأرضي منه محل لبيع الشاشات الإلكترونية "L.C.D"، والعادية والتليفزيون وغيرها، والدور الأول هو شقة الضحية ويسكن أبوه وشقيقاه، "ناصر"، سائق، وأسرته، و"عيد"، سائق، مع زوجته وأولاده، في باقي أدوار العقار، كل منهم في شقته بالدور الخاص بها، والتني لا تتعدى مساحة كل منها الـ 60 متر، فهي عبارة عن غرفتين وصالة صغيرة.

 بدموع الأسى والحزن يحكي أحد الجيران، وهو صديق للابن طارق"، الذي كان يدرس في الصف الأول الثانوي، عن ما جرى، وقال لـ"النبأ": "انا وطارق _الله يرحمه_ كنا أصحاب من يوم ما اتولدنا، بعتبره أخويا لأنه ليس كأي صديق لي"، وصباح أمس مررت عليه قبل الامتحان كعادتنا، وطرقت على بابهم كتيرًا فلم يرد أحد منهم، ذهبت للامتحان واعتقدت أني سأجده قد سبقني إلى هناك، ولكني لم أجده، قلقت عليه كثيرًا، وقررت أن لا أذهب إلى بيتنا بعد الامتحان بل سأقصد منزل طارق أولًا لأطمئن عليه، ولكني لك أجد ردًا أيضًا، "ندهت عليه بكل صوتي"، ولكن دون جدوى أو رد، .

ويروي "عم سيد"، أحد جيران المجني عليه، بملامح يشوبها من الحزن: "كإني في حلم، مافيش حد قادر يصدق اللي حصل"، جارنا "على عبد الرسول"، 50 عامًا، عامل "مبلط"، توفى صباح اليوم حزنًا على صديقه وذويه.  

ويتابع: "علي طول الليل بيعيط على صاحبه اللي مات هو وعائلته في نفس الساعة، بيصحوه الصبح لقيوه حصلهم"، لتنعاد نوبات البكاء والصراخ وتتردد في أرجاء الشارع من جديد، بعد أن خمدت للحظات، كنا نستوعب فيها ما جرى، ولكن هيهات أن تمر تلك الليلة الظلماء بسلام، بالأمس وبعد عدم الرد من طارق على صاحبه، رأى جد الأول _"الحاج شحاته"_ موظف على المعاش، أنه من الأفضل إحضار سلم، وصعود أحد عليه من الشباك الذي يطل على الشارع من شقة ابنه، ولما فعلنا ذلك كان الشباك مغلق وتنبعث منه رائحة "غاز"، فما كان منا إلا أن نكسر الباب". 

والتقط أطراف الحديث شاب عشريني وقال: "شوفنا عم سمير واقع جمب مراته وكأنه كان بيحاول يقومها وما لحقش، وأولادهم على الأرض والبنت على سريرها، وكلهم ربنا يرحمهم".

ثم توقف الشاب لحظات بعد تحشرج صوته من تذكره مشهد موت العائلة الطيبة، ذو السمعة الحسنة، في ليلة واحدة، بالإضافة لـ "عم علي"، وقال إن معظم الجيران، وأقارب الضحايا جميعهم، ذهبوا إلى مقابر "الرهاوي"، لدفنهم جميعا، بعد استخراج تصريح الدفن، واستلام الأسرة من مشرحة زينهم". 

وكان مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة تلقى إخطارا من شرطة النجدة، أمس الثلاثاء يفيد بانتشار رائحة غاز من عقار بدائرة قسم شرطة إمبابة، أدى إلى مصرع أسرة بالكامل، مكونة من 5 أشخاص، وعلى الفور انتقل رجال الإنقاذ مدعومين بقوات الحماية المدنية تحت إشراف اللواء هشام صادق، وتبين من المعاينة مصرع موظف يدعى سمير شحاتة، 42 عام، وزوجته، ولاء محمد"، 38 سنة، وأبنائهما الثلاثة: "ياسمين 17 سنة"، و"طارق 16 سنة" والطفل محمد 5 سنوات، إثر تسرب غاز من السخان أثناء نومهم، وتم نقل الجثامين إلى المشرحة.

وتم تحرير محضر بالواقعة، وبعد التأكد من عدم وجود أي شبهة جنائية، عقب إجراء النيابة لمعاينة الشقة التى شهدت الواقعة، أمرت بدفن جثث المتوفين.