رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كشف حساب «30» مبادرة أطلقها السيسي فى «5» سنوات

النبأ


أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى على مدار الخمس سنوات الماضية، أكثر من «30» مبادرة؛ لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، وشملت مبادرات الرئيس مجالات الصحة والتعليم والاستثمار، وكان آخر تلك المبادرات هى «حياة كريمة» الخاصة بالفئات الأكثر احتياجًا.


وتستعرض «النبأ» فى التقرير التالى، أبرز مبادرات الرئيس وهل حققت المرجو منها، ولماذا يلجأ «السيسي» لإطلاق المبادرات في ظل وجود الحكومة، وما مدى تلبية تلك المبادرات من جانب الجهات المعنية بالدولة الرسمية منها والخاصة.


أولًا.. في مجال الاستثمار، أطلق الرئيس السيسي مبادرة للاستثمار في رأس المال البشرى والتي اُعتُبرت نقلة نوعية فى مصر، بما تتضمنه من ربط تنمية مهارات الشباب وتدريبهم على احتياجات سوق العمل بالتنسيق مع القطاع الخاص، وتطوير التعليم والرعاية الصحية وشبكات الحماية المجتمعية، والتغذية المدرسية لبناء جيل صحي من الأطفال؛ حيث من حق كل طفل الحصول على وجبة صحية ترفع نسبة التركيز والاستيعاب وتجعل منه شابًا ذا مهارات ومنتجًا وقادرًا أن يقتحم سوق العمل ومن ثم يحسن دخل أسرته.


المبادرة كانت لها أهمية كبيرة، فقد أشاد رئيس البنك الدولي، بإنجازات مصر في مجالات الاستثمار في العنصر البشرى، وقال إن مصر مثال يحتذى به فى الاستثمار فى رأس المال البشرى؛ حيث كانت من أول الدول التي انضمت لبرنامج البنك الدولي للاستثمار فى رأس المال البشرى، مشيدا بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى في الاستثمار في العنصر البشري، وحرص مصر على توفير التمويل اللازم لدعم الصحة والتعليم ومبادرات الشباب، لافتا إلى أن البنك ساهم فى دعم قطاع الصحة فى مصر بقيمة 530 مليون دولار، وقطاع التعليم بقيمة 500 مليون دولار، مؤكدا أن الاستثمار فى المواطن هام للشعب والاقتصاد والمجتمع والاستقرار العالمى.


ولكن الملاحظ بعد إطلاق تلك المبادرة والإشادة بها والأموال التي حصلت عليها مصر نتيجة المبادرة، أن المواطن لم يشعر بأى جديد في مجال الاستثمار في مجال العنصر البشري، فالوجبات المدرسية لم تتحسن بعد ولم توزع أصلا على طلاب المدارس.


ثانيًا.. تعد مبادرات الرئيس في مجال الصحة هي الأكثر طرحًا؛ فقط أطلق الرئيس مبادرة بسرعة إنهاء قوائم انتظار مرضى الجراحات والتدخلات الطبية الحرجة، خلال فترة زمنية «6» أشهر ومجانًا، مع مراعاة الحالات الحرجة، استقبلت المستشفيات، الدفعة الأولى من مرضى العمليات الحرجة، وهي المبادرة التي نجحت في إنهاء معاناة المرضى الذين يحتاجون إجراء العمليات منذ سنوات.


وقالت وزيرة الصحة والسكان: "أنهينا إلى الآن أكثر من 23 ألف عملية جراحية فى الــ 9 تخصصات الطبية المحددة فى مشروع قوائم الانتظار وفى التأمين الصحى 7513 حالة ومازلنا نعمل لصالح المصريين لإنهاء معاناتهم"، وتابعت: "الرئاسة وجميع الجهات الرقابية تتابع الملف ونقدم تقارير بكل شفافية عما ننجزه للرأى العام لتوضيح الجهود الكبيرة التى تقوم بها لخدمة المرضى، ونجحنا فى تحقيق المستهدف فى منظومة إنهاء قوائم الانتظار فى المرحلة الأولى بنسبة 120%".


ومن المبادرات المهمة في مجال الصحة مبادرات الرئيس السيسى لإصلاح القطاع الصحي على مدار عام 2018، وتمثلت في إطلاق المرحلة الأولى من مشروع قانون التأمين الصحى الجديد فى 5 محافظات بتكلفة 1.8 مليار جنيه، وتفعيل أكبر مبادرة فى التاريخ للكشف عن فيرس سى والأمراض غير المعدية تستهدف 60 مليون مواطن فى 27 محافظة.


ونجحت وزارة الصحة في الكشف عن أكثر من عشرين مليون مواطن على فيرس سي، وكذلك مبادرة تشغيل أضخم مشروع للمستشفيات النموذجية فى 27 محافظة بتكلفة 6.1 مليار جنيه، ومبادرة توفير ألبان الأطفال المدعمة مع البدء فى الإنتاج المحلى لتغطية احتياجات السوق.ومبادرة توفير كافة الأمصال واللقاحات الهامة للسوق المحلى وإنشاء مصنع بفاكسيرا لتصنيعها. وسد احتياجات البلاد من الأنسولين والبنسلين وكافة الأدوية الحيوية التى يحتاجها السوق، وكذلك مبادرة عمل أكبر مسح قومى بين طلاب المدارس للكشف عن الأنيميا والتقزم والسمنة، وأسفر المسح الصحي للمواطنين الذي شمل 17 مليون مواطن مصري ضمن حملة (مائة مليون صحة) التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأول من أكتوبر الماضي عن وجود 11 مليون مواطن لديهم مشاكل صحية، منهم 25% وزنهم طبيعي، والباقي عنده سمنة.


ثالثًا مجال التعليم، أطلق الرئيس السيسي أكثر من مبادرة في مجال التعليم، وأعلن أن 2019 سيكون «عامًا للتعليم»، كما أطلق مبادرة لرعاية للطلاب الموهوبين في الرياضيات والفيزياء والكيمياء بحضور وزراء الدفاع والتعليم والتعليم العالي والاتصالات والإنتاج الحربى.


وتعتمد المبادرة على عقد مسابقة وطنية في الرياضيات والعلوم على مستوى الجمهورية لطلبة وطالبات المرحلة الثانوية مع إمكانية اشتراك طلاب مرحلة التعليم الأساسي بالمسابقة ممن لديهم القدرة والاستعداد لاجتياز الاختبارات المؤهلة بكل المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية.


كما أطلق الرئيس مبادرة الشراكة مع إفريقيا، والاتفاقية الثانية في مجال التعليم الفني مع شركة «سيمنز» من أجل تدعيم وتطوير التصنيع والتعليم والتدريب في مصر، في إطار اهتمام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالشراكة مع القطاع الخاص على المستوى العالمي؛ لرفع جودة التعليم الفني، وتطبيق مجالات التكنولوجيا التطبيقية.


وأوضح الدكتور طارق شوقي، أن هذه الاتفاقية تعد تعاونا عمليا للغاية ومن المتوقع استفادة الطلاب منه استفادة مباشرة للمنافسة على المستوى العالمي في مجالات الكهرباء والطاقة وغيرها، حيث جرى تحديد مناطق التنفيذ بمدارس مختارة سيتم اختيار الطلاب بها والمعلمين والإداريين بشكل تنافسي في 16 منطقة صناعية تضم محافظات وجه قبلي مثل "سوهاج، وقنا، وبني سويف"، ومحافظات وجه بحري مثل "الإسكندرية"، ومحافظات بالدلتا مثل طالشرقية ودمياط والقاهرة" وغيرهم، بالإضافة إلى تحديد مجالات التنفيذ؛ حيث ستقوم "سيمنز" بتطوير برامج التعليم في هذه المدارس بما في ذلك تطوير المناهج التدريبية القياسية، وأنشطة التعلم العملية، والمعايير العامة للبرنامج ومواد الاختبار.


كما أطلق الرئيس مبادرة كبيرة في مجال التعليم العالي، حيث كلف السيسي مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي بتبني مبادرة تدعمها الحكومة المصرية لتمكين ودعم شباب الباحثين الأفارقة وفتح أبواب ومنافذ المراكز العلمية لكل شباب القارة من خلال إجراءات محددة، وزيادة المنح المقدمة للدول الإفريقية الشقيقة، ومضاعفة الجوائز التي تمنحها أكاديمية البحث العلمي للشباب الأفارقة.


رابعا.. وفي مجال التكنولوجية، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة التعلم التكنولوجي لتأهيل الكوادر المصرية الشابة على أحدث مجالات التكنولوجيا في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، وتقود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنفيذ هذه المبادرة من خلال مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وتقوم المبادرة على توفير منظومة تعليمية تطبيقية عالية الجودة مبنية على شراكة الجامعات المرموقة والشركات الرائدة على مستوى العالم معتمدة على منصات متميزة للتعلم الإلكتروني وتتكامل من خلال إتاحة مجموعات دراسية مساعدة ومحفزة وشبكات مراجعة للتقييم والمتابعة. ويؤدي ذلك كله إلى ترويج قيمة المعرفة والإبداع وخلق فرص عمل لشباب الخريجين وإعداد جيل من الشباب قادر على توظيف أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع القطاعات لتحقيق المزيد من التنمية والإنتاجية والتنافسية.


ويرى متابعون أن حرص الرئيس على إطلاق المبادرات معناه أن الرئيس كان يضع يده، منذ أول يوم، على أسباب القلق فى مصر، ويدرك تمامًا مكان الخلل داخل مؤسسات الدولة، وأن الرئيس لا يطلق المبادرات لأسباب سياسية، ولو أراد لأطلقها قبل انتخابات الرئاسة، مما يعني سعيه نحو الجودة الحقيقة، ومبادرة «فيروس سى» ستبقى المبادرة الأهم، بجانب العديد من المبادرات التي أطلقها في مجال الصحة التي لولاها ما شعر المواطن بتحسن ملحوظ في مجال الصحة، فالحكومة لا تقدم حلولا فعلية في هذا المجال.


وكشف خبراء فى السياسة عن أن هناك مبادرات أخرى قادها الرئيس بنفسه، مثل مبادرة الصلح بين أحمد شوبير ورئيس نادى الزمالك ويومها انتقدوا الرئيس، ولكنه كان أبعد منهم نظرا، كذلك مبادرة الرئيس للصلح بين فرقاء حزب الوفد، ودعوته للم الشمل ورأب الصدع، وللأسف لم يستجب لها المدعون للقاء الرئيس.. ولم تنته الأزمة فعلًا إلا بالانتخابات!


وهناك تأكيدات أن لجوء الرئيس إلى إطلاق المبادرات يشير إلي غياب دور الحكومة في حل العديد من الملفات، ما يطلب تدخل الرئيس شخصيًا، وهذا قد يكون في بعض الأوقات يصب ضد الحكومة، خاصة أنها ملزمة بعلاج ملفات الصحة والتعليم والمبادرات عامل مساعد فقط وليس حلا أساسيا لمشكلات المجتمع المصري.


من ناحيته، أكد الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، أن مبادرات الرئيس السيسي ناجحة، منذ الفترة الرئاسية الأولى، والتى كانت مليئة بالمبادرات الناجحة والناجزة، مثل "مبادرة العفو عن الشباب المحبوسين، واسترداد الأراضى المملوكة للدولة، وتنازله عن راتبه لصالح تحيا مصر، واسأل الرئيس، وسداد ديون الغارمات.


وقال "حسب الله"، إن مبادرات الرئيس السيسى مستمرة فى الفترة الرئاسية الثانية وكانت الأولوية بالمواطن المريض، فجاءت مبادرة "إنهاء قوائم انتظار المرضى، ومبادرة المستشفيات النموذجية، ختاما بأكبر مبادرة وهى "100 مليون صحة"، والكشف المبكر عن أورام الثدى وها هو الرئيس يستكمل مسيرة العطاء بإطلاق مبادرة تخص المواطن الغلبان، وتعمل على توفير "حياة كريمة" لكل الفئات الأكثر احتياجا 2019.


وأضاف «حسب الله»، أن المبادرات هدفها جذب المنظمات والقطاع الخاص للمشاركة في حل أزمات المواطن الاقتصادية والاجتماعية والصحية، خاصة أنّ ميزانية الدولة محدودة جدا، والحكومة لن تستطيع عمل كل شيء في فترة محدودة، ولذلك كان واجبًا على الرئيس الإعلان عن تبنيه عددًا من المبادرات لجذب المشاركة فيها.