رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور نبيل لوقا بباوى: ثورة يناير لن تتكرر لأن السيسى «حافظ الحدوتة» وجَمد الناس اللى كانت بتقبض (حوار)

محرر «النبأ» أثناء
محرر «النبأ» أثناء الحوار مع الدكتور نبيل لوقا بباوي


الطعن في السنة غرض «تكتيكى» للتشكيك فى القرآن الكريم


الرئيس مصلح اجتماعى جاء لتجديد الخطاب الدينى ووالده كان في قمة التدين


التاريخ سيثبت أن «مبارك» أنقذ مصر من الضياع


لا يمكن تقييم نظام بالبطاطس والكوسة والطماطم


السنة واجبة النفاذ.. وإلغاؤها خطر على الإسلام ذاته


هذه هى أسباب سير مبارك على رجليه أثناء شهادته فى قضية «اقتحام الحدود الشرقية»


من الذكاء أن يبتعد جمال وعلاء مبارك عن السياسة فى هذا التوقيت


خيرت الشاطر حصل على 8 مليارات دولار من أمريكا لإقامة إمارة إسلامية في سيناء


لا علاقة للإسلام بالإرهاب وهناك آية فى القرآن تحل مشاكل العالم


الخلاف بين الإسلام والمسيحية «أزلى» والقرآن عالجه بذكاء شديد


هناك قواعد شرعية لو طبقها المسلمون لأصبحوا أكثر تحضرًا من فرنسا


قال المفكر الدكتور نبيل لوقا بباوي، إن الطعن في السنة غرض تكتيكي للتشكيك في القرآن، متهمًا الذين يطالبون بإلغاء السنة بـ«الخبث» والخروج عن الدين.


وأكد «بباوي» في حواره لـ«النبأ»، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ضحى بشعبيته من أجل مصلحة مصر، وأنه مصلح اجتماعي جاء لتجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى أن التاريخ سيثبت أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أنقذ مصر من الضياع، وإلى تفاصيل الحوار:


في البداية.. كيف تابعت شهادة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في قضية اقتحام الحدود الشرقية؟

التاريخ سيعطي «مبارك» حقه؛ لأنه أنقذ مصر من حرب أهلية، عندما تنحى وسلّم الحكم للجيش بذكاء منعًا لتصعيد الأمور، لأن الإخوان المسلمين كانوا يلعبون دورًا خطيرًا، وكانت تساعدهم المخابرات الأمريكية، وأموال قطر، والتاريخ سيثبت أن الرئيس الأسبق أنقذ مصر من الضياع، لأنه قدر الموقف صح، وبالنسبة لشهادته، فهو كان مطلعًا على الأمور أثناء حكمه، وكان عارفًا أن الإخوان المسلمين يتصدرون المشهد من أجل اللعب لصالح إسرائيل وأمريكا، وهذه اللعبة فيها أسرار تتعلق بالأمن القومي.


لماذا طلب إذنًا للإدلاء بشهادته فى بعض الأمور؟

لم يستطع التحدث في أمور تتعلق بالأمن القومي وتمس دول، إلا بعد الحصول على إذن، بصفته رجل عسكري وما زال رجلًا عسكريًا، وخاصة هناك دول كان لها دور في أحداث يناير، وخاصة السفارة الأمريكية، وهذا الدور استمر بعد ذلك، وأعطوا خيرت الشاطر 8 مليارات دولار، لإقامة إمارة إسلامية في سيناء، وتم التحقيق في هذا الموضوع داخل الكونجرس الأمريكي، وأثبتت الأحداث أنه تم أخذ جزء من المبلغ للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وجزء استأجروا به إرهابيين من أفغانستان وباكستان، وكانت سيارات الرئاسة في عهد محمد مرسي تأخذهم من المطار إلى سيناء، وهذا مثبت في سجلات أجهزة المخابرات، وهذا سبب ما نعاني منه اليوم من إرهاب في سيناء، من الخلايا التي انتقلت إلى هناك، لأنه لا يوجد إرهاب بلا أموال.


«مبارك» قال في شهادته إنه لم يسمع عن مخطط تقوده أمريكا والإخوان وتركيا وإيران وحماس لقلب نظام الحكم في مصر.. ماذا يعني ذلك؟

كان المعروف لنا جميعا وقد كنت عضوا في مجلس الشورى، أن هناك مخابرات دول، وخاصة المخابرات الأمريكية، قامت بتدريب شباب 6 إبريل في صربيا وأمريكا، ومنحتهم أموالا، لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية حينذاك كوندوليزا رايس، والحق أن جماعة الإخوان المسلمين استغلت أحداث 25 يناير التى نظمها شباب حركة 6 إبريل، وتعهد الإخوان لمدير أمن الدولة وقتها اللواء حسن عبد الرحمن بأنهم لن ينزلوا لو كانت هناك اضطرابات، لكن عندما تفاقمت الأوضاع ووصلت لحد الفوضى نزل الإخوان و«ركبوا» الأحداث، ودائما هذه الأحداث تبدأ بشعارات السلمية حتى تصل لحد المطالبة بإسقاط النظام وهناك خمس أو ست خطوات معروفين، يتم تطبيقهم في كل اضطرابات، تم تطبيقهم في مصر، ويتم تطبيقهم الآن في فرنسا من خلال السترات الصفراء وفي السودان والكثير من الدول الأخرى، وكلها خطط موضوعة من قبل أجهزة المخابرات ومعروفة.


البعض يقول إن شهادة مبارك نسفت ثورة 25 يناير وحولتها إلى مجرد مؤامرة؟

هي مؤامرة مقبوضة الثمن، كل الشباب اللي شاركوا في هذه الأحداث "قابضين"، هناك فتاة من قيادات 25 يناير حساباتها في بنك «تشيس مانهاتن» في الولايات المتحدة الأمريكية، 37.5 مليون دولار، كلها أموال الموساد والمخابرات.


هل ما حدث في ثورة 25 يناير يمكن أن يتكرر مرة أخرى في مصر؟

أعتقد أنه لن يتكرر، لعدة أسباب منها، أن مصر استوعبت الدرس، ثانيا الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء في الوقت المناسب، لأنه كان مدير مخابرات حربية أثناء أحداث 25 يناير، وحافظ «الحدوتة» كلها، وبدأ يجمد الناس اللي كانت بتقبض، وبالتالي لا أعتقد أن هذه الأحداث ستتكرر مرة أخرى، بعد أن كرمنا الله بالسيسي وهو فاهم اللعبة، وهناك أمن قوي، وأصبح كل شيء مرصودًا، وكل شيء معمول حسابه، وميدان التحرير تحت السيطرة، وتجربة كسر الشرطة وإحراق الأقسام لن تتكرر مرة أخرى، مصر استوعبت الدرس.


البعض يقول إن شهادة مبارك مجروحة لأنه هو من قامت عليه الثورة؟

كل ما قاله مبارك وقائع كانت مرصودة ومسجلة، وهي محل تحقيقات، وخروج السيارات من السفارة الأمريكية كانت مرصودة، وكل تحركات الإخوان كانت مرصودة، والمخابرات العامة والحربية عندها كل التفاصيل عن ما حدث.


بماذا تفسر سير مبارك على رجليه بعد أن كان ممددا على السرير أثناء محاكمته؟

الراجل كان مريضًا وربنا شفاه، الراجل كان عنده مرض «الذبذبة الأذنية»، وهو مرض يصيب القلب، وكان يُعالج في المستشفى، وربنا شفاه.


كيف ترى المستقبل السياسي لجمال وعلاء مبارك؟

من الذكاء السياسي أن يبتعدا عن السياسة، وخاصة في ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قدم للوطن الكثير من الإنجازات، وأعاد مصر إلى وضعها الطبيعي، بعد أن كانت مرشحة للدخول في حرب أهلية، من جانب السلفيين والإخوان، الذين سعوا لإشعال حرب أهلية، بعد محاولات قتل البابا شنودة والشيخ أحمد الطيب، وكانت مصر هتضيع.


ماذا عن كثرة ترديد مقولة: «ولا يوم من أيامك يا مبارك»؟

السيسي ضحى بشعبيته وجماهيريته من أجل مصلحة البلد، فهو الرئيس الوحيد الذي تجرأ على مواجهة مشكلة الدعم، بعد أن كان يتم ترحيلها من جانب الحكومات المتعاقبة، ورفع الدعم شيء أساسي لخروج البلد من أزماتها الاقتصادية، وقد بدأ الوضع الاقتصادي الآن يتحسن بقوة، فهناك مشروعات قومية كبرى يتم الصرف عليها بالمليارات وهناك شبكة طرق وبنية أساسية وشقق لمحدودي الدخل، وكلها أشياء لم تكن موجودة قبل ذلك، وبالتالي مسألة رفع الأسعار مؤقتة، وستنتهي قريبا، العاصمة الإدارية الجديدة مشروع ناجح 200%، وخاصة أنه لم يكلف ميزانية الدولة مليمًا واحدًا، وكله من بيع الأراضي، ووفرت فرص عمل للناس.


ما وجهة نظرك فى بناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة؟

الأقباط بقى لهم أكثر من 160 سنة، منذ صدور «الخط الهمايوني»، عام 1856م، في عهد الخديوي محمد سعيد، وهم يطالبون بتقنين بناء الكنائس، وكل الرؤساء خافوا من إصدار قانون لبناء الكنائس بسبب خوفهم من السلفيين والإخوان، الذين كان لهم تحفظات على بناء الكنائس، الوحيد الذي لم يستمع لصوت الإخوان والسلفيين بالتحفظ على بناء الكنائس طبقا لتوجهات «معالم الطريق» لسيد قطب، هو السيسي والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، اللذان لم يستمعا لصوت الإرهاب، ولكنهما استمعا لصوت القرآن والسنة النبوية، استمعوا لقول الله «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ»، استمعوا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من أذى ذميا فقد أذاني»، واستمعوا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم«من أذى ذميًا فأنا خصيمه يوم القيامة»، الآخر المسيحي المخالف في الدين يتمتع بحماية في الإسلام غير موجودة في رسالة أخرى، والجمال في الرسول صل الله عليه وسلم، أنه نفذ هذا الكلام على أرض الواقع.


هل هناك مواقف من التاريخ تثبت ذلك؟

نعم.. سنة 630 م نصارى نجران وهم مسيحيون قاموا بزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة المنورة، وعندما جاء وقت صلاتهم رفض على بن أبي طالب أن يصلوا في المسجد، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سمح لهم بالصلاة في المسجد، رغم أنهم يقولون كلاما لا يقره الرسول ولا يقره الإسلام، مثل قضية صلب المسيح، فهل هل هناك هناك أكثر من ذلك حماية للآخر وتسامح معه؟، هذا هو الإسلام الذي يجب أن يتم تطبيقه، بعيدا عن الفتاوى التي تستبيح أموال المسيحيين وأعراضهم، والتي لا علاقة لها بوسطية واعتدال الإسلام.


وسأحكي عن موقف حدث معي يثبت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يطبق القرآن والسنة في تعامله مع المسيحيين، أردت إقامة مجمع للوحدة الوطنية في المقطم، وهو عبارة عن كنيسة ومسجد وبينهما مكتبة، ومكثت 12 عاما أسعى للحصول على الترخيص لإقامة هذا المجمع، ولم أحصل على هذا الترخيص إلا في عهد حكم المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي واللواء عبد الفتاح السيسي عندما كان مديرا للمخابرات الحربية، بعد أن كان ترخيص وبناء وترميم الكنائس في يد رئيس الجمهورية، حيث خصصت لي محافظة القاهرة 8 آلاف متر مربع في الهضبة الوسطى في المقطم، وقد صدر الترخيص باسمي واسم والدتي، وتم الانتهاء من بناء الكنيسة وجار الانتهاء من بناء المسجد، وقد منحني مجمع البحوث الإسلامية جائزة الدولة التقديرية كأول مسيحي يتم منحه هذه الجائزة المرموقة.


كيف تنظر لمسألة الربط بين الإسلام والإرهاب؟

الإرهابيون نجحوا في تشويه صورة الإسلام في العالم كله، العالم أصبح يربط الإرهاب بالإسلام، والإسلام لا علاقة له بالإرهاب، وبنظرة موضوعية محايدة، الإسلام في الكتاب والسنة حجة على تابعيه، وتصرفات تابعية ليست حجة على الإسلام، فكل واحد متعلق من عرقوبه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، كلها جرائم إرهابية مدفوعة الأجر لا علاقة لها بالإسلام، الإخوان والسلفيون وغيرهم من الجماعات الإرهابية يرتدون ثوب الإسلام من أجل الوصول لكرسي الحكم والجلوس عليه مليون سنة.


ماذا عن مصطلح الإرهاب الإسلامي؟

هناك متطرفون يرتدون ثوب الإسلام، وارتكاب أعمال إرهابية من أجل تشويه صورة الإسلام، في المقابل هناك مسيحيون يرتكبون أعمالا إرهابية، وبالتالي لا يمكن ربط الدين سواء كان إسلاميا أو مسيحيا بالإرهاب، لكن ربط الإرهاب بمصالح شخصية، لا يوجد دين إرهابي، ولا يوجد دين من عند الله يحض على الإرهاب، الإرهابيين يؤولون النصوص الدينية لتنفيذ أغراضهم، لا علاقة للأديان السماوية بالإرهاب.


ما رؤيتك لمسألة تجديد الخطاب الديني والهجوم على الأزهر واتهامه بتخريج إرهابيين؟

تجديد الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي واجب على كل مؤسسات الدولة المدنية والدينية، وليس أمرا من الحاكم، لكنه أمر من الله ومن الرسول، «وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»، ومعنى هذه الآية أن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة النفاذ، ويقول الرسول: يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، هذا يعني أن التجديد أمر من الله والرسول، ولكن التجديد يتم بشكل حضاري، دون مس لفظ واحد من القرآن أو السنة النبوية، سواء سنة قولية أو فعلية أو تقريرية، سواء سنة متواترة أو أحاد أو مشهورة، إنما التجديد يكون من خلال إعادة التفسير والرؤية من أجل تحقيق مقاصد الشريعة، وأن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، فلا يوجد شيء اسمه إلغاء السنة.


ما رأيك في الذين يطعنون في السنة النبوية؟

هؤلاء أناس لهم أغراض خبيثة، لأن الطعن في السنة هو مقدمة للطعن في القرآن، وتشكيك المؤمنين في القرآن، الطعن في السنة غرض تكتيكي للوصول للتشكيك والطعن في القرآن الكريم، السنة النبوية لا يجوز المساس بها، لأنها مكملة للقرآن، ولا يمكن تنفيذ القرآن إلا بعد تنفيذ السنة، الزكاة ومقاديرها لا يمكن تحديدها إلا من السنة، الصلاة لا يمكن تحديدها إلا بالسنة، الذين يطالبون بإلغاء السنة وهم جماعة القرآنيين خارجون عن الدين، إلغاء السنة خطر على الإسلام ذاته، فلا يجوز إلغاء السنة شكلا ولا موضوعا، مثل الدستور يصدر بالمبادئ الكلية، ثم يأتي القانون يشرح هذه المبادئ الكلية، القرآن جاء بالمبادئ الكلية، وجاءت السنة شارحة لما هو موجود بالقرآن، ولا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما.


ماذا عن الهجوم على الأزهر الشريف؟

الأزهر مؤسسة وطنية، وشيخ الأزهر إنسان وطني، رؤيته لتجديد الخطاب الديني رؤية هادئة ومتوازنة، فهو يعالج الأمور بحكمة، بدون صدام مع المذاهب المختلفة.


كيف ترى الخلاف بين القرآن والكتاب المقدس؟

هناك خلافات أزلية بين الديانة الإسلامية والمسيحية، وستبقى هذه الخلافات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، المسلم لا يستطيع أن يغير حرفا واحدا من القرآن، والمسيحي لا يستطيع أن يغير حرفا واحدا من الإنجيل، وخاصة في الأمور العقدية، فهل يبقى المسلمون والمسيحيون في صراع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، أم لابد من إيجاد حل للتعايش السلمي ووقف القتل؟.


القرآن الكريم حل هذه المشكلة بذكاء شديد جدا، لو اتبع المسلمون هذا الحل العالم كله سوف يعيش في سلام، ففي الآية 118 من سورة هود يقول الله تعالى« وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ»، وبالتالي الاختلاف سنة وحكمة إلهية، والتنافس بين أتباع الديانتين يكون في عبادة الله الواحد والعمل الصالح، وبالتالي إذا اتفقنا أن الاختلاف من عند الله، فلابد من ترك الأمر لله، وهذا ما ناد به القرآن الكريم في قوله تعالى: « اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ»، هذه الآية حلت كل مشاكل العالم، والمسلمين مش عارفين يروجوا لها، وتفرغوا للتحدث مع بعضهم، وهذه خيبة، ولابد من  ترك المسائل الخلافية بين الديانتين لله يوم القيامة، لو فعلنا ذلك سوف نعيش في سلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من أجل ذلك لابد من خلق ثقافة دنيوية تقوم على مناقشة المسائل المتفق عليها، أما المسائل المختلف فيها وأغلبها يتعلق بالعقيدة فلا نتناقش فيها، وخاصة أن هناك 99% من المسائل متفق عليها بين الإسلام والمسيحية، أما الـ1% فمسائل خلافية تتعلق بالعقيدة مثل الصلب وتصور الإلوهية والقيامة وكلام المسيح في المهد والمائدة وغيرها، لكن المتعصبين من الطرفين يتركون مسائل الاتفاق البالغة 99%، ويتمسكون بالمسائل الخلافية البالغة1%، من أجل السبوبة وكسب المال، شيوخ السلفية الآن ويعيشون في القصور ويركبون السيارات الفارهة ويتزوجون بالأربعة، نفس الأمر ينطبق على المتعصبين في المسيحية.


ماذا عن بكاء الرئيس عبد الفتاح السيسي على الهواء في بعض المواقف؟

الرئيس السيسي بداخله إنسان متدين، والده كان متدينا مثله، فهو كان معي في المجلس الشعبي المحلي بمحافظة القاهرة، وكان إنسانا قمة في التدين، والسيسي تربي في بيئة متدينة، وإحساسه مرهف، كما أعتقد أنه مصلح اجتماعي، جاء لتجديد الخطاب الديني، مثل الأمير محمد بن سلمان في السعودية، وبما يتفق مع القرآن والسنة، فالموافقة على قانون لبناء الكنائس تجديد للخطاب الديني، بناء كنيسة من ميزانية الدولة في العاصمة الإدارية تجديد للخطاب الديني، زيارة الأقباط يوم عيد الميلاد، تجديد للخطاب الديني.


ما تقييمك لأوضاع الأقباط في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

في عهد الرئيس السيسي بدأ الأقباط يشعرون بالمواطنة، كما قال الإسلام «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، وكما قال الإسلام «أنتم أدرى بشئون دنياكم»، هناك قواعد شرعية لو طبقها المسلمون لأصبحوا أكثر تحضرا من فرنسا، مثل قاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، وقاعدة «النفع العام مقدم على النفع الخاص»، وقاعدة «الدين يسر وليس عسر».


وأنا أرفض تشبيه الرئيس السيسي بالأنبياء والرسل، كما فعل بعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي، لأنه فيه مغالاة، والمغالاة تضر ولا تنفع، السيسي حاكم، يسعى لمصلحة البلد، والقضاء على الفساد، وإنجازاته واضحة على أرض الواقع، رغم أن هناك مشاكل اقتصادية.


كيف ترى مستقبل مصر؟

بالأرقام مصر تسير على الطريق الصحيح.. الرئيس الأسبق «مبارك» ترك الاحتياطي الأجنبي 37.5 مليار دولار، في السنة التي حكم فيها الإخوان انخفض الاحتياطي ووصل إلى 12 مليار دولار، معدل التنمية أيام مبارك كان 7.5%، في عهد مرسي أصبح 1.5%، أيام مبارك كان يدخل استثمارات أجنبية 14 مليار دولار، في عهد مرسي ولا دولار، أيام السيسي بدأت الأمور تعود لما كانت عليه أيام مبارك، الاحتياطي الأجنبي في عهد السيسي وصل إلى أكثر من 45 مليار دولار، أكثر مما كان عليه أيام مبارك، معدل التنمية أصبح 5.5%، الأرقام بتتكلم، شرايين البلد كلها تفتحت، بالشوارع والطرق، مصر أصبحت سادس دولة على مستوى العالم في الطرق الدولية، وأصبحت رقم 10 على مستوى العالم في قوة الجيش، مصر تسير بخطة متوازنة، يد تبني ويد تحارب الإرهاب، الغلاء موجود في العالم كله، لا يمكن تقييم النظام بسعر البطاطس والكوسة والطماطم، التقييم يكون بالأرقام، كل المؤسسات الدولية تقول أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، والاقتصاد المصري يتعافى.


ما تقييمك للبابا تواضروس؟

البابا تواضروس يتمتع بحكمة شديدة ووطنية شديدة، في أكبر المآسي التي تتعرض لها الكنيسة لم يلجأ للغرب، لكنه يلجأ لإخوانه المسلمين لحل المشاكل على أرضية وطنية بعيدة عن الطائفية، ولم يستقو بالغرب، وطنيته وصلت إلى حد رفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي لبحث مشاكل الأقباط في مصر رغم توسلات السفيرة الأمريكية له بمقابلة نائب الرئيس الأمريكي لمدة 10 دقائق فقط، ورفض قانون الكونجرس الأمريكي الخاص بحماية الأقليات في مصر، وله مقولة شهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، أما البابا شنودة فكان رجلا وطنيا، لكنه كان يواجه المشاكل بالاعتكاف على طريقة غاندي، لكن البابا تواضروس لا يفعل ذلك، والاثنان وطنيان.