رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور أحمد كريمة: الإسلام تحول لـ«ملطشة».. وعرض مومياوات الفراعنة من أجل الدولارات حرام شرعًا (حوار)

محرر «النبأ» فى حواره
محرر «النبأ» فى حواره مع الدكتور أحمد كريمة


إلغاء خانة الديانة خطر على الوحدة الوطنية ودعوة لإشعال فتنة طائفية


الدين عند المصريين «خط أحمر».. والتعرض له «خيانة عظمى»


ممارسة الجنس فى الجنة من الأمور الثابتة قطعا فى القرآن والسنة


«المواريث» مثل الصلاة والطواف لا يجرؤ فرد أو مؤسسة على تغييرها


الراقصة ليست شهيدة.. وهذه هى الأدلة


تزويج الفتيات فى أرحام أمهاتهم «خيال علمى»


المنتحر ليس كافرًا.. وعيد شم النسيم مذكور فى القرآن


التبرع بالأعضاء البشرية وعقود الإيجار القديمة «حرام شرعًا»


لا يوجد نص فى القرآن والسنة يمنع المسلمين من زيارة القدس


أقبل يد سعد الهلالى وسماحة الشيخ خالد الجندى أنصفنى


عندما يصبح الأزهر«سيد قراره» سيكون هناك تجديد للخطاب الدينى


هذه هى أسباب اتهامى بالدفاع عن الشيعة والفنانات


قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بـ«جامعة الأزهر»، إن الإسلام تحول لـ«ملطشة»، وأن هناك خطة لتمييع الدين وتطبيق نموذج الإسلام الأمريكي على مصر والمنطقة.


وحذر «كريمة» في حواره لـ«النبأ» من أن إلغاء خانة الديانة سيكون خطرًا على الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن ممارسة الجنس في الجنة من الأمور الثابتة في القرآن والسنة، وأن المواريث مثل الصلاة والصيام والطواف لا يجرؤ فرد أو مؤسسة على تغييرها، وإلى تفاصيل الحوار:


في البداية.. ما موقف الدكتور أحمد كريمة من قضية المواريث والجدل الدائر حولها؟

الشريعة الإسلامية الغراء فيها قطعيات ثبوتية ومسلمات شرعية، لا تقبل أي تغيير أو تبديل، لا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، مثل أعداد الصلوات المفروضة، وأعداد الطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، وعدد رمي الجمرات، والأنصبة في الزكوات، والمواريث، وكلها مقدرات شرعية وثوابت دينية ومسلمات شرعية وأمور قطعية من جهة الثبوت والدلالة لا يحل ولا يجوز لفرد أو مؤسسة في أي زمان أو مكان التلاعب في هذه المقدرات الشرعية، ولا يجرؤ إنسان مهما كان أن يغير فيها، لأن ذلك تقدير العزيز العليم، والله الذي قدر لحكم يعلمها، والقول بعدم وجود عدل في موضوع المواريث هو اعتداء على الله نفسه، واعتداء على رسول الله، واعتداء على القرآن والسنة، ولا يقبل مسلم أن يتهم الله بعدم العدل، ولا يجوز أن نهدم التشريع الإسلامي من أجل 4 حالات فقط يحصل فيها الرجل على أكثر من المرأة، وهناك أكثر من 30 حالة يحصل فيها الذكر مثل الأنثى وتحصل فيها الأنثى على أكثر من الذكر.


كيف ترى الجدل الدائر حول موضوع «الجنس في الجنة»؟

ممارسة الجنس في الجنة من الأمور الثابتة قطعا في القرآن والسنة، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحدثت عن هذا الموضوع، فيقول الله تعالى في سورة الواقعة: «إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا»، ويقول تعالى في سورة الرحمن« حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ»، وهذه أمور غيبية لا يحل لأحد أن ينبش فيها، أمور نسميها في علم العقيدة في الأزهر الشريف«سمعيات»، والشرع بين لنا أن هناك نعيما في الجنة، فقال تعالى في سورة محمد« مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ، فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى، وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ، كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ»، ويقول تعالى في سورة الواقعة «وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ، وَحُورٌ عِينٌ، كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ»، إذا هناك استمتاع، لكن الكيفية يعلمها الله، كما أن في مثل هذه الأمور سوف يجرنا إلى ما قاله غلاة الفلاسفة من أن البعث والميعاد روحاني رمزي، وقد رد عليهم الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه «تهافت الفلاسفة»، لأن فكر الفلاسفة ذلك سوف يؤدي إلى تعطيل الآيات وصرفها عن ظواهرها، وسوف يجرنا إلى التفسير الباطني لغلاة الشيعة، وهذا سوف يؤدي إلى ترويج الفكر الشيعي في أن للقرآن ظاهر وباطن، والقرآن له ظاهر فقط وليس له باطن، وهذه دعوة خطيرة، فهي دعوة شيعية من جهة، ودعوة فلسفية هرطقية من جهة أخرى، وهذا أمر مرفوض، لأن نعيم الجنة وعذاب النار محسوس وليس معنويا.


ماذا عن فتوى تزويج الفتيات في أرحام أمهاتهن والتي أثارت الكثير من الجدل أيضا؟

هذا الكلام يأباه الخيال، هذا الرجل لم يقرأ بديهيات فقه الأسرة، عقد الزواج الصحيح اشترط فيه الإيجاب والقبول، مما له الأهلية الشرعية، المتمثلة في البلوغ والرشد، فهل الجنين بالغ؟ وهل الجنين رشيد؟، الإرادة هنا منعدمة والتكليف منعدم، وبالتالي هذا يصلح أن يكون فيلم في «والت ديزني» بأمريكا.


فتوى «الراقصة شهيدة» ما زالت تثير الكثير من الجدل في مصر والعالم الإسلامي.. كيف ترى هذا الموضوع؟

هناك قاعدة شرعية تقول «للوسائل حكم المقاصد»، والرسول صلى الله عليه وسلم قال، والحديث في البخاري ومسلم «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»، امرأة تذهب إلى مكان تبدي فيه السوءة والأفخاذ والعري لسكارى يتمايلون على نغمات رقصها، هذا عمل أثيم ومحرم، عند كل الأديان والشرائع، وبالتالي الراقصة لو ماتت في الطريق فقد ماتت على معصية الله، ولو ماتت وهي تؤدي العمل فقد ماتت على معصية الله.


ماذا عن موضوع «معاشرة البهائم» و«معاشرة الزوجة وهي ميتة»، والذي ما زال يثير الكثير من الجدل أيضا؟

موضوع معاشرة البهائم والموتى، يدخل في باب «محترزات إقامة حد الزنا»، والفقهاء عرفوا الزنا بأنه «إيلاج مكلف، في عضو أدمية مطيقة»، احترازا من إنسان شاذ أو مجنون أو سكران وطئ أدمية ميتة أو بهيمة، وبالتالي يقام حد الزنا على من جامع أدمية حية احترازا من الشواذ والمخبولين، فلا يوجد في الشريعة شيء اسمه جماع الموتى أو جماع البهائم، ولكن هناك شيئا اسمه محترزات التعريف لإقامة حد الزنا.


هل يجوز زواج الرجل من ابنة زوجته إذا لم تتربَ في بيته كما قال أحد علماء الأزهر؟

هناك قاعدة شرعية تقول «الدخول بالبنات يحرم الأمهات»، سواء تربت في بيته أو في مكان آخر، والتحريم هنا إلى يوم القيامة وليس تحريما مؤقتا، وهذه مسألة بديهية في الإسلام.


هناك من يقول إن القانون فوق الرأي الفقهي وإن رأي العلماء مجرد رأي شخصي وليس رأيا شرعيا.. كيف ترى هذا الجدل؟

الهدف من هذه الدعوة هو ترك التحاكم إلى الله ورسوله، ونحن المسلمين أمرنا بأن نتحاكم إلى الله وإلى الرسول، فإذا قال الله تعالى في القرآن الكريم: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، والرسول صلى الله عليه وسلم نهي عن كل مسكر، ثم جاء القانون وصرح بالخمر والقمار والمخدرات، فأنا كمسلم أخذ بقول الله عز وجل وقول الرسول صلى الله عليه وسلم، نحن مسلمون ولا قوامة لنا إلا بالتحاكم لله ورسوله فقط.


ما الفرق بين الرأي الشرعي والرأي الفقهي؟

التحاكم يكون إلى القرآن الكريم، وإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم المتواترة وما صح من أحاديث الآحاد، والله تعالى يقول في كتابه العزيز«وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا»، ويقول تعالى« فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»، ويقول تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا»، ويقول تعالى «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، أنا كمسلم تحاكمي يكون للقرآن والسنة فقط.


هناك من يقول إن الفتوى حق إنسان وإنه من حق كل مسلم أن يفتى لنفسه.. كيف ترى ذلك أنت؟

هنا لابد من التحاكم إلى القرآن الكريم، وهناك فرق بين أوصياء الدين وبين مرجعية الدين، حتى لا تختلط الأوراق على الناس، فالله تعالى يقول في سورة النساء: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، والمقصود هنا بأولى الأمر هم العلماء، وقال تعالى في سورة التوبة «فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ»، وقال تعالى «فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»، والله تعالى مارس الفتوى فقال «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ»، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يفتى، وهناك 13 سؤالا للرسول في الفقه أو في الشريعة، عن المحيض، والخمر والميسر، واليتامى، والأشهر الحرام، والأنفال، فالله تعالى تولى الإفتاء ورسوله ثم العلماء، والعلماء ورثة الأنبياء، وبالتالي لابد من وجود مرجعية دينية للمسلمين مثل الديانتين اليهودية والمسيحية.


لكن هم يذكرون دائما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «استفت قلبك ولو أفتاك الناس»؟

هذه كانت حالة خاصة، نسميها في الحديث، واقعة عين سيدنا وابصة بن معبد، الذي رزقه الله نور العلم، لكن نحن الآن أمام شعب فيه من لا يصلي ومن لا يزكي ومن لا يصوم ومن لا يعرف آية واحدة من القرآن الكريم ولا يعرف حديثا واحدا، التحاكم لا يكون إلا لله والرسول والعلماء، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، ومنوط بهم بيان الحكم الفقهي.


كيف ترى من يريد تحويل «الكليات الخمس» المتمثلة في حفظ الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، إلى «الكليات الست» وذلك بإضافة الوطن إليها؟

ما دخل حب الوطن في أمور دينية؟، هناك خلط بين العادات والعبادات، الكليات الخمس من العبادات وهي، حفظ الدين والعقل والنفس والمال والعرض، وهي أمور دينية يترتب على مخالفتها حدود شرعية، فمثلا الاعتداء على الدين يترتب عليه حد الردة، هذا خيال وابتداع في الدين، فعن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودعٍ، فأوصنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ»، وحب الوطن موجود في الدين، وأقول للذين يريدون تعميق حب الوطن، انشروا العدالة الاجتماعية بين الناس حتى يحب الناس الوطن من أعماقهم، المعدة الخاوية لن تنتمي إلا لمن يطعمها ويسقيها ويكسوها.


البعض يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان موجودا بيننا لغير السنة.. كيف ترد؟

من قال ذلك، هذه أمور مقدرة، القرآن كلام الله القديم، والسنة وحي من الله قديمة، تغيير السنة افتراء على رسول الله، يعني عندما يقول الرسول «بني الإسلام على خمس»، هل يمكن تغييرها إلى اثنين أو عشرة؟، أحذرهم، ابتعدوا عن السنة، لماذا أصبح الإسلام هو «الملطشة»، لماذا الإسلام هو الذي يهاجم؟، ما يحدث الآن هو تطبيق النموذج الأمريكي للإسلام اسمه «النموذج الليبرالي»، وهو إسلام أمريكي على مقاس المنطقة بما فيها مصر، من أهدافه، هز المصادر التشريعية، ويتم البدء بها من السنة، مثلما حدث عندما جند الاستعمار البريطاني في الهند وباكستان بعض الجهلاء للطعن في السنة النبوية، والآن يقوم بهذا الدور في مصر الدكتور أحمد صبحي منصور والدكتور سعد الدين إبراهيم وغيرهما، لكن السنة النبوية ثابتة مستقرة لأنها وحي من الله كالقرآن تماما، وهي أصول شرعية ثابتة لا عبث ولا تغيير فيها.


في ظل انتشار ظاهرة الانتحار.. ما موقف الإسلام من المنتحر وهل هو كافر كما يقول البعض؟

المنتحر مرتكب لكبيرة، ومرتكب الكبيرة في التراث السني مسلم فاسق وعاص، لكن لم يقل أحد إنه خرج من الملة، نحن لسنا من دعاة التكفير، وهناك أخبار وآثار، أن هناك أناسا انتحروا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة عليهم، وهذا ثابت، فالمنتحر يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبالتالي المنتحر ليس كافرا بإجماع الفقهاء.


أنت قلت إن عيد «شم النسيم» مذكور في القرآن الكريم.. كيف ذلك؟

هذا واضح في سورة طه، يقول تعالى «مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى»، قال العلماء إنه كان للمصريين القدماء عيد يسمى «الحصاد»، والمسلمون الأوائل حينما قدموا إلى مصر شاركوا المصريين في الاحتفال به.


موضوع التبرع بالأعضاء البشرية ما زال يثير الكثير من الجدل.. فهل التبرع حلال أم حرام؟

انقسم الفقهاء إلى فريقين حول هذا الموضوع، فريق أباح التبرع وفريق منع التبرع، وأنا مع الفريق الذي منع، لأنني تعلمت في الأزهر الشريف، أن الإنسان لا يبيع إلا ما يملك، ولا يهب إلا ما يملك، فهل المتبرع سواء أكان حيا أو بعد وفاته يملك هذا الجسد ولا مستخلف فيه؟، يقول تعالى « إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»، وهذا استخلاف، جسد الإنسان ليس إكسسوار أو قطع غيار سيارات.


ماذا عن عقود الإيجار القديمة وما يثار حولها من جدل؟

لأنه لا يوجد في الشريعة الإسلامية عقد يؤبد إلا عقد الزواج، كل العقود تقبل التأقيت ما عدا عقد الزواج، عقد الإيجار القديم قلب المستأجر إلى مالك في الواقع، قانون الأراضي الزراعية أيام عبد الناصر كان الهدف منه مداعبة طبقة العمال والفلاحين، وهذا ما جر الخراب الاقتصادي على مصر، وهذه قوانين اشتراكية بغيضة عملت خلخلة في المجتمع، وهي مخالفة للشريعة.


هل أنت قلت إن عرض التماثيل في المتاحف حرام؟

لم أقل ذلك، التماثيل من الفنون الجميلة، والصحابة رضي الله عنهم جاءوا إلى مصر ووجدوا أبو الهول وغيره، لكنني قلت إن عرض جثامين أجدادنا الفراعنة حرام، وأنا أناشد وزير الآثار أن يحفظ كرامة موتى المصريين، قال الله تعالى «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا»، والله قال في سورة عبس « ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ»، وقال العلماء «القبر مسكن للآدمي بعد موته»، لذلك عندنا في الفقه الإسلامي جريمة «النباش»، أنا أقول إنه من ينبش قبور الموتي يجب أن يقام عليه حد السرقة، نحن أهنا أجدادنا، من أجل الدولارات تجعل أجدادك المصريين فرجة للعالم، ادخلوا الجثامين للقبور مرة ثانية ولا تعرضوها للابتذال نظير دراهم معدودة.


قلت إن زيارة القدس ليست تطبيعًا.. لكن هذا ضد المزاج الشعبي؟

هذا صحيح، لا يوجد مانع شرعي من القرآن والسنة يمنع زيارة القدس، والرسول صلى الله عليه وسلم أسرى به من المسجد الحرام بمكة في وجود قريش الصنمية الوثنية، وعرج به من القدس في ظل ولاية البيزنطيين، من يمتنع عن زيارة القدس يريد أن يغسل يده من القضية، وكما يقولون «زيارتك للسجين ليست رضى عن السجان»، لو وجهت لي دعوة لزيارة القدس ووافق عليها الأزهر فسوف أذهب الصبح، وقد شرفنا الدكتور على جمعة وشرف العلماء عندما قام بزيارة القدس، وكسر حاجز الصمت المصطنع، فجزاه الله خير الجزاء، وليت غيره يقتضى به.


كيف ترى الجدل الدائر حول موضوع «إلغاء خانة الديانة»؟

خطر، وخاصة وأن هناك أسماء مشتركة كثيرة بين المسلمين والمسيحيين، فماذا لو نشأت قصة حب بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة وذهبا إلى الموثق وتزوجا؟، من أين سيعرف المأذون المسلم من المسيحي؟، المجتمع المصري لن يقبل، وستحدث فتنة طائفية لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، الشعب المصري له خصوصية وعنده أعراف وتقاليد، وهذا لعب في الثوابت، لماذا لا يتحدث هؤلاء عن الإرهاب، وعن فقه الأولويات، وعن الإلحاد، وعن تردي الأخلاق؟، هناك خطة اسمها «تمييع الدين»، عن طريق العبث في الثوابت والمسلمات، الدين سواء إسلامي أو مسيحي خط أحمر عند الشعب المصري، وأحذرهم، الشعب المصري يتحمل أي شيء، لكنه لن يتحمل أبدا الاعتداء على الدين، سواء الدين الإسلامي أو المسيحي، الدولة مسئولة عن حماية الإسلام بنص الدستور، الدستور ينص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، أين دور الدولة من حماية الإسلام والهجوم عليه؟، يجب أن يكون التعرض للإسلام «خيانة عظمى».


أنت متهم بالدفاع عن الشيعة والفنانات.. كيف ترد؟

الشيعة مسلمون، وأنا أحيي مشروع الشيخ عبد الحليم محمود في التقريب بين المذاهب، تحت سمع وبصر الدولة، أنا لا أعادى مسلما، عدائيا لأمريكا والصهيونية ولكل من يعادي المسلمين، الشيعة عندهم أخطاء، ونحن السنة عندنا أخطاء، نحن خرجنا بن لادن والظواهري والدواعش وبوكوحرام والسلفية الجهادية، الكل مخطئ، ألم يقول الله تعالى« لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ»، أليس الإصلاح بين المسلمين فريضة، ألم يقل الله عز وجل «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ»، ألم يقل الله في سورة الحجرات «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»، أتمنى أن يأتي اليوم الذي يتصالح فيه السنة والشيعة والأباضية، لنعود إلى أمة واحدة، والذي يناهض التقريب المذهبي إما عميل وإما خائن، لأنه ضد الإخوة بين المسلمين، أما بالنسبة للفنانات فلا علاقة تربطني بهم، واقعة واحدة دافعت فيها عن إلهام شاهين، بعد أن اتهمها أحد رموز السلفية بـ«الزنا»، ولما سئلت عن هذا الموضوع، قلت إن الإنسان بريء حتى تثبت إدانته، فلا تتهم امرأة في عرضها، والأصل في الإنسان البراءة والشرف، فهل كان المطلوب منى أن أوافق عن السفاهة وقذف المحصنات الغافلات؟، شرف لي أن أدافع عن شرف مسلمة وغير مسلمة، فنانة أو غير فنانة.


ما سبب خلافك مع الدكتور سعد الدين الهلالي؟

سأكشف لك سرا، أن الدكتور سعد الهلالي صديقي وله يد ومعروف علي، فهو كان سببا في ترقيتي إلى درجة أستاذ، فعندما شعر أنني مضهد من اللجنة العلمية الدائمة وأن أبحاثي ظلت خمسة سنوات حبيسة الأدراج وبدون أن أكلفه، تحرك والتقى برئيس الجامعة في ذلك الوقت الدكتور أحمد الطيب، وانتهى الموضوع بترقيتي بعد أن ثبت أن الأمر كان مجرد تحامل من بعض الناس لأسباب شخصية بعيدًا عن المنهج العلمي، ورغم اختلافي معه في بعض الأمور، إلا أنني أحترمه وأقبل يده، لأنني أقبل يد الرجل الذي سعى في مصلحة أخيه احتسابا لله.


وماذا عن علاقتك بالشيخ خالد الجندي؟

أنا لست على خلاف مع سماحة الشيخ خالد الجندي، فهو له علي أيادٍ بيضاء أيضا، فقد أنصفني ودافع عني بعد أن هاجمني الإخوان والسلفيون واتهموني بالتشيع بسبب ذهابي إلى دولة إيران الإسلامية لإلقاء محاضرات للطائفة السنية هناك بعلم جامعة الأزهر، وقال الشيخ خالد الجندي إن الدكتور أحمد كريمة ذهب لإيران ولم يذهب لإسرائيل.


كيف ترى الجدل الدائر حول تجديد الخطاب الديني؟

نجاح تجديد الخطاب الديني له عدة شروط هي، أن يكون الأزهر سيد قراره، وأن يتم تحرير الخطاب الإسلامي من التدخلات الأمنية والسياسية، وأن يتم تحرير الخطاب السياسي الخاص بالشئون الإسلامية من المؤثرات الاقليمية، وعدم اقحام الدين في الصراع السياسي الدائر في المنطقة، وألا يتم تدمير الدين بالفكر الوهابي والشيعي.