رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الأسرار الكاملة لـ«مؤامرة» نتنياهو القذرة ضد مصر

نتنياهو - أرشيفية
نتنياهو - أرشيفية


خلال الفترة الماضية، أطلق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عددًا من التصريحات، يقول الخبراء إنها تهدف لضرب معنويات الجيش المصري، وإسقاط هيبته، فضلًا عن إبرامه اتفاقًا مع كل من اليونان وقبرص وإيطاليا لمد أطول خط غاز بين شرق المتوسط وأوربا لتوصيل الغاز لأوربا عبر إسرائيل، يأتى ذلك في ظل سعى مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، الأمر الذي يؤكد سعيه لضرب المصالح المصرية.


فقد زعم رئيس الوزراء الصهيوني، أنه لولا الجيش الإسرائيلي لأقام تنظيم داعش دولة له في سيناء، لافتًا إلى أن هناك جهودًا أمنية وعسكرية تبذلها إسرائيل لمنع تواجد وبقاء تنظيم الدولة الإسلامية وحلفائه في سيناء، مشيرا إلى أن إسرائيل تجري مباحثات مع السعودية، وتعمل على منع إبقاء قواعد عسكرية لتنظيم الدولة في سيناء المصرية.


وزعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أن "داعش والمجموعات السنية المتطرفة التي تم القضاء عليها تقريبا في سوريا والعراق، يحاولون العثور على موطئ قدم لهم هنا في مصر، ونحن نمنع ذلك بطريقتنا، ولن أفصل في ذلك، نحن نمنع هذا التواجد، ولولا وجود إسرائيل في هذه المنطقة لأقام تنظيم الدولة دولة جديدة له في صحراء سيناء، كفيلة بأن تشكل تهديدا على كل المنطقة".


تأتي هذه التصريحات بعد النجاحات الكبيرة التي حققها خير أجناد الأرض في القضاء على تنظيم داعش والجماعات الإرهابية في سيناء وتطهير أرض الرسالات السماوية من الإرهاب، من خلال العملية العسكرية «سيناء 2018»، وبعد الرعب الذي أصاب إسرائيل من تنامي قدرات الجيش المصري في الفترة الأخيرة، كما تأتي بعد التصنيف الذي أعلنته مؤسسة «جلوبال فاير باور» المتخصصة في الشئون العسكرية، والتي وضعت مصر ضمن أقوى الجيوش في العالم.


فزع إسرائيل من خير أجناد الأرض

كشف تقرير لمعهد إسرائيلي فزع إسرائيل من تعاظم قوة الجيش المصري، ويشير التقرير إلى أن تصاعد القوة العسكرية المصرية يخلق وضعًا يجبر إسرائيل على التعاطى معه من حيث أفعال وقدرات مصر ويستدعى الكثير من الحذر والانتباه رغم التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى أن احتمالات نشوب صدام بين البلدين يبدو مستبعدًا، ويطالب التقرير بمراقبة التغييرات في مصر ودلالاتها بحذر وفى نفس الوقت زيادة التعاون مع مصر بأكبر قدر ممكن.


وقال مسئول عسكري كبير في سلاح البحرية الإسرائيلي، إن فرع الغواصات بالبحرية المصرية ينمو وبشكل كبير تحت الماء وعلى السطح، ولا يمكن أبدا تجاهل هذا التطور المذهل لهذا الفرع، مؤكدا أنه خلال السنوات القليلة الماضية تسلحت القوات البحرية المصرية بأكثر الأسلحة تطورا، وأبرزها امتلاك حاملتي طائرات وفرقاطة فرنسية، لكن الخطر الأكبر يكمن في امتلاك البحرية المصرية لـ«غواصة ألمانية» متطورة في أبريل 2017.


سر عقدة نتنياهو من الجيش المصري

ويؤكد الكثير من الخبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعاني من عقدة نفسية من الجيش المصري منذ عام 1969، حيث تحدثت صحيفة "إسرائيل هايوم" الإسرائيلية، عن قصة رصاصة أطلقها جندي مصري أصابت رأس رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو أثناء عملية تدعى "بولموس 4" عام 1969.


وأوضحت الصحيفة، أنه خلال العملية التي جرت في حرب الاستنزاف تحديدا في 13 مايو 1969، شارك فيها نتنياهو، كمقاتل في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية "سييرت متكال" وأصيب وقتها بطلق ناري في رأسه على أيدي أحد الجنود المصريين.


وأضافت أن نتنياهو كان جزءا من القوة التي عبرت قناة السويس في قوارب مطاطية، في طريقها إلى الضفة الغربية التي كانت تحت السيادة المصرية.


وأكدت الصحيفة أن هذه العملية تضمنت محاولة زرع كمين للقوات المصرية خلال الحرب، من خلال القوة التي يشارك فيها نتنياهو والتي كانت تحت قيادة الجنرال أميرام ليفين، الذي حل محل يونى شقيق نتنياهو كقائد لوحدة سييرت متكال، بعد مقتل شقيق نتنياهو في عملية عنتيبي.


ونوهت بأنه خلال العملية الإسرائيلية تسبب جندي مصري في فضح تحرك نتنياهو ورفاقه، ففتح النار على القوة الإسرائيلية من مسافة قريبة جدا، ما أسفر عن إصابة الملازم الثاني حاييم بن يونا، قائد القارب، كما أصيب نتنياهو أيضا بطلقة في رأسه ما دفعه للهروب إلى الماء.


وتابعت الصحيفة أن خلال ذلك قرر عدد من المقاتلين الإسرائيليين بما في ذلك نتنياهو القفز إلى الماء ولكنه كان يحمل معه كمية كبيرة من الذخيرة ما جعله يطفو على الماء، موضحة أن الذي أنقذ حياة نتنياهو هو مقاتل الكوماندوز في البحرية الإسرائيلية، إسرائيل عساف.


عن هذا الموضوع يقول اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي فيها جزء من الحقيقة، على اعتبار أن داعش والعناصر التابعة لها ضمن مخطط يسعى للسيطرة على المنطقة بأكملها، وبالتالي القوات الإسرائيلية تلعب دورا في القضاء على تنظيم داعش، لاسيما وأن الجيوش العربية غير قادرة وحدها على القضاء على تنظيم داعش، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تدخل أيضا في إطار سعى إسرائيل للحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية من الخارج، لاسيما وأن الجيش المصري يتطور بشدة، مؤكدا أن هذه التصريحات هي أيضا جزء من مؤامرة إسقاط الجيش المصري.


ويقول اللواء نبيل فؤاد الخبير العسكري والاستراتيجي، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي مغلوطة، مشيرا إلى أن نتنياهو يحاول أن ينفي عن نفسه شبهة، قيام إسرائيل بتسهيل دخول العناصر الإرهابية إلى سيناء، وأنها كانت ممرا لدخول تلك الجماعات الإرهابية إلى سيناء، مؤكدا على أن كلام نتنياهو لا أساس له من الصحة.


واصفا الحديث عن الخوف من تعاظم وتنامي قوة الجيش المصري في وسائل الإعلام الإسرائيلية بالدعايات المغلوطة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تضمن التفوق الإسرائيلي على أكبر دولة عربية وهي مصر، والولايات المتحدة تراعي دائما توازن القوى في المنطقة، كما أن الدول الأخرى التي تستورد مصر منها السلاح مثل روسيا تراعي التوازنات في العسكرية في المنطقة، مؤكدا أن الجيش المصري يقوم بواجباته على أكمل وجه، ونجح في فرض الأمن بنسبة تقترب من 95% في سيناء، وبالتالي تصريحات نتنياهو الهدف منها هو إبعاد الشبهة عن إسرائيل.


ويقول اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول دائما الوقيعة بين الدول العربية، كما يحاول الآن تصدير مشاكله الداخلية التي يعاني منها للخارج، مشيرا إلى أن نتنياهو يفرد عضلاته وصدره على «مفيش»، من أجل ظهار نفسه أنه مسيطر على الأرض على خلاف الحقيقة، كما يحاول تشكيك الشعب المصري في قيادته السياسية، لاسيما وأن الجيش المصري بدأ يتفوق على الجيش الإسرائيلي في كل شيء، في البحرية والطيران والتدريب والعمليات، كما أن التدريبات المشتركة التي يجريها الجيش المصري مع الدول الأخرى تسبب قلق كبير في إسرائيل.


وأضاف «درويش»، أن سبب خوف إسرائيل من تنامي قوة الجيش المصري، هي أن الجيش المصري يقف حجر عثرة أمام تحقيق حلم إسرائيل «من النيل إلى الفرات»، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد لفت أنظار العالم وخاصة أمريكا إلى الجيش المصري من أجل الحصول على المساعدات العسكرية من أمريكا، كما أن قوة المقاتل المصري تقلق إسرائيل، ويجعلها تعيش دائما في رعب، لاسيما وأنها تشعر أن الدخول مع مصر في حرب ستكون الغلبة لصالح الجيش المصري، لافتا إلى أن أمريكا تسعى لضمان أمن إسرائيل لمائة عام قادمة، وذلك من خلال تدمير الجيوش العربية كما حدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وكما يحدث الآن مع السعودية والإمارات ومصر، وتأليب الشعوب العربية على جيوشها، وهذا يتطلب من الدول العربية التعاون وإنتاج السلاح وعدم الاعتماد على الدول الأخرى، مؤكدا على أن الخطة الأمريكية تقوم على إسقاط الجيوش العربية كمقدمة لإسقاط الدول العربية، وكله يدخل في إطار المؤامرة الدولية على الدول العربية.  


مخطط إسرائيل لإفشال حلم الرئيس بتحويل مصر لـ«مركز إقليمي للطاقة»

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن التزام إسرائيل بالعمل على مشروع خط غاز بحري من حقول شرق المتوسط إلى أوروبا، مضيفا أن التوقيع على المشروع سيكون في اليونان خلال أشهر.


وقال «نتنياهو» خلال قمة مع نظيره اليوناني، ألكسيس تسيبراس، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، عقدت في بئر السبع جنوبي إسرائيل: «اتفقنا على مد أطول خط غاز من شرق المتوسط لأوروبا وسنوقع في اليونان خلال أشهر على اتفاق تشييد أنبوب غاز شرقي المتوسط سيكون الأطول تحت البحر»، مضيفا: «تحالفنا مع قبرص واليونان هو حجر أساس في استقرار منطقة شرق المتوسط»​​​.


وكان وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي يوفال شطاينتس قد وقع مع نظرائه القبرصي واليوناني والسفير الإيطالي في قبرص على مذكرة تفاهم لتطوير مشروع الغاز الطبيعي المعروف بـ "EastMed"، والذي يتم بموجبها نقل الغاز الطبيعي من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي.


ويشتمل المشروع على إقامة أنبوب بحري بطول 1300 كيلو متر من حقل غاز شرقي البحر المتوسط حتى جنوبي اليونان، وكذلك أنبوب بري بطول 600 كيلو متر باتجاه غرب اليونان، بحيث يرتبط بأنابيب هناك من أجل نقل الغاز إلى إيطاليا أيضا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، كما تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيتم نقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.


وفي وقت سابق وقعت قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا، بروتوكول اتفاق لبناء أنبوب لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا تحت الماء، حيث من المقرر أن يمتد الأنبوب من حقل ليفياتان قبالة الشواطئ الإسرائيلية إلى افرودايت قبالة قبرص وإلى كريت ثم إلى اليونان وإيطاليا.


هذا الإعلان يأتي في ظل سعي مصر لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، يكون مقره في القاهرة، ويضم الدول المنتجة والمستوردة للغاز ودول العبور شرقي المتوسط، بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعي، وفي الوقت الذي وقعت فيه مصر في فبراير 2018 اتفاقا مبدئيا مع الحكومة القبرصية، واليونان وإيطاليا على إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي برعاية الاتحاد الأوروبي بهدف ربط حقول الغاز شرقي المتوسط بإيطاليا عبر قبرص واليونان.

  

تركيا تريد قطعة من التورتة

كما يأتي هذا الإعلام الإسرائيلي في ظل سعي تركيا بقوة لأن تصبح لاعبا إقليميا ودوليا في مجال الطاقة عبر تقديم نفسها كموقع استراتيجي لمرور خطوط الطاقة العالمية بين الشرق والغرب، في مسعى لتعزيز مكانتها عالميًا ودعم اقتصادها وتنويع مصادر حصولها على الطاقة لاسيما وأنها تعتبر دولة «فقيرة» بمصادرها وتستورد الغاز الطبيعي والبترول بكميات كبيرة من الخارج.