رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كاتب بريطاني: استقالة وزير الدفاع الأمريكي جرس إنذار للعالم أجمع

ترامب وماتيس
ترامب وماتيس


علق الكاتب البريطاني مايكل اتش فوكس بصحيفة الجارديان البريطانية على استقالة وزير الدفاع الأمريكي؛ احتجاجًا على ما اسماه قيام رئيس الولايات المتحدة بتقويض "النظام الدولي الأكثر ملاءمة لأمننا وازدهارنا وقيمنا".

ويرى الكاتب أنه لا يجب أن تؤيد ما قام به ماتيس أو توافق على سياساته، لكن من الصعب ألا نحترم أنه كان لديه الشجاعة للقيام بما لم يقم به أي شخص آخر في إدارة ترامب، حيث أنه استقال احتجاجًا على مواقف ترامب، كما أعلن عن مخاوفه بشأن الخطر الذي يمثله ترامب على البلاد والعالم.

وأوضح فوكس أن ترامب كان خطيراً بالنسبة لأي شخص قد استمع إليه منذ اللحظة التي أعلن فيها عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في برج ترامب عام 2015؛ للإعلان عن ترشيحه، كما أن نظرة ترامب إلى العالم وازدراء الحلفاء الديمقراطيين، واحتضان الحكام المستبدين، ومعارضته الشديدة لدور أميركا التقليدي في عالم ما بعد الحرب، كانت واضحة منذ فترة طويلة. لكن حقيقة أن وزير الدفاع الحالي لترامب شعر بالحاجة إلى الاستقالة والسماح للعالم بمعرفة مخاوفه العميقة بشأن الرئيس هو حدث غير مسبوق في رئاسة غير مسبوقة.

خطاب ماتيس - الذي تم توزيعه على الصحافة عندما استقال - ينتهي بتوبيخ مذهل لترامب حيث قال "لأنه لديك الحق في وزير الدفاع تتماشى وجهات نظره بشكل أفضل مع رؤيتك حول هذه الموضوعات وغيرها، فأعتقد أنه من الصواب لي أن أتنحى عن منصبي."

وكتب ماتيس: "في حين تظل الولايات المتحدة الأمة التي لا غنى عنها في العالم الحر، لا يمكننا حماية مصالحنا أو القيام بهذا الدور بشكل فعال دون الحفاظ على تحالفات قوية وإظهار الاحترام للحلفاء".

وأضاف: "وبالمثل، أعتقد أنه يجب علينا أن نكون حازمين في نهجنا تجاه البلدان التي تتعرض مصالحها الاستراتيجية بشكل متزايد للتوتر مع مصالحنا"، على سبيل المثال روسيا والصين على وجه الخصوص.

وهو ما يراه الكاتب إشارة واضحة إلى ضعف سياسات ترامب تجاه الصين وروسيا، الأعداء المفترضين للولايات المتحدة

واختتم ماتيس خطابه قائلا: "إن آرائي بشأن معاملة الحلفاء باحترام، وأيضاً أن تكون واضحًا تجاه كل الجهات الفاعلة الخبيثة والمنافسين الاستراتيجيين، يتم المحافظة عليها بها بشكل قوي من خلال ما يزيد عن أربعة عقود من الانغماس في هذه القضايا".

وهو ما يشير بحسب الكاتب إلى ماتيس يعتقد أن ترامب ليس لديه فكرة عما يفعل.

ويضيف الكاتب: من المعروف أن ماتيس لديه العديد من المعارضة السياسة مع ترامب، فعندما تحدث الأخير عن الحرب مع كوريا الشمالية، تحدث ماتيس عن الفظائع التي ستجلبها الحرب، وعندما سحب ترامب أمريكا من الصفقة النووية الإيرانية، عارض ماتيس تلك الخطوة، وأخيرًا فإن قرارات ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، كانت القشة الأخيرة التي أجبرت ماتيس على الاستقالة.

وأكد الكاتب البريطاني أن الخلافات السياسية طبيعية ويمكن أن تكون صحية في الإدارة، ولكن أن يستقيل وزير الدفاع في الإدارة الأمريكية يجب أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ والتنبة لخطر ترامب على العالم.

وتوقع فوكس أن يكون بديل ماتيس في وزارة الدفاع أسوأ من سابقه، حيث يشعر ترامب أكثر بالحرية في اتخاذ قرارات متهورة، يمكن أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

ويرى الكاتب أن سياسات ترامب نحو الصين وروسيا غير فعالة، بل أنه يعمل على تقويض تحالفات الولايات المتحدة، وهو ما يقوض هياكل الاستقرار العالمي التي حالت دون نشوب حرب كبرى على مدى عقود.

ويختتم الكاتب مقاله بأنه من أجل أميركا والعالم أجمع، لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن يبدأ أعضاء آخرون من حزب ترامب في التعبير عن آرائهم والعمل من أجل كبح جماح رئيسهم الذي يعرفونه جميعًا أنه غير مناسب تمامًا للمنصب.