رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد قرار تقليص عدد المسلسلات.. رمضان 2019.. انهيار الدراما المصرية وانسحابات بالجملة للفنانين

غادة عبد الرازق
غادة عبد الرازق


طارق الشناوي: ارتفاع أجور النجوم هو السبب.. ورأس المال سيتجه للسينما

كمال رمزي: ظاهرة صحية.. والكيف أهم من الكم


على الرغم من وجود شهور طويلة تفصلنا عن الموسم الرمضاني المقبل، لكن يبدو أن أزماته بدأت مُبكرًا، والتي كان أبرزها تقليص عدد مسلسلات الشهر الكريم إلى 10 فقط، وربما أقل، بالإضافة إلى إعلان العديد من النجوم انسحابهم من السباق؛ اعتراضًا على هذا القرار.

واختلف الكثيرون حول هذا الأمر؛ فـ البعض وجده صادمًا ليس للفنانين فقط، ولكن لجميع القائمين على صناعة الدراما في مصر، والبعض الآخر اعتبره أمرًا جيدًا يساعد على تقديم محتوى بجودة عالية.

استغاثة وصرخة أطلقتها المخرجة كاملة أبو ذكري، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كشفت بها عن هذا الخبر، موضحة أن المسلسلات ليست "نجوم ومخرج ومؤلف" فقط، كما يظن البعض، لكنها "باب رزق" –على حد وصفها- لأكثر من 300 شخص؛ سواء "عُمال، أو رجال إضاءة، أو فنيين كاميرات، أو متخصصي ديكور ومكياج"، مشيرة إلى أنه وفقًا لهذا القرار، فإن عددًا كبيرًا من هؤلاء الأشخاص سيُقطع رزقهم هذا العام، ولن يتمكنوا من مواجهة الغلاء وارتفاع الأسعار.

وسارت الفنانة غادة عبد الرازق على النهج نفسه؛ إذ أعربت عن غضبها الشديد من القرار السابق، مؤكدة أن الحال وصل إلى أن بعض المنتجين والسياسيين طالبوها بتخفيض أجرها، حتى تتمكن من التواجد في هذا الموسم هي وزملاء آخرون.

من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ" إنه من المؤكد أن موسم رمضان 2019 سيشهد حالة من التخبط وعدم الاتزان، وأنه سيكون من أفقر الأعوام الدرامية منذ أكثر من 20 عامًا مضت، مضيفًا أن رأس المال سيتوجه تلقائيًا إلى السينما، وأن الجمهور لن يشاهد نجومه الذي اعتاد على رؤيتهم في المسلسلات خلال هذا الشهر.

وتابع أن هذا العام سيكون حالة استثنائية لن تستمر لأعوام مقبلة، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى زيادة خسائر المنتجين في السنوات الأخيرة وإعادة هيكلة البناء الدرامي، فضلًا عن ارتفاع أجور الفنانين بشكل مبالغ فيه، وهو ما نتج عنه توقف واختفاء أكثر من مشروع درامي بشكل مفاجئ.

أما السيناريست تامر حبيب؛ فأكد لـ"النبأ" أن قرار قلة عدد المسلسلات بهذا الشكل أمر محزن للغاية، مضيفًا أن "الدراما" اقتصاد قوي يرتبط به أكثر من مليون شخص يعملون به، وأن تبعاته ستكون سيئة على الجميع وليس الممثلين وحدهم، معبرًا عن أمانيه في أن تتدخل شركات إنتاجية كبرى وتتعاقد على أعمال فنية، وتحل هذه الأزمة.

في السياق ذاته، وصف الناقد الفني محمود قاسم موسم رمضان لعام 2019 بأنه سيكون "أسوأ موسم مر على الدراما منذ الستينيات"، مؤكدًا أن هذا القرار سيؤثر على أرزاق أشخاص آخرين يُطلق عليهم "الكومبارس"، وتعجب من فكرة إماتة صناعة بأكملها من أجل تخفيض أجور بعض النجوم والتحكم فيها!

وأكمل "قاسم" حديثه قائلًا إنه ليس من المنطقي أبدًا تقليل الإنتاج في موسم يعد هو الأعلى في نسب المشاهدة وكذلك عدد الأعمال، وأن السير وفقًا لهذا القرار سيؤدي إلى زيادة نسبة البطالة في وقت يجب على الجميع العمل فيه.

على الجانب الآخر، اختلف الناقد كمال رمزي مع كل الآراء السابقة، وأيد قرار تقليص عدد المسلسلات، لافتًا إلى أنه ظاهرة صحية، تدعم فكرة التركيز على الكيف وليس الكم وحده.

وتابع أن السنوات الأخيرة الماضية كانت تشهد إنتاج كم هائل من الأعمال الدرامية، ولكن يأتي عدد كبير منها دون المستوى ومضمونه ضعيف، مؤكدًا أننا كنا أحيانًا نرى الممثل الواحد منتشرًا في أكثر من 5 مسلسلات "دفعة واحدة"، وهو ما وصفه بأنه "سبوبة" وليس "فنًا".

وأضاف "رمزي" أن العملية الإنتاجية لمسلسلات شهر رمضان عادة تسير بعشوائية وبشكل شخصي، كما يغلب عليها عدم التنظيم والضبابية، مشيرًا إلى أن تقليل عدد هذه المسلسلات سيجعل من السهل التحكم في أبطالهم واختيارهم بعناية ودقة.