رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مركز استراتيجي عالمي يرسم خريطة الشرق الأوسط الجديدة 2019 ومصير الأمير محمد بن سلمان

النبأ

اعتبر مركز "ستراتفور" الاستراتيجي، أن تحول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لساحة للعنف وعدم الاستقرار، عائد لكونه مفترق طرق في العالم، ولتميزه بتاريخ حافل بالتجارة والتبادل والصراعات.

وأشار موقع"ستراتفور" إلى أن أهم التوجهات في عام 2019 تكمن في الآتي:

 السعودية في مركز الاهتمام

وأشار المركز إلى أن حدّة قلق السعودية عام 2019 بشأن ولي العهد محمد بن سلمان ستنخفض، بعد العاصفة التي أثارها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وستكون جميع إجراءات ولي العهد محط اهتمام دولي، وعلى الرغم من أنه سيحتفظ بمكانته القوية في السعودية، إلا أن موقفه سيعتمد على مدى دعم الملك سلمان له.

وتوقع المركز أن يحد بعض الحلفاء من المساعدات العسكرية والاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية، لكن العلاقات لن تشهد تغييرات كبيرة.

كما ستواصل الرياض العام المقبل تنفيذ أهداف "رؤية المملكة 2030" وقد تزيد إنتاج النفط على خلفية تراجع الصادرات الإيرانية، الأمر الذي سيضعف نظام التقشف وذلك يعني أنها ستتجنب الإصلاحات الهيكلية المعقدة في الاقتصاد السعودي، وخاصة في سوق العمل.

انفجار بركان الأزمة السورية

في المرحلة الأخيرة من الحرب في سوريا، تبقى 5 دول تحارب من أجل النفوذ والسيطرة على هذا البلد وهي تركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل. وتؤيد موسكو وطهران بشدة الرئيس السوري بشّار الأسد، لكن مستوى الدعم يختلف، إضافة إلى الأهداف، التي يتبعها الجانبان.

فقد زادت روسيا من خلال الصراع السوري نفوذها ووجودها في الشرق الأوسط وستدافع عن قواتها وممتلكاتها في سوريا، على الرغم من أن موسكو لا ترغب في إقحام نفسها في صراع مفتوح مع تركيا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل.

أما إيران فتعمل بقوة أكثر، وخاصة عندما تدعم دمشق وتعارض أنقرة وواشنطن. وستواصل طهران  تعزيز وجودها في سوريا، حيث ترى في ذلك وسيلة لردع إسرائيل وستستمر في دعم "حزب الله"، الذي تراه حليفا مؤثرا في لبنان المجاور وستحاول إسرائيل عرقلة الخطط الإيرانية وتتجنب إثارة نزاع غير مقصود مع روسيا.

وستواصل الولايات المتحدة وتركيا معارضة الأسد، إلا أن لكل من الدولتين أهدافها ونواياها الخاصة في سوريا. إذ تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف نفوذ طهران، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتهدئة الصراع إلا أن إمكانية الصادم العسكري بين القوات الروسية والأمريكية لا تزال قائمة.

وقد تتحول إدلب إلى بؤرة توتر بالنسبة لتركيا وإيران والقوات السورية، وبشكل غير مباشر لروسيا وسيؤدي تضارب المصالح في سوريا إلى زيادة احتمال التصعيد والمواجهة بين الدول عام 2019.

الولايات المتحدة وإيران والنهج نحو الصدام

وذكر الموقع أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على طهران ستلحق ضررا بإيران، ولكنها لن تؤدي إلى سقوط الحكومة، وعلى الرغم من أن اقتصاد هذا البلد يمر بأوقات عصيبة، إلا أن إيران ستبذل كل ما بوسعها للانتقام من خصومها، ولكنها لن تثير أي عمل عسكري باستخدام الأسلحة التقليدية.

وسيكون لدى طهران رغبة في الرد على العقوبات الأوروبية من خلال إجراءات ضد سفن الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي، مثل اختبار الصواريخ البالستية واستئناف العمل في المجال النووي، لكنها قد تلجأ إلى هذه الخطوة فقط في حال الضرورة القصوى.

الولايات المتحدة تعزز قوة حلفائها الإقليميين

وكتب الموقع أن الولايات المتحدة ستعتمد على مجموعتين من الحلفاء في تنفيذ استراتيجيتها الإقليمية، التي تقوم على ردع إيران.

وتضم المجموعة الأولى من الحلفاء، الأكثر قلقا بشأن تصرفات إيران ومستعدة للسير بسياسة أمريكية صارمة ضد إيران.

وتشمل المجموعة كلا من إسرائيل والسعودية والإمارات إذ ستتغلب هذه البلدان على عدم الثقة والعداء بينها من أجل البدء بتنسيق إجراءاتها ضد إيران في الفضاء الإلكتروني وتنفيذ العقوبات وحتى في المجال العسكري.

وتشمل المجموعة الثانية الكويت وسلطنة عمان وقطر، وهي أقل ارتباطا ببعضها البعض وأقل استعدادا للإجراءات ضد إيران.

وقد تقدم هذه الدول مساعدات استراتيجية ودبلوماسية واقتصادية للولايات المتحدة في بعض النزاعات والأزمات الإقليمية وسيساعد التفاعل بينها على الحد من شدة الحصار المفروض على قطر، لكن الصراع بين أعضاء مجلس التعاون الخليج سيبقى.

التغلب على نقاط الضعف في الاقتصاد التركي

وذكر الموقع أن التحدي الأكبر لتركيا عام 2019 سيكمن في اقتصادها المتعثر، مشيرا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيضطر للعمل كثيرا لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد التركي.

وبما أن أنقرة ليست محمية جيدا من الضغوط الاقتصادية الأمريكية، فهي تسعى إلى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية من أوروبا والحفاظ على العلاقات المستقرة مع الاقتصادات الأوروبية.

كما يتوقع مركز "ستراتفور" مواصلة السعودية جهودها لإنشاء صناعة دفاع خاصة بها كما أن قضية خاشقجي ستجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في موقفها من الحرب في اليمن، الأمر الذي قد يؤثر على مسارها.

وستحاول الحكومة العراقية الجديدة إيجاد التوازن بين القوى الخارجية المتنافسة التي تحاول التأثير عليها، بما فيها إيران.

نقلا عن روسيا اليوم