رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«خلى بالك من العيال وبحبك».. اللحظات الأخيرة فى حياة ربة المنزل المنتحرة بـ«مترو دار السلام»

مترو دار السلام
مترو دار السلام


شهدت محطة مترو دار السلام حادثًا مأساويًا تمثل في قيام سيدة بإلقاء نفسها أمام قطار مترو الأنفاق أثناء دخوله المحطة، ما أدى إلى بتر جزء من نصفها السفلي وتم نقلها إلى مستشفى قصر العيني، وتوفيت عقب وصولها بدقائق متأثرة بإصابتها.


انتقلت «النبأ» إلى منطقة سكن السيدة المنتحرة «عواطف. ا»، 24 سنة، ربة منزل؛ للوقوف على ملابسات الحادث والتقينا بأسرة المجني عليها والأهالى والجيران وسردوا تفاصيل مثيرة حدثت مع المجني عليها قبل وبعد الحادث وعلاقتها بزوجها وباقي أفراد العائلة وغيرهم.


بعد الخروج من محطة مترو دار السلام ناحية شارع أبو طالب، وصلنا لمنطقة سكن ربة المنزل «المنتحرة»، وبسؤال أحد البائعين الموجودين فى سوق خارج المحطة عن مسكنها أشار إلى محل «عالم الريموت» وأفاد بأنه ملك زوجها وأنها كانت تسكن في نفس العقار بالطابق العاشر.


وقابلنا بشقيقتي زوج «عواطف» وتبين أن باقي أفراد الأسرة توجهوا لدفن الجثة بمقابر العائلة بمسقط رأسها بالفيوم، وتحدثتا عن تفاصيل مثيرة خلال السطور التالية.


«بحبك يا سيد وخلي بالك من العيال».. هذه الجملة قالتها «عواطف» لزوجها قبل وفاتها مباشرة داخل المستشفى وهي في حضنه.. بهذه الكلمات بدأت شقيقة زوج «السيدة المنتحرة» حديثها، مؤكدة أنه لا يوجد خلافات بينها وبين زوجها.


وتابعت: «عوطف متزوجة من سيد أخويا منذ 6 سنوات وأنجبت له 3 أطفال، على 5 سنوات، وزينب 4 سنوات، وسليم 9 أشهر، ميسورين الحال، زوجها يمتلك محل (عالم الريموت) أسفل العقار سكنهم، ونحن فوجئنا بالحادث.. (مصدومين) مش عارفين هي عملت كده ليه».


«ماما أنا في المحطة وهرمي نفسي قدام أول مترو جاي»، تلك الكلمات قالتها عواطف لحماتها قبل الحادث مباشرة بحسب ما سمعته جارة وصديقة المجني عليها، رفضت ذكر اسمها، من حماة «عواطف» أثناء العزاء.


وتضيف أن «حماة عواطف كانت تعاملها زي بناتها ولو حصلت مشكلة بين المجني عليها وزوجها تنصفها الأولى على نجلها وتجيبلها حقها، كانت بتقولها ياماما، واتفقت مع حماتها على السفر لزيارة أهلها بالفيوم في إجازة نصف السنة».


وتؤكد جارة وصديقة عواطف أنه «في يوم الحادث قالت المجني عليها لحماتها إنها نازلة تجيب العيال من الحضانة، وبعدها فوجئوا باتصالها وأنها لم تذهب للحضانة، وأخبرت والدة زوجها خلاله اتصالها بأنها تنتحر».


وتابعت: «بعد هاتف عواطف مباشرة لحماتها؛ انتابتها حالة ذهول اتصلت على إثرها بنجلها سيد وأخبرته بالمكالمة التي حدثت بينها وبين زوجته فتوجه نحو محطة المترو لكن القدر سبقه، وألقت زوجته نفسها أمام القطار».


واستطردت قائلة: «وصل زوجها عند رصيف المحطة وجدها غارقة في بركة من الدماء فحملها بين يديها وتوجه بها إلى المستشفى في محاولة لإنقاذها إلا أنها توفيت بعد وصولها المستشفى بدقائق معدودة».


بينما يقول أحمد الصعيدي صاحب فرش خضار وأحد الأهالي أثناء حديثه لـ«النبأ» إنه في صباح يوم الحادث نزلت «عواطف» من مسكنها وأوصلت أطفالها للحضانة وأثناء عودتها اشترت متطلباتها من السوق وصعدت إلى شقتها.


ويضيف أنه بعد الظهر نزلت السيدة الشارع وقت ميعاد خروج أبنائها من الحضانة، وتوجهت لإحضار الأطفال، لكن الغريب أنها عادت بدونهم تحمل في يديها أكياسًا بها متطلبات للمنزل وتركتهم  داخل محل زوجها.


وتابع الصعيدي: «بعدما تركت السيدة الأكياس داخل المحل، مش عارف هي راحت فين بعد كده، حتى فوجئت بعد ذلك بالحادث، لكن سمعتها كانت طيبة؛ وهما ناس محترمين وفي حالهم».


يذكر أن نيابة دار السلام الجزئية صرحت بدفن جثة السيدة المنتحرة أمام قطار مترو الأنفاق أثناء دخوله محطة دار السلام بالخط الأول اتجاه المرج حلوان.


جاء ذلك بعدما كشفت تحريات المباحث، عن هوية السيدة المنتحرة أمام قطار مترو الأنفاق أثناء دخوله محطة دار السلام بالخط الأول اتجاه المرج حلوان، وتبين أنها تدعى «عواطف. ا»، 25 سنة، متزوجة من تاجر.


وأشارت التحريات، إلى أن السيدة كانت متزوجة من «سيد. ع»، تاجر، منذ 6 سنوات، وتُقيم بمنطقة دار السلام.


بدأت أحداث الواقعة عندما تلقت غرفة عمليات النقل والمواصلات إخطارا من الخدمات الأمنية، المعنية لتأمين محطة مترو دار السلام، يفيد بإلقاء «سيدة» نفسها أمام القطار، وتوقفت حركة القطارات، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم إخطار النيابة العامة لمعاينة الحادث ومباشرة التحقيق.


وتبين أنه أثناء دخول القطار رقم 213 محطة مترو دار السلام في اتجاه المرج فوجئ قائد القطار بإحدى السيدات بإلقاء نفسها أمام القطار ما أدى إلى مصرعها على الفور.


وتم تشغيل السكة الاحتياطية بمحطة دار السلام وانتظام حركة القطارات بالاتجاهين.


وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت نيابة دار السلام الجزئية التحقيقات، والتي أمرت بدفن الجثة.