الورقي
كواليس جلسة محاكمة المتهمين فى قتل «عروس بنها».. وسر الاستعانة بـ«مسلسل ابن حلال»
قضت محكمة جنايات بنها، اليوم السبت، برئاسة المستشار أحمد بريقع، بإحالة أوراق المتهم الرئيسي «حسان. ص» في قضية قتل تقى ناجى، المعروفة إعلاميًا بـ«عروس القليوبية»، إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي، كما أجلت النطق بالحكم على باقي المتهمين إلى يناير المقبل.
وبدأت وقائع الجلسة في العاشرة صباحًا بـ«محكمة جنايات بنها»، بوصول كل من «حسان. ص»، «أحمد. ح»، «أميرة. ص»، شقيقة المتهم الأول، و«محمود. ص»، شقيق المتهم الأول، من محبسهم إلى قفص الاتهام داخل المحكمة.
وظهرت علامات القلق والتوتر على ملامح المتهم الرئيسي الذي جمعه بشقيقه «كلبش واحد»، وأخذ في التدخين بشراهة قبل بدء وقائع الجلسة، مدققًا النظر في كل الموجودين، وحاول أحد الحضور تصويره إلا أنه صرخ فيه قائلًا: «أنت بتصور ليه».
قبل بدء الجلسة بدقائق، دخلت المتهمة الثالثة وشقيقة المتهمين الأول والرابع، على باقي المتهمين داخل القفص، وتبادلوا الأحضان والقبلات، وجلست المتهمة بعيدا، وبقي المتهم الرئيسي يتمتم بعبارات غريبة، متوترا في القفص يحاول أن يدقق النظر في الحاضرين، فيما لم يحضر أحد من أهل المتهمين.
وشهدت الجلسة إصرار المتهم الأول على الحديث، فلم يُسمح له في البداية، وطُلب من محاميه التحدث نيابة عنه، إلا أن المحامي طلب من القاضي أن يسمح للمتهم بالحديث، وبالفعل سمح له القاضي ليخرجه الحارس من القفص، ليردد المتهم: «أنا معملتش حاجة أنا كنت في الشارع والشرطة ضغطت عليا للاعتراف وتقي زي أختي»، ويصمت بعدها المتهم فيأمر رئيس الجلسة بصرفه إلى «القفص» مرة أخرى.
بدأ محامي المتهم مرافعته، مدافعا عن موكله، حيث دفع ببطلان إجراءات الضبط والإحضار للمتهمين، وعدم وجود حالة تلبس، وفقا للإجراءات المنصوص عليها، كما دفع ببطلان الاعتراف الخاص بالمتهم الأول، وانعدام الدليل المستمد منه لوقوعه تحت ضغط مادي ومعنوي، وانتفاء أركان الجريمة في حق المتهم، وكذلك بطلان تحريات المباحث وانعدام الدليل المستمد منها، وانعدام القصد الجنائي والتناقض الواضح بين تحريات وشهود الإثبات.
وقدم المحامي صورا فوتوغرافية لموكله توضح تعرضه للضرب – على حد تعبيره – وأنه أجبر على الاعتراف، مستشهدًا بوقائع المسلسل الدرامي «ابن حلال» وأن البطل أجبر على الاعتراف وهو مظلوم، قائلا: «موكلي مثل حبيشه ضحية»، فرد القاضي عليه: «أنا لا أشاهد المسلسلات».
بعد ساعات من بدء الجلسة أعطى فيها القاضى لجميع المحامين الحق في المرافعة، واستعراض ما لديهم من دفوع وبراهين لإثبات صحة موقفهم، نطق بالحكم على المتهم الرئيسي، «حسان. ص»، بإحالة أوراقه إلى فضيلة مفتي الديار؛ لأخذ الرأي الشرعي، كما أجلت النطق بالحكم على باقي المتهمين إلى الأول من يناير المقبل.
وما إن انتهى رئيس الجلسة من نطق الحكم حتى انتابت حالة من الانهيار جميع المتهمين داخل قفص الاتهام، ودخلوا في نوبة من الصراخ والبكاء فور سماعهم الحكم، والذي بدأ كالصاعقة رغم تظاهرهم بالقوة في بداية الجلسة والجلسات السابقة.
ومن جانب أخر كانت حالة والد المجني عليها، ويدعى ناجي زكي، ووسط دموعه أبدى فرحته بالحكم الناجز، قائلًا: «أنا وأسرتي نشعر بحالة غريبة مزيج من الفرحة بالقصاص كم قاتل ابنتي والحزن عليها وعلى فرحتها وشبابها»، متمنيا الإعدام لكافة المتهمين أيضا قائلًا: «النهاردة تقي هتنام مستريحة».
