رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الإفتاء» توضح كيفية الاقتناع بوجود الملائكة والجن والنار والجنة

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية

قالت أمانة الفتوى بدار الإفتاء، إن العلم والإيمان وجهان لعملة واحدة، وكل منهما يكمل الآخر، فكلما ازداد الإنسان سعةً في فروع العلم التجريبي المختلفة أحس بمدى الإحكام والإتقان والإبداع الذي أقام الله عليه الخلق وأيقن أن الكون مليء بالحقائق والأسرار التي لم يعرف منها البشر إلا قليلًا، فيزداد بذلك إيمانه بالله تعالى وحبه لهذا الخالق العظيم.

وأوضحت أن كل ما يوصل إلى الله تعالى في هذا المجال يُعَدُّ إيمانًا، وفي المقابل فإن الإيمان بالغيب سيجعله في اتساق ورحمة ومحبة ونُبل مع هذا الكون الذي يسبح الله تعالى ويسجد له، كما سيعلمه أيضًا سعة الأفق، وأن عليه أن لا يسارع إلى إنكار الحقائق قبل البحث والتأني والنظر والدراسة، كما يقول تعالى واصفًا المكذبين: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾

وأضاف، أن هناك فارقًا بين المستحيل العقلي وهو الجمع بين النقيضين، وبين الأمر الخارق للعادة وهو معجزات الرسل مثلًا، فلا يمكنني أن أومن بأن واحدًا مع واحد يساوي ثلاثة مثلًا، بينما لا يوجد في العقل ما يمنع من وجود مخلوقات أخرى لا أراها، أو أن الماء نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو أن الله يخبره بما يخبئه الناس في بيوتهم أو صدورهم.

وذكرت أمانة الفتوى، أن الإسلام يشكل منظومةً متكاملةً بين العلم والإيمان، تبدأ من دلالة هذا الكون على وجود الله تعالى، وأنه لم يخلقهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الوحي الذي يطبقون به مراده من الخلق، ثم ختم هؤلاء الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل لرسله من المعجزات والخوارق شديدة الوضوح ومن النصر والتأييد ما يقيم به الحجة والدليل على أنهم من عند الله.

جاء ذلك ردا على رسالة من أحد المواطنين كان نصها: أرى أن الإسلام دين ينبغي على المرء أن يفهمه؛ لأنه بمثابة نظام للحياة، وعادة ما يكون العلم شرطًا للفهم مما يؤدي بدوره إلى الاقتناع، غير أن الإسلام يشتمل على الأمر "بالإيمان" بأشياء توصف بأنها غير مرئية أو غيبية كالملائكة والجن والجنة والنار، ولأنني مسلم فإنه يجب عليَّ أن أقتنع بوجود هذه الأشياء الغيبية. فما هو الحد الفاصل بين "العلم" و"الإيمان"؟ وما معنى كلمة "إيمان" في الاصطلاح الإسلامي؟.