رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اعترافات قاتل «طالبة الأزهر» تكشف اللحظات المأسوية الأخيرة داخل شقة مدينة نصر

المجنى عليها
المجنى عليها


تسدل الدائرة التاسعة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار سيد عبد العزيز التونى، وعضوية المستشارين على أحمد صقر، وأيمن عبد الرازق، بأمانة سر ممدوح غريب، وعزت فاروق، غدًا الخميس، الستار على القضية رقم «40392» لسنة 2018 جنايات مدينة نصر، المتهم فيها «فرحان. ع. ن. ع»، 23 سنة، سائق توك توك، مقيم بعزبة الهجانة، إثر اتهامه بقتل طالبة كلية التمريض بجامعة الأزهر، أسماء رفاعى السعيد، عمدًا بدافع السرقة.


وكشف المتهم، أنه ولد بمحافظة المنيا وحضر إلى القاهرة منذ ثلاث سنوات بعدما حصل على دبلوم الزراعة وكان يعيش مع أسرته المكونة من الأب والأم وشقيقتين وشقيق، وأنه حضر رفقة شقيقه «عبد الله» لكى يعملا سويا فى القاهرة.


وتابع: «أبويا يعمل فى الفلاحة، وشقيقى عمل فى توصيل الطلبات فى إحدى الصيدليات الشهيرة بشارع مصطفى النحاس، بينما أنا عملت سائق ميكروباص فى بعض الأوقات وفى الأحيان الأخرى سائق توك توك على دراجة بخارية مملوكة لشقيقى، وكنت أتحصل على مبلغ 125 جنيها يوميا من خلال قيادتى للميكروباص واتحصل على 2000 جنيه من التوك توك شهريا ولكن لم يكن هذا المبلغ كافيًا لاحتياجاتى ومصاريفى، وهو ما جعلنى أفكر فى السرقة».


وأضاف أنه كان يشاهد دائمًا المجنى عليها رفقة زملائها فى فترة الظهيرة حال وقوفه بجوار أحد أكشاك السجائر بالمنطقة مملوك لشخص يدعى «إسلام»، مضيفًا أنهن كن يحضرن يوميا من جامعتهم فى حوالى الساعة الثانية ونصف ظهرًا.


واستطرد المتهم: «استدعى انتباهى أن إحدى زميلات المجنى عليها وهى فتاة قصيرة القامة كانت تنظر لى، وهو ما جعلنى أقوم بتتبعهم لمرتين متتاليتين ومعرفة مكان المسكن الخاص بهن وفى المرة الثالثة قررت أن أقوم بسرقة الشقة التى تقع فى الحى العاشر بمدينة نصر بعدما علمت أنهن يقطن فى الشقة بمفردهن».


وقال إنه فى يوم الواقعة ذهب إلى المكان، وراقب المنزل إلى أن شاهدهم ينصرفون فى تمام الساعة التاسعة صباحًا، فقام بالتوجه إلى ورشة ميكانيكا بالقرب من منزل المجنى عليها وطلب منه «مفك» بدعوى إصلاح عطل فى «التوك توك» الخاص به.


واستكمل المتهم: «عقب ذلك قمت بالصعود إلى الشقة وحاولت كسر «كالون الباب» باستخدام «المفك» ونجحت فى فتح الباب، وبعد دخول المسكن وجدت إحدى الحجرات مغلقة وأثناء بحثى على أشياء لسرقتها لم أجد شيئًا ذو قيمة فقمت بمحاولة فتح باب الغرفة المغلقة، فشاهدت المجنى عليها نائمة على السرير وسألتنى: «أنت ايه اللى دخلك هنا» فأجبتها: «باب الشقة كان مفتوح» فطلبت منى الخروج وأثناء ذلك شعرت أنها ستقوم بالصياح فقمت بوضع يدى اليمنى على فمها وسقطت أرضا على رقبتها فقمت بشدها من طرحتها وخنقها حتى قطعت الصوت والنفس».


وتابع: «بعد كده أخدت الموبايل الخاص بها وانصرفت مسرعا وتوجهت إلى منزلى وقمت بالنوم واستيقظت عصرًا وقابلت صديقى «محمود مرسى» وأخبرته بأنى أريد عمل «سوفت وير» لهاتف المجنى عليها بعدما اكتشفت أنه لا يفتح ويستلزم معرفة رمز القفل، فقام باصطحابى إلى إحدى محلات صيانة الهواتف المحمولة تحت مسمى «زووم»، وفى اليوم التالى قمت باستلام الهاتف من المحل، وتوجت إلى أحد المقاهى ثم فوجئت برجال الشرطة يقبضون علي، وأرشدتهم عن مكان «المفك» الذى قمت بتركه فى أحد المساجد».


تبلغ إلى المقدم خالد سيف، رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر، من الأهالى بالعثور على فتاة مقتولة داخل شقة سكنها بالعقار رقم «57» شقة «14» بالدور الرابع مساكن أطلس بالحمى العاشر التابع لدائرة القسم.


بالانتقال والفحص تبين أن الشقة محل البلاغ مكونة من ثلاثة غرف، وأن جثة الفتاة ملقاة بأرضية غرفة النوم المواجهة لباب الشقة الرئيسى، وتبين أنها تدعى أسماء رفاعى السعيد عبد الحميد، 21 سنة، ممرضة بمركز أسنان التيسير، مقيم بالشقة محل الواقعة، وأصل بلدتها المحمودية مركز دكرنس بالدقهلية.


تم التقابل مع «المُبلغة» وتدعى نورهان محمد محفوظ، 24 سنة، بائعة ملابس، أصل بلدتها أشمون بالمنوفية، والتى قررت أنها تقطن بالشقة رفقة «طالبة الأزهر» وبعض أصدقائهم من الفتيات العاملات بمحلات مختلفة، وأفادت أنه فى تاريخ البلاغ استيقظن جميعا فى الصباح وتوجهن  لأعمالهن تاركين المجنى عليها نائمة داخل غرفتها، وأنها حال عودتها للشقة اكتشفت أن باب الشقة مفتوح على غير العادة، وشاهدت المجنى عليها ملقاة داخل غرفة نومها واختفاء هاتفها المحمول.


وبإجراء التحريات اللازمة، تبين أن المجنى عليه مخطوبة لشاب يدعى خالد صبحى إبراهيم، طالب بكلية الهندسة، وأنها تتمتع بخلق حميد، وأن الفتيات المقيمات بذات الشقة على نفس ذات الخلق، وأنهن حضرن جميعًا من بلادهم للعمل بتلك المنطقة.


وبتكثيف التحريات، توصلت إلى أن وراء مقتل المجنى عليها المتهم المشار إليه، تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة تفصيليا.