رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مسلسلات «الحلقات القصيرة» سلاح صناع الدراما للهروب من طمع «السوبر ستارز»

مسلسل نصيبي وقسمتك
مسلسل "نصيبي وقسمتك 2"


خيرية البشلاوي: تحد من «هري» الأعمال الطويلة.. وتساعد على التركيز في المضمون


في محاولة للخروج عن المألوف، وكسر التابوهات التقليدية في المسلسلات التي تعرض بعيدًا عن الموسم الرمضاني، اتجه العديد من المنتجين وصناع الدراما، إلى تقديم مسلسلات في حلقات قصيرة، يطلق عليها "ميني دراما"، كما تختلف عدد حلقاتها ما بين "3 أو 5 أو 7" حلقات.

جاء الجزء الثاني من مسلسل "نصيبي وقسمتك 2" على رأس القائمة؛ إذ يضم 9 قصص مختلفة، تُعرض كل قصة على مدار 5 حلقات، بأبطال ومخرج يختلفون من قصة للثانية، للمؤلف عمرو محمود ياسين.

ونجحت حكايات المسلسل واحدة تلو الأخرى في لفت أنظار الكثيرين له، كما شهدت تفاعلًا واسعًا بين متابعي "السوشيال ميديا"، الذين أعربوا عن إعجابهم بها وبطريقة عرضها المختلفة.

ويبدو أن هذا النجاح الكبير، شجع إحدى جهات الإنتاج على التعاقد على مسلسل جديد ينتمي لنفس النوعية، بعنوان "حشمت الأبيض"، إذ تعرض أحداثه في 13 حلقة فقط، وهو بطولة "بيومي فؤاد، وهبة عبد الغني، وإنعام سالوسة، وبدرية طلبة، وأحمد جمال سعيد، ورانيا الملاح، وأسماء جلال"، بجانب مجموعة كبيرة من ضيوف الشرف.

من جانبه، قال المؤلف عمرو محمود ياسين لـ"النبأ" إنه بعد نجاح الجزء الأول من مسلسل "نصيبي وقسمتك" فكر مع المنتج أحمد عبدالعاطي، والذي وصفه بأنه "شريك أساسي" في هذا النجاح، في تطوير العمل، مضيفًا أنهما توصلا إلى عرض كل قصة في 5 حلقات، وليس 3 فقط كالجزء الأول.

وتابع أنه اكتشف أن الثلاث حلقات كانت قصيرة للغاية، ولا تحقق للمشاهدين إشباعًا كافيًا من "الحدوتة" المعروضة، مؤكدًا أن الجزء الثاني من المسلسل تطلب منه مجهودًا مضاعفًا عن الأول؛ مبررًا ذلك بأن الشركة المنتجة اتفقت معه على موعد لعرض المسلسل على قناة "OSN" المشفرة، ثم قامت بتبكيره شهرا كاملا، الأمر الذي جعله لا ينام أيامًا طويلة، حتى يتمكن من الانتهاء من السيناريو وتسليمه في الوقت المحدد -على حد قوله.

وعن حرق كل هذا الكم من الأفكار في مسلسل واحد، أوضح "ياسين" أنه لم يكن يفكر في الأمر بهذه الطريقة، وأن كل ما يهمه أن المسلسل حقق نجاحًا هائلًا، لم يكن متوقعًا بالنسبة له.

ولفت إلى أن "نصيبي وقسمتك 2" كانت المرة الأولى التي تقدم فيها "خماسيات"، وأن كل ما سبق في هذه النوعية من الدراما كان إما "ثلاثيات أو سباعيات" فقط.

في سياق متصل، أكدت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي لـ"النبأ" أن هذا النوع من الدراما يحد من موجة المسلسلات الطويلة، التي انتشرت، خلال الآونة الأخيرة، تقليدًا للمسلسلات التركية، والتي تصل فيها حلقات المسلسل الواحد إلى "300 حلقة".

وأكملت أن المسلسلات ذات الحلقات المعدودة تعد توجهًا جيدًا، يصب في مصلحة الدراما، خاصة بعد أن جاءت أغلب المسلسلات، التي عرضت، مؤخرًا، مليئة بالهرتلة والمط والتطويل "المبالغ به" في أحداثها، على حد وصفها.

كما أضافت أن عرض مسلسل بعدد حلقات قليل، سيساعد على التركيز في المضمون ومعالجة القضايا التي يناقشها بإيجابية ودقة، بعيدًا عن "الحشو"، الذي لا فائدة له في المسلسلات، والذي لا يؤدي إلا إلى ملل الجمهور وانصرافه عن متابعة العمل.

وكشفت "البشلاوي" عن أن هذا التوجه يتناسب مع الحالة الاقتصادية التي تمر صناعة الدراما في مصر بها، منوهة بأنها قليلة التكلفة مقارنة بالمسلسلات الطويلة، وأن الأبطال فيها عادة يكونون من الصفوف الثانية والثالثة، وبالتالي تكون أجورهم منخفضة عن أجور نجوم "الصفوف الأولى"، الذين لا يرضون إلا بملايين طائلة، وفقًا لما قالته.

وختمت حديثها قائلة إن هذه المسلسلات ليست جديدة، ولكن تم تقديمها قبل 8 سنوات، مثل مسلسل "مجنون ليلى" و"هالة والمستخبي" للفنانة ليلى علوي، وسباعية "الليل والبراري" للفنان رشوان توفيق وليلى طاهر، ومسلسل "هو وهي" للفنانة سعاد حسني والفنان أحمد زكي، وأن جميعهم نجحوا وقت عرضها نجاحًا كبيرًا.