رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بوادر اتحاد بين اليوان الصيني والروبل الروسي لمواجهة هيمنة الدولار الأمريكي

النبأ


وسط عقوبات وتوترات تجارية، تمضي الصين وروسيا بخطوات حثيثة لتعزيز تعاملاتهما التجارية الثنائية بعملتيهما المحليتين اليوان والروبل على الترتيب لمواجهة الوضع المهيمن للدولار على نظام الدفع العالمي.

بدأت ملامح هذا الترتيب تظهر مع اتفاق الصين وروسيا على تعزيز استخدام اليوان والروبل فى التجارة الثنائية والعالمية خلال زيارة رئيس الوزراء الروسى دميترى ميدفيديف للصين في وقت سابق من هذا الشهر. وقد بدأ البلدان بالفعل في صياغة ميثاق.

ويبدو للدوائر المعنية في البلدين أن وضع نظام دفع لتعزيز استخدام العملتين المحليتين في التجارة الثنائية والدولية بات أمرًا حتميًا في ظل العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، التي خلقت مخاطر كبيرة للاقتصاديات الكبرى، بما في ذلك الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.

ويعتقد المسؤولون في الجانبين أن البحث عن نظام منفصل يمكن أن يقلل من مثل هذه المخاطر.

غير أن تعزيز استخدام اليوان والروبل في المعاملات عبر الحدود قد يكون له تأثير محدود في البداية، إلا أنه قد يكتسب زخما إذا استمرت الولايات المتحدة في إساءة استخدام وضع الدولار المهيمن في نظام الدفع الحالي، كما يقول الخبراء.

وكان ميدفيديف قد ذكر خلال زيارته للصين أنه يتعين على البلدين وضع نظام الدفع هذا "قبل 10 سنوات"، مشيرا إلى أن العقوبات الأمريكية دفعت البلدين إلى مواصلة الخطة. 

وتواجه روسيا عقوبات صارمة من الولايات المتحدة وحلفائها، في حين أن الصين منخرطة في حرب تجارية مريرة مع الولايات المتحدة.

ويعتقد الخبراء في الصين بأهمية المضي في هذا الاتجاه على هذه الخلفية. 

ويقول تشن فنغينغ الباحث في معهد الصين للمعاملات الدولية المعاصرة "هذه بالفعل خطوة ضرورية للغاية لان هناك دائما مخاطرة في الاعتماد كلية على الدولار"، مضيفا في تصريحات اعلامية " بالنظر إلى هيمنة الدولار، يمكن للولايات المتحدة أن تلحق الضرر بأي بلد تريده في أي وقت حتى الشركات الأمريكية".

مع ذلك ، فإن نظام الدفع الجديد قد يقتصر مبدئيا على المعاملات الثنائية بين الصين وروسيا وسيكون له تأثير ضئيل على النظام الحالي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي ، كما يعتقد تشن وغيره من الخبراء مثل دونغ دينج شين، مدير معهد المالية والأوراق المالية بجامعة ووهان للعلوم والتقنية.

وقال دونغ "ببساطة لم يحقق اليوان ولا الروبل مستوى من التدويل يمنحهما القوة التي يتمتع بها الدولار حاليا"، نظراً للأدوار الصغيرة نسبياً التي تلعبها الصين وروسيا في النظام الحالي.

لذلك الأمر قد لا يتجاوز تقليل نسبة الاعتماد على الدولار، لكن المبادرة قد تكتسب زخما مع استمرار إساءة الولايات المتحدة لهيمنة الدولار ما قد يدفع العديد من الاقتصادات إلى السعي بنشاط إلى نظام دفع منفصل.

وقال دونغ "إذا أرادت المزيد من الاقتصادات إنشاء نظام منفصل، حتى إذا لم تعمل معا ، فإن ذلك سيساعد بالتأكيد على الحد من الدور المهيمن للدولار في النظام المالي العالمي"، متوقعا أن يصبح نظام الدفع العالمي "متعدد الأقطاب ومركزة على المستوى الإقليمي" بدلا من نظام واحد يقوم على أساس الدولار.

وفي ضوء العقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران، تحرك الاتحاد الأوروبي أيضًا لإنشاء نظام دفع لمواصلة التعامل التجاري مع إيران.