رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف استفاد الإخوان وداعش والقاعدة والجماعات الإرهابية من مقتل الصحفي السعودي؟ دور الموساد وأجهزة المخابرات الأجنبية في مقتل جمال خاشقجي

النبأ


موظف سابق في الاستخبارات الأمريكية: شركة إسرائيلية استخدمت برنامجا إلكترونيا معنونا باسم "Pegasus" للتنصت على اتصالات الصحفي السعودي.

صحفي إسرائيلي يتساءل: هل قتل الموساد جمال خاشقجي؟

خبراء يتهمون الموساد بقتل خاشقجي على طريقة «المبحوح»

صنداي إكسبريس: الاستخبارات البريطانية كانت على علم بـ"المؤامرة " ضد الصحفي جمال خاشقجي، قبل نحو ثلاثة أسابيع من مقتله

واشنطن بوست: الاستخبارات الأمريكيّة كانت على عِلم بمخطّط استدراج الصحفي جمال خاشقجي إلى السعودية للقبض عليه.

«نعيم»: تركيا وأمريكا والإخوان والجماعات الإرهابية المستفيد الأول من قتل خاشقجي ورحيل محمد بن سلمان لصالح الجماعة

«صبح»: المخابرات الأمريكية وراء مقتل الصحفي السعودي من أجل توريط المملكة


رغم اعتراف المملكة العربية السعودية بمقتله داخل قنصليتها في اسطنبول التركية، ما زال مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لغزا محيرا، حيث لم تتضح حتى الأن خيوط الجريمة كاملة، فما زالت هذه الجريمة يكتنفها الكثير من الغموض، فلم يعرف أحد حتى الأن كيف وقعت الجريمة، ومن الذي قام بتنفيذها.

في ظل هذا الغموض تحدثت تقارير صحفية الفترة الماضية عن دور لأجهزة المخابرات العالمية، على رأسها الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية والبريطانية والتركية، في هذه الجريمة.

كما أكد الكثير من الخبراء على أن جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي وتنظيمي داعش والقاعدة بالاضافة إلى الجماعات الإرهابية الأخرى، كانوا من أكبر المستفيدين من هذه الجريمة.

إسرائيل والموساد

اتهم الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية، إدوارد سنودن، شركة "NSO Group Technologies"، بالتورط في مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سنودن قوله، خلال مشاركته عبر جسر فيديو في مؤتمر مغلق الاستخبارات المحلية في تل أبيب، إن قتلة خاشقجي استخدموا برنامجا إلكترونيا معنونا باسم "Pegasus" وخاصا بتنفيذ عمليات التجسس للتنصت على اتصالات قام بها الصحفي السعودي.

وأوضح سنودن، مخاطبا المشاركين في المؤتمر: "يمكن أن البعض منكم سمع عن الصحفي السعودي المنشق جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية السعودية وتم خنقه على الفور هناك... كيف جرى التخطيط لهذا الأمر وكيف حصل ذلك؟... السعوديون علموا بأنه كان ينوي القدوم إلى القنصلية لأنه اتفق على عقد لقاء هناك.. لكن كيف كشفوا عن مخططاته ونواياه؟".

وأشار سنودن إلى أن السعوديين الذين شاركوا في عملية قتل خاشقجي تمكنوا من جمع معلومات ضرورية عن الصحفي من خلال التجسس على "أحد أصدقائه الذي يقيم منفيا في كندا".

وتابع سنودن: "يكمن الواقع في أنهم تنصتوا على شخص من الدائرة الصغيرة لأصدقائه الذين اتصل بهم مستغلين برمجية مصممة على يد شركة إسرائيلية. نحن لا نعرف سلسلة التطورات لأن هذه الشركة لن تعلق على هذا الموضوع أبدا، لكن هذا الوضع يمثل إحدى أكبر الروايات التي لم تتم كتابتها بعد".

ولفت الاستخباراتي الأمريكي السابق إلى أن الحديث يدور عن شركة "NSO"، وأوضح أنها "تعمل على تطوير آليات الاختراق الإلكتروني"، واصفا إياها بأنها "الأسوأ من الأسوأ في مجال بيع هذه الآليات للاختراق الإلكتروني والتي تستخدم بصورة نشطة حاليا لانتهاك حقوق الإنسان".

وأكد سنودن أن هذه البرمجية "لا تستخدم فقط للقبض على المجرمين ومنع الهجمات الإرهابية وإنقاذ حياة الناس، وإنما أيضا لكسب الأموال".

وهاجم سنودن قطاع إنتاج التكنولوجيا العالية الإلكترونية الإسرائيلي بشكل عام، متهما إياها بأنها فشلت في تحمل مسؤوليتها عن طبيعة استخدام البرمجية المصممة في إسرائيل بمختلف أنحاء العالم.

وشدد على أن الشركات الإسرائيلية تفرط في تبرير تصرفاتها بالقول إن الحكومات والجهات الأمنية التي تبيع لها منتجاتها الإلكترونية جديرة بالثقة، وأكد: "هذا التهور أصبحت قيمته حياة الناس".

وقد نفت شركة "NSO" الإسرائيلية اتهامات وجهها إليها الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية، إدوارد سنودن، بالتورط في مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

وقالت "NSO"، في بيان نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، إن سنودن "يفتري بشكل انتقائي على شركات التكنولوجيا الإسرائيلية دون أن يكون لديه أي معلومات موثوق بها".

وأشارت الشركة إلى أنها "تعمل على تطوير منتجات يجري توريدها إلى المؤسسات الحكومية لغرض وحيد فقط يكمن في التحقيق مع قضايا الجريمة والإرهاب ومنعها".

وأضافت الشركة أنها تخضع للقوانين الخاصة بمراقبة الصادرات العسكرية الإسرائيلية، مشددة على أنها الوحيدة من بين مثيلاتها حيث تعمل لجنة أخلاقيات مستقلة مكونة من خبراء دوليين بهدف منع التجاوزات في استخدام منتجاتها.

كما تساءل الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال "هل قتل الموساد جمال خاشقجي؟

وكتب الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، على تويتر، أنه يأمل ألا يكون هناك أي دور للموساد في قتل الكاتب والصحفي جمال خاشقجي.

وتابع أنه بسبب صورة الموساد كمنظمة للاغتيالات، التي يزعم أنها خاطئة، فإن عددًا غير قليل من الأجهزة الاستخبارية تتوجه إلى الموساد للحصول على المساعدة في تصفية الخصوم.

كما اتهم الناطق الرسمى لمنظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الاوسط وشمال افريقيا زيدان القنائى اسرائيل بالوقوف وراء مقتل او اختطاف الصحفى السعودى جمال خاشقجى.

على طريقة "المبحوح"

وتعيد طريقة اغتيال خاشقجي، وسرعة سفر المنفِّذين، إلى الذاكرة سرعة هروب منفذي عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المبحوح في يناير 2010 بأحد فنادق مدينة دبي الإماراتية، وقد تبيَّن أن الموساد الإسرائيلي هو من نفَّذ العملية عن طريق عملاء يحملون جوازات سفر غربية، نجحوا جميعهم في مغادرة الإمارة قبل اكتشاف أمرهم، وهي الطريقة التي قام بها أعضاء الفرقة السعودية الـ15.

المخابرات البريطانية

ذكرت صحيفة " صنداي إكسبريس" البريطانية، أن الاستخبارات البريطانية كانت على علم بـ"المؤامرة " ضد الصحفي جمال خاشقجي، قبل نحو ثلاثة أسابيع من مقتله.

وزعمت الصحيفة إن مركز الاتصالات الحكومية (وكالة استخبارات بريطانية) اعترض اتصالات داخلية أجرتها رئاسة الاستخبارات السعودية تحمل أوامر من "فرد من الأسرة المالكة" باختطاف الصحفي "المزعج" (خاشقجي) وإعادته إلى المملكة.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية أن الأوامر "لم تصدر مباشرة من الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد محمد بن سلمان (33 عاماً) ، ولا يُعرف ما إذا كان على علم بها".

وأضافت المصادر: إنه "رغم أن الأمر صدر باختطاف خاشقجي وإعادته إلى الرياض فإنه ترك الباب مفتوحاً أمام تدابير أخرى إذا تبيّن أنه مزعج فعلاً".

وزعمت المصادر بأن جهاز الاستخبارات البريطانية (إم أي 6) حذّر نظراءه السعوديين، وطالبهم بإلغاء المهمة "باعتبارها غير جيدة"، غيّر أن السعوديين تجاهلوا الطلب البريطاني، وفقاً لما أظهرته الأحداث، بحسب المصادر البريطانية.

 

لكن وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، أكد ردا على تقارير صحفية تفيد بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت لديها معرفة مسبقة بما يدبر للصحفي السعودي، أنه لم يكن لديه علم مسبق بـ"مؤامرة" سعودية ضد الصحفي، جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول، قائلا: "لن نتحدث عن مسائل استخباراتية". ومع ذلك أوضح أنه لم يكن على علم بمثل هذه المؤامرة.

المخابرات الأمريكية CIA

زعمت صحيفة "واشنطن بوست" بأنّ أجهزة الاستخبارات الأمريكيّة كانت على عِلم بمخطّط سعودي أمر به ولي العهد محمد بن سلمان، يهدف إلى استدراج الصحافي جمال خاشقجي إلى السعودية للقبض عليه.

وزعمت "واشنطن بوست" أن مسؤولين أميركيين قالوا أن مسؤولين سعوديين ناقشوا خلال مكالمات تم اعتراضها، خطة لاستدراج خاشقجي من مقر إقامته في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة واعتقاله.

غير أنّ  المتحدّث باسم الخارجية الأميركيّة روبرت بالادينو قال ردا على أسئلة الصحفيين إن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبقا بأي مخاطر تهدد خاشقجي، قائلا: "بالرغم من أنه لا يمكنني التكلم في مسائل الاستخبارات، إلا أن بوسعي أن أجزم بشكل قاطع بأنّ الولايات المتحدة لم تكُن لديها معلومات مسبقة عن اختفاء جمال خاشقجي".

وقال مسؤولون أمريكيون إن مديرة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل استمعت إلى التسجيلات خلال زيارتها الأخيرة إلى تركيا.

كما زعمت صحيفة واشنطن بوست إن مسؤولين بوكالة الاستخبارات الامريكية استمعوا لتسجيل يثبت أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قُتل وقُطعت جثته من قبل عملاء سعوديين داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

وقالت الصحيفة إنه في حال ثبوت صحة التسجيل فسيكون من الصعب على البيت الأبيض قبول رواية السعودية بأن وفاة خاشقجي كانت جراء حادث.

المخابرات التركية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده سلمت التسجيلات الصوتية المتعلقة بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، لكل من السعودية والولايات المتحدة ودول أخرى.

المخابرات الكندية

كشف رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو بأن وكالات الاستخبارات في بلاده قد استمعت إلى تسجيلات لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قائلا: "لقد تم إطلاع كندا بالكامل على ما يجب أن تشاركنا إياه تركيا".

المخابرات الألمانية

نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤول ألماني بارز- لم تُسمه- إن "جهاز الاستخبارات الفيدرالي استمع إلى تسجيل خاص بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي خلال زيارة إلى أنقرة"، موضحًا أن التسجيل "كان مُقنعًا للغاية"، بحسب قوله.

وذكرت الصحيفة أن توزيع تسجيلات مقتل خاشقجي على نطاق واسع من شأنه أن يُزيد الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ إجراءات أقوى ضد السعودية ردًا على مقتل خاشقجي.

هز صورة المملكة

يقول الشيخ نبيل نعيم القيادي السابق في تنظيم الجهاد الإسلامي، المستفيد الأول من هذا الموضوع هو أمريكا وتركيا والإخوان والجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن الضغط العسكري على هذه الجماعات سوف يقل الفترة القادمة، بسبب تفرغ أمريكا وتركيا والدول الأخرى لقضية مقتل جمال خاشقجي،  لافتا إلى أن ما ترتكبه الجماعات الإرهابية وتنظيم داعش أسوأ بكثير مما حدث مع جمال خاشقجي، لأن هذه الجماعات تقوم بقتل الناس وهم أحياء، لكن هذا الموضوع هز صورة المملكة في الخارج، مؤكدا على أن جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بالمجرمة هي من أكثر المستفيدين ماديا وسياسيا من هذه الجريمة، ومن أكثر المستفيدين من رحيل الأمير محمد بن سلمان عن السلطة في المملكة، لأنه كان يسعى لاستئصالهم والتخلص منهم، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تعودت على استغلال مثل هذه الأحداث للاستفادة منها ماديا وسياسيا، وهم سوف يحاولون الضغط على المملكة حتى تتفاوض معهم وتتركهم يمارسون أنشطتهم في المملكة.

واتهم «نعيم»، المخابرات الأمريكية بالتخطيط لقتل جمال خاشقجي، من أجل توريط المملكة العربية السعودية، وهي التي قامت بتسجيل كل شئ، وهي التي قامت باعطاء التسجيلات لرجب طيب أردوغان، والأن يتم ابتزاز المملكة بهذه التسجيلات، مؤكدا على أن تغيير النظام في المملكة سيكون لصالح الإخوان المسلمين.

تقوية للإسلام السياسي

من جانبه يقول الشيخ أحمد صبح زعيم المنشقين عن الجماعات الإسلامية، أن الجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين استفادوا استفادة عظيمة جدا من قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين استفادوا كثيرا من هذا الموضوع، لاسيما وأن الدولة السعودية المتهمة بالوقوف وراء هذه الجريمة الشنعاء منوط بها حماية الإسلام، متهما المخابرات الأمريكية بالوقوف وراء مقتل الصحفي السعودي، لتوريط المملكة العربية السعودية، مؤكدا على أن ما حدث لجمال خاشقجي هو تقوية للإسلام السياسي وتقوية للإرهاب، وهدم لكل ما تقوم به مصر والدول الأخرى لمحاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية.