رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ما يجب أن نقرأ.. وثائق «داعش» التى لا نملكها

أحمد المسلماني- أرشيفية
أحمد المسلماني- أرشيفية

«نيويورك تايمز»، و«سكاى نيوز» البريطانية، و«روسيا اليوم».. ثلاثتهم يملكون ما لا نملك، ويعرفون ما لا نعرف.

لا توجد صحيفة عربية واحدة، ولا محطة تليفزيونية عربية واحدة استطاعت أن تصل إلى وثائق تنظيم داعش، الذى حكم مساحةً تزيد على أضعاف مساحة لبنان عدة سنوات. لم يتمكن مراسل واحد لأى صحيفة أو وكالة عربية أن يجمعَ أو ينسخَ بعضاً من وثائق التنظيم الأكثر خطورة على أُمّتنا وعلى مستقبلنا.

حصلت قناة «روسيا اليوم» على وثائق عديدة لتنظيم داعش؛ حسابات فى البنوك، وتفاصيل الغنائم من سرقة المنازل، والاستيلاء على السيارات والأموال التى كانت تحمل ملايين الدنانير، والعلاقات مع السفارات والقنصليات، وحركة سرقة وبيع النفط، من منابعه حتى البحر المتوسط، ووثائق الاستيلاء على أموال المسيحيين والإيزيديين والآشوريين، ووثائق الاستيلاء على مصانع الأسمنت والفوسفات والكبريت.

تكشف الوثائق التى حصلت عليها «روسيا اليوم» عن قيام مسئولين عراقيين فاسدين بالإفراج عن إرهابيين من السجون مقابل رشاوى حصلوا عليها من «داعش»، وتتضمن الوثائق العديد من الأسماء من الطرفين.

حصلت صحيفة «نيويورك تايمز» على عددٍ أكبر من الوثائق، وهو يصل إلى أضعاف ما حصلت عليه «روسيا اليوم»، وتقول صحف عراقيّة إن وثائق «نيويورك تايمز» تزيد على المليون صفحة، إنها تتضمّن شهادات ميلاد، ونقل ملكيّة، وبيع أغذية، وغرامات، وضرائب، وغنائم، وعوائد الاختطاف.

ومن المثير أن الوثائق التى حصلت عليها الصحيفة الأمريكية الكبرى تتضمن وصفاً لميزانية التنظيم التى تقارب ثلاثة مليارات دولار، كان «بند الاختطاف» فيها، أى عوائد الاختطاف، نحو (120) مليون دولار!

أمّا ما حصلت عليه محطة «سكاى نيوز» البريطانية فقد كان الأخطر فى هذه الوثائق. لقد حصلت المحطة على معلومات كاملة عن قائمة ضخمة من الدواعش تضم (22) ألفاً من الإرهابيين ينتمون إلى (51) دولة.

تضم الوثائق جميع المعلومات الخاصة بهذا العدد الكبير من مسلحى «داعش»: الاسم والكنية والهاتف والعائلة والدولة، وخريطة الطريق عبْر الحدود، وقائمة مذهلة تتضمن أسماء الراغبين فى القيام بعمليات انتحارية.

لقد حصلت «سكاى نيوز» البريطانية على هذه الثروة المعلوماتية الهائلة من ذاكرة كمبيوتر محمول «فلاش ميمورى» تمت سرقتها من رئيس شرطة «داعش». وحين اتصلت المحطة ببعض أرقام الهاتف كانت الأرقام صحيحة، وردَّ على الهاتف بعض الدواعش، وبعض عائلاتهم.

إنَّ محاربة الإرهاب إنّما تتطلب الحصول على نسخٍ من هذه الوثائق، أو الحصول على طريقة قانونية للاطلاع عليها، والبحث عن وثائق جديدة تحاول حلَّ شفرة هذا التنظيم، الذى يتشكل من «شركة مساهمة إرهابية» و«شركة مساهمة استخباراتية»، حيث يتشارك كثيرون فى السيطرة والتوجيه.

إن «داعش» ليس مجرد تنظيم، إنّه مدخل خطير لتدمير الأمّة بكاملها، ولقد نجحت تلك الأداة فى إهانة جدول أعمالنا، فبينما يتابع العالم حركة العلم، ومسارات الفضاء، تتابع بلادنا حركة التطرف، ومسارات الإرهاب.

إن واحداً من أهم أدوات المواجهة هو أن نفهم، وأن ندرس ونحلِّل. وأن نوجد هناك، اطّلاعاً على وثائق أو مشاركةً فى التحقيقات، أو بحثاً عن الفكرة.. قبل الحركة.

ما يجب أن نقرأ الآن.. وثائق «داعش» التى لا نملكها.

نقلًا عن «الوطن»