رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

المستشارة الألمانية تعتزل العمل السياسي وعدم الترشح في انتخابات2021

النبأ

 

أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تخليها عن الترشح مجددا لمنصب المستشارية بعد نهاية ولايتها الرابعة الحالية، وأنها لن تترشح مجددا لمنصب المستشارية في انتخابات 2021

 كما أعلنت ميركل أنها لن تعود وترشح نفسها لرئاسة حزبها في المؤتمر المقبل للحزب في نهاية العام الحالي. ويأتي قرار ميركل المفاجئ هذا عقب الهزيمة الكبيرة التي مُني بها حزبها في انتخابات ولاية هيسن الألمانية أمس الأحد.

وقد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعدم الترشح لمنصب المستشارة عام 2021، بـ"الجدير بالاحترام".

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، إن ميركل "لم تنس مطلقا القيم الأوروبية، وتقود بلادها بشجاعة عظيمة"... "هذا هو ما أقوله بشأن هذا الخيار وهذا الإعلان الجدير بكل الاحترام".

وأضاف: "أرى هذا كظاهرة أوروبية، وليس ألمانية فقط".. "أذكركم بأن اليمين المتطرف يبذل ما بوسعه في فرنسا.. لذا، فإن هذا ليس جديدا.. يقلقني، لكنه يحفزني كذلك".

وشدد الرئيس الفرنسي على أن تيار اليمين المتطرف في بلاده يسير في تصاعد، وأن ذلك يحدث بسبب أن الأحزاب الأخرى لا تتمكن من الرد بالشكل الملائم على غضب ومخاوف الناس.

ودعا ماكرون، إلى "رد ديمقراطي ذي مصداقية" على مثل هذا الغضب، وإلى الحرب على "جميع أشكال الديماغوجية والكذب".

من هي أنغيلا ميركل؟

ولدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في 17 تموز/يوليو عام 1954 وكان اسمها حينها أنغيلا دوروثيا كاسنر في هامبورغ- ألمانيا، وهي ابنة قس مسيحي- لوثري ومدرس انتقل غربًا ليتابع دراساته في علم اللاهوت، نشأت ميركل في منطقة ريفية بالقرب من برلين.

 

في المدرسة كانت ميركل طالبة متميزة وبالتحديد في اللغة الروسية والرياضيات، بعد الانتهاء من مرحلة المدرسة انتقلت إلى جامعة لايبتزغ Leipzig لتدرس الفيزياء وحصلت على الدكتوراه عام 1978، عملت بعدها ككيميائية في المعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم بين عامي 1978 و1999.

بعد سقوط جدار برلين في عام 1989 انضمت ميركل إلى حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وبعد ذلك بفترة وجيزة عيّنت كوزيرة للمرأة والشباب في حكومة هلموت كول.

بعدها خدمت كوزيرة للبيئة والسلامة النووية، بعد هزيمة كول في الانتخابات العامّة عام 1998 تم تعيينها أمينة عامّة لحزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وفي عام 2000 تم اختيارها قائدة للحزب لكنها خسرت ترشيحها كمستشارة لصالح إدموند شتويبر Edmund Stoiber عام 2002.

في انتخابات عام 2005 تمكنت ميركل من الإطاحة بمنافسها على منصب المستشار الألماني جيرهارد شرودر، حيث فازت بفارق ثلاثة مقاعد فقط، وبعد موافقة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي على الاندماج بحزب الاتحاد الديموقراطي الاشتراكي تم إعلان ميركل كأول مستشارة ألمانية في تاريخ ألمانيا، وهي أول مواطن من مواطني جمهورية ألمانيا الديموقراطية سابقًا التي تحكم ألمانيا التي أعيد توحيدها من جديد وأول امرأه تحكم ألمانيا بعد أن أصبحت دولة وطنية حديثة عام 1871، كما تم انتخابها لولاية جديدة عام 2009.

في تشرين الأول/أكتوبر عام 2013 تصدرت ميركل الصحف العالمية عندما اتهمت وكالة الأمن القومي الأمريكية بأنها قامت بالتنصت على مكالماتها الهاتفية، وفي قمة قادة الدول الأوروبية قامت ميركل بتوبيخ الولايات المتحدة على هذا التعدي على الخصوصية حيث قالت: "التنصت بين الأصدقاء غير مقبول."

كان من أهم أولوياتها كمستشارة ألمانية زيادة قوة العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي والتي جاءت من خلال توقيعها على ميثاق المجلس الاقتصادي عبر الأطلسي، الذي يهدف إلى إزالة الحدود لتوسيع نطاق التعامل التجاري في منطقة التجارة الحرة عبر الأطلسي.

كما ساهمت في تقوية العلاقات الألمانية الهندية من خلال إعلان مشترك عام 2006 حيث أنه فيما بعد أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ Manmohan Singh أنه سوف يتم التركيز على مستقبل العلاقات المشتركة بين البلدين في مجال الطاقة والتكنولوجيا والدفاع.

تزوجت في عام 1977 من الفيزيائي ألريك ميركل Ulrich Merkel، لكن انتهى هذا الزواج عام 1982، وتزوجت للمرة الثانية من الكيميائي البروفيسور يواخيم زاور Joachim ،Sauer

صنفتها مجلة فوربس الأمريكية أقوى امرأة في العالم نظرًا لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي الباهر وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس.

 

قالت ميركل "نعم، عملت نادلة في حانة... كنت أحصل على أجر يتراوج بين 20 و30 فينينج عن كل مشروب ابيعه وهذا منحني دخلا اضافيا تراوح بين 20 و30 ماركا في الاسبوع. هذا ساهم الى حد كبير في دفع الايجار."

وأضافت ميركل التي درست في لايبزيج من عام 1973 وحتى عام 1978 "مع الاخذ بعين الاعتبار أن أجري كان 250 ماركا /قرابة 15 دولارا/ في الشهر.. فقد كان هذا الدخل الاضافي هام للغاية."

وحصلت ميركل على درجة الدكتوراة في برلين الشرقية عام 1986 تحت اشراف البرفسور يواكيم زاور الذي اصبح فيما بعد زوجها الثاني.

وتحتفظ ميركل بكثير من التفاصيل الغامضة حول حياتها الخاصة حتى بعد صعودها المفاجيء من متحدثة باسم اخر حكومة في المانيا الشرقية في عام 1990 الى زعيمة الحزب المحافظ في عام 2000 وصولا الى المستشارية.

وفي صغرها واجهت انجيلا التي كانت تبلغ من العمر ست سنوات عندما بني الحائط في عام 1961 مشكلات في الشرق الشيوعي وهي الدولة الملحدة وذلك لان والدها كان قسا.

ولم تنخرط ميركل في الحياة السياسية الا بعد سقوط حائط برلين في عام 1989 حيث عملت في البداية في المساعدة في ربط أجهزة الحاسوب في مكتب حزب ديمقراطي جديد ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا.