رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

السفير رخا أحمد حسن لـ«النبأ»: السعودية ارتكبت خطأ فادحًا فى قضية «خاشقجى».. وستدفع الثمن غاليًا

 السفير رخا أحمد
السفير رخا أحمد حسن


قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن موضوع قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تمت معالجته بصورة خاطئة، وبطريقة خالية من المهنية والحرفية، لاسيما أن السعودية تعلم أن البعثات الدبلوماسية «مراقبة» من الدولة المضيفة، مؤكدًا أن المملكة ستدفع الثمن غاليًا جدًا.


وأضاف «حسن» أن الصورة التي تكونت عن ولى العهد محمد بن سلمان، بأنه يقوم بتحديث الدولة، ويسمح بوجود السينما والمسرح، مجرد «مظاهر»، لأن حادثة «خاشقجى» أظهرته أنه ينتهك حقوق الإنسان، والحريات السياسية، لاسيما أن «خاشقجي» هو ابن المخابرات السعودية، وبالتالي ما حدث كان خطأ فادحًا.


وأضاف «حسن» أن الأسرة الحاكمة أحد عوامل الاستقرار في السعودية، وبالتالي هذه القضية لن يكون لها تأثير كبير عليها، لكن الأمير محمد بن سلمان عليه كلام كثير حتى داخل الأسرة الحاكمة نفسها، لأن سياساته ليست رشيدة، وورط السعودية في سلسلة من الأخطاء، دخل اليمن ولا يعرف كيف يخرج منها، تورط في القبض على الصحفيين والحقوقيين، متابعًا: «استمراره أصبح على المحك، لكن ليس الآن؛ لأن عدم استمراره يعني محاكمته، وبالتالي مدير المخابرات السعودية «سيشيل الليلة»، وسيتم اتهامه بأنه نفذ العملية بدون معرفة ولي العهد السعودي.


وأشار إلى أن الرواية السعودية عن قتل «خاشقجى» لم يصدقها العالم؛ لأنها تفتقد للمصداقية، وأن «ولى العهد» فقد مصداقيته أمام العالم، وهذا أهم شيء في الحكم.


وأضاف أن «ترامب» رجل أعمال أكثر منه رئيس دولة، وهو يفتقد للمصداقية، لافتًا إلى أن سر تمسك الكونجرس الأمريكي باتهام «ولى العهد» شخصيا بالوقوف وراء هذه الجريمة، هو أن إسطنبول أحد المراكز العالمية للتجسس.


وأكد «حسن» أنه سيتم فرض عقوبات على «المملكة»، ولكن مع مراعاة مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وبالتالي سيكون هناك نوع من المواءمة بين الحفاظ على المصالح وبين العقوبات.


وتابع: رد فعل الدول العربية على الواقعة جاء تحت شعار: «لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك»، فالدول العربية متهمة كلها بانتهاك حقوق الإنسان، وبالتالي كان من الأفضل لهذه الدول التزام الصمت.


واستكمل: موقف العرب من هذه القضية سيكون له تأثير على صورتهم فى الغرب لاسيما وأن كل الدول العربية متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان، وبالتالي هي ليست بريئة وكان الأفضل لتلك الدول انتظار التحقيقات.


وأضاف أن هذه القضية أخذت زخمًا إعلاميًا واهتماما دوليا لأنها جريمة متعددة الجوانب، فيها جانب إعلامي، وجانب دبلوماسي، وجانب حقوقي، مؤكدًا أن موقف أحمد أبو الغيط، أمين جامعة الدول العربية الداعم للمملكة، جانبه الصواب، فكان يجب ألا يورط الجامعة العربية في هذا الموضوع، لاسيما وأن هذا الموضوع خاص بجريمة ارتكبها مجموعة من الناس، وبالتالي أصبح هناك تجاوز للمعايير والقيم الدولية.


واستبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، تطبيق سيناريو «النفط مقابل الغذاء» الذي تم مع العراق في حالة السعودية؛ لأن الرياض أحد معاقل الاستقرار في المنطقة، وبالتالي ليس من السهل التضحية بها بسبب هذه الواقعة.


وأضاف أن من ضمن الثمن الذي سوف تدفعه السعودية بسبب هذه الواقعة، تقديم تنازلات في اليمن وسوريا والمصالحة مع قطر.


وعن موقف إسرائيل الذي يبدو أنه داعم ومساند للمملكة في هذه الأزمة، قال إن إسرائيل تحاول أن تتواءم مع السعودية من أجل إتمام صفقة القرن.