رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

5 مكاسب حققها الإخوان من واقعة مقتل «خاشقجي»

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي


«مصائب قوم عند قوم فوائد»، تحقق هذا المثل العربي الشهير حرفيًا في حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ففي الوقت الذي قُتل فيه الرجل وتيتم أبناؤه وتضررت المملكة العربية السعودية على مستويات عدة، بدا هناك مستفيدون كُثر من الكارثة؛ أبرزهم الرئيسين الأمريكي والتركي اللذين أدارا المشهد بما يحقق مصالح بلديهما، إلا أن المستفيد الأكبر من الحدث والذي لم يظهر للواجهة هو جماعة الإخوان المسلمين.

ففي الأيام الأولى لمقتل «خاشقجي» مساء 2 أكتوبر الجاري، بدأت الاتهامات توجه لجماعة الإخوان ومن وراءها قطر باستهدافه لتوريط المملكة، وظهرت التغطيات الإخبارية للقنوات السعودية وخاصة قناة العربية تهاجم الجماعة، وتتهمها بتدبير الواقعة للنيل من السعودية وتناولها إعلاميا بما يسيء لها، في حين كال الكُتاب المقربون من الحكم في المملكة الاتهامات للجماعة، وكان أبرزهم الصحفي السعودي البارز عماد المديفر، الذي أكد أن جمال خاشقجي كان على علاقة قوية بنظام الإخوان، ويعد صندوقًا أسودًا للتنظيم الدولي للإخوان، وأنهم تخصلوا منه بعد ملاحظة انخفاض حدة لغته ضد المملكة، خوفا من المعلومات المتوفرة لديه. 

ومع تبني قنوات الإخوان رواية مقتل «خاشقجي» داخل القنصلية السعودية في إسطنبول طوال أسبوعين من الواقعة، كان الإعلام السعودي ومعه الإعلام المصري يتبنى الرواية الأولى لولي العهد السعودي بأن «خاشقجي» خرج من القنصلية التركية بعد دخوله بدقائق ولم يتم قتله.

وخلال الأيام الماضية بدأت التصريحات المتضاربة والانفعالية، وكان كثير منها يتهم الإخوان إما بإشعال الأزمة أو السعي لتوريط السعودية فيها، في حين بدا اتزان في تصريحات الإخوان الرسمية التي لم تتعد تصريحا واحدا لنائب مرشد الجماعة إبراهيم منير، أدان فيه مقتل «خاشقجي» وطلب عدم الحكم المسبق دون انتظار نتائج التحقيقات النهائية، وهو ما ألمح لفتح صفحة جديدة مع المملكة وعدم إشعال الأمور ضدها على المستوى الرسمي للجماعة.

تعاملت الجماعة بحنكة شديدة مع الأزمة؛ ففي الوقت الذي تبنت فيه رواية مقتل «خاشقجي» من اليوم الأول حافظت على أن تكون قنواتها ناقلاً للخبر عن مؤسسات صحفية كبرى مثل رويترز وواشنطن بوست، وحددت هدفها في الهجوم وهو شخص ولي عهد السعودية وليس أي فرد آخر أو المملكة نفسها.

مع بدء انقشاع غبار الأزمة ووضوح الحقائق بدا موقف الإخوان أكثر قوة، وازداد مع ثبوت عدم صحة اتهامهم بالتورط في قتل خاشقجي أو الترويج لدعاية سوداء وأخبار كاذبة، واتجهت قطاعات كبيرة من العرب والمصريين خلال الأيام الماضية إلى متابعة قنوات الجزيرة وقنوات الإخوان التي تبث من إسطنبول لأنها تتبنى رواية أقرب للتصديق وثبت صحتها لاحقا.

وعن ذلك يرى أحمد رامي الحوفي، القيادي بجماعة الإخوان أن الأزمة الحقيقة هي ارتكاب أخس الجرائم وأكثرها دناءة فى العصر الحديث، وهي قتل شخص مسالم وكاتب مستقل داخل مقر قنصلية بلاده، حسب وصفه.

وأضاف «الحوفي» أن تلك الكارثة كشفت بشكل كبير أن الأنظمة المستبدة الأصل فى موظفيها وسياسييها هو عدم الكفاءة إذ أن تقلُد المناصب فيها يكون بناءً على معايير غير الكفاءة، تعتمد على الولاء للسلطة أو لطبيعة العلاقة معها، وكذلك أن إعلام الأنظمة المستبدة ضعيف بطبيعة تكوينه لأنه لا إعلام بلا حريات، وسيظل إعلام هذه الأنظمة ضعيف ليس بسبب عدم كفاءة الإعلاميين ولكن لافتقادهم بيئة عمل تتنفس الحرية، فضلا عن انكشاف زيف سيناريوهات هذا الإعلام.