رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«تورط» مؤسسة حكومية فى تشويه الإسلام وإهانة صحابة «الرسول»

كتاب الفكر السياسي
كتاب الفكر السياسي فى الإسلام - تعبيرية


المؤلف اتّهم «الصحابة» بتصفية رموز المعارضة «جسديًا»


اختيار «أبو بكر» لم يكن حرا ولا ديمقراطيا ولا يتفق مع مبادئ الإسلام


عمر بن الخطاب أمر بقتل سعد بن عبادة لرفضه بيعة أبو بكر ونسب قتله للجن


اخترعوا شخصية خيالية وسموها «عبد الله بن سبأ» للتغطية على فساد عثمان وحملوه قتله


الجيل الأول ارتكب الكثير من الجرائم مثل هتك حرمات الصحابيات واغتصابهن


معاوية؟؟؟ قادة الثورة المضادة وصادر أموال المعارضين وأسس جهازا لتشويه أهل الحق


المسلمون لا يتحملون المعارضة الواعية ولا يطيقون الرأي المخالف بسبب تصرفات السلف


الأصل فى مجتمعاتنا التجبر واضطهاد المخالفين وانتهاك الحرم فى سبيل السلطة


الاعتراف بتصرفات السلف يعنى إضفاء الشرعية على كل من يخرج على الدولة الشرعية ويسقط نظامها


«شحاتة»: خلاف الصحابة كان من أجل توحيد المسلمين وجمعهم تحت راية واحدة


«كريمة»: هذا كلام غلاة الشيعة والعلمانيين والمستشرقين الذين يحقدون على الإسلام



على مدار الشهور الماضية، أبرزت وسائل الإعلام الجهود التى تبذلها الدولة ومجلس النواب فى منع الهجوم على الشخصيات التاريخية سواء الدينية أو السياسية أو غيرها، وعدم الطعن في الصحابة أو سبهم أو التعرض لهم، لاسيما أن البرلمان يسعى إلى إصدار قانون لـ«تجريم الإساءة للشخصيات التاريخية».


ولكن بالرغم من هذه الجهود التى قد تبدو «خطوات مهمة» للحفاظ على الالتزام المجتمعى، إلاّ أن هناك أحداثًا أخرى «تُطيح» بكل تلك التحركات، وتجعلها هى والعدم سواء.


وفى هذا الإطار، حصلت «النبأ» على كتاب صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان: «الفكر السياسي في الإسلام.. وجهة نظر أخرى» للمؤلف الدكتور أحمد إدريس، يتهم صحابة النبي، صلى الله عليه وسلم، باتهامات خطيرة، مطالبًا بالتبرؤ من كل ما صدر من تصرفات عن الصحابة بعد وفاة «النبي».


«قنابل» كتاب «الفكر السياسي في الإسلام.. وجهة نظر أخرى»

يقول الكاتب: «ليس هناك دليل من الكتاب والسنة على أن الخلافة (القيادة) من أصول الدين أو من أعظم واجبات الدين، كما قال ابن تيمية».


وأضاف: «حاضر المسلمين السياسي هو امتداد لماضيهم، وللوضع السياسي الأول الذي واجهوه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم».


وتابع: «أهل السلطة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تعاملوا مع المعارضين مرة بالقهر ومرة بالتشويه وتصفية رموز المعارضة جسديا وقمع نهضتهم على حساب كل الحرمات والمقدسات».


وأضاف: «الخلافة الراشدة انقلبت وانتهت بعد ثلاثين عاما فقط من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى انقلاب معاوية، وأن سقوط الخلافة على يد معاوية أمر بشري مرتبط بالتنفيذ لا بالإسلام من حيث هو دين».


وقال: «كنا خير أمة أخرجت للناس، فإذا بخير أمة يلي أمرها البيت الذي ظل يقاتل على الكفر نبي الله ورسالته حتى آخر وقت، وإذا بدفة الحكم في يد من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كمروان بن الحكم، ومن أباح دمه كابن أبي سرج، وأخيرا تربع على عرشها من لو وزن المسلمون آنذاك في ميزان الكفاءة والخلق والدين لكان أقلهم كيزيد بن معاوية، ولم تكن ممارسات هؤلاء وأشباههم إلا ثورة مضادة على الإسلام المحمدي».


وزعم الكاتب:«الجيل الأول ارتكب الكثير من الجرائم مثل قتل بعضهم وسبي المسلمات وهدم الكعبة وهتك حرمات الصحابيات واغتصابهن، وقتل وسبي أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته».


وادعى أن: «بيعة أبو بكر في السقيفة لا تتفق مع مبادئ الإسلام، لأنه تجاهل رأي الناس لأنهم رعاع وغوغاء، والاكتفاء برأي النخبة الثرية في حسم القضايا المصيرية، وعدم إعطاء كل تيار سياسي حقه في التعبير عن رأيه بحرية.. لم يكن اختيارا حرا ولا ديمقراطيا بتعبير عصرنا الحالي، كما أن أسلوب التعامل مع المعارضين والمخالفين في الرأي خلال هذه الأزمة السياسية لم يكن متسقا مع مبادئ الإسلام».


وزعم أن: «قتل سعد بن عبادة كان أمرا من عمر بن الخطاب، لأنه يمثل خطرا سياسيا، لأنه رفض بيعة أبو بكر الصديق، ثم استخف بعقول الناس فنسب قتله إلى الجن، رغم أن ذلك مخالفة شرعية لقوانين الإسلام، الذي لا يبيح قتل من اختلف في الرأي وعارض السلطة».


الهجوم على سياسة عثمان بن عفان

وقال الكاتب: «أدت سياسة عثمان بن عفان التي ارتكزت على محاباة بني أمية وسوء توزيع الثروة في الدولة ورفع أسوأ الناس على رقاب الصلحاء من عامة القوم وخاصتهم، وارتكاب المخالفات الشرعية، وتركيز السلطة في يد عائلته دون اعتبار للأهلية، إلى غضب الشعب، وتذمر كبار الصحابة حتى انتهى الأمر بقتله وسقوط الدولة الناشئة في دوامة صراع سياسي خطير، وأخذت الأخطاء التي بدأت قبل سنوات بدرجة واحدة تتسع على مر الأيام ويزداد انفراجها إلى أن وصلت الأمور إلى تحول معاكس للخط الذي تأسست عليه الدولة».


وتابع: «ولأن الثورة على نظام الحكم – أي نظام – حرام لا تجوز في اعتقاد مؤرخينا الذين نشأ أغلبهم وتربوا في ظل نظم غير شرعية، كان لابد من البحث عن تبرير خارج نطاق العقل والمنطق – كالعادة – لإقناعنا بأن ما أسقط الدولة وأشاع الفتنة إلا العناصر الخارجية، فهم لم يربطوا بين المسببات وأسبابها، ولم يرجعوا المعلومات إلى عللها، ولم يفتشوا عن أسباب ثورة الناس على عثمان لأن هذا المنهج – رغم علميته وإسلاميته- سيؤدي إلى تخطئة بعض الشخصيات التي يريدون من كل مسلم تقديسها واعتبار تصرفاتها مهما كانت جزءا من الدين، من أجل هذا اخترعوا شخصية خيالية لم توجد في التاريخ أصلا وسموها عبد الله بن سبأ أو ابن السوداء، وأطلقوا لخيالهم العنان، فتخيلوا أنه لابد أن يكون يهوديا، ثم نسبوا إليه كل الفساد، ووضعوا على رأسه مسئولية الثورة والتذمر وقتل الخليفة الراشد.. فتعيين الخليفة مجلس إدارة الدولة من أسوأ أقربائه ممن لعنهم أو نفاهم الرسول صلى الله عليه وسلم كمروان بن الحكم "ابن عمه" وعبد الله بن عامر "ابن خاله" وعبد الله بن سعد بن أبي سرح "أخيه من الرضاعة" الذي ارتد عدة مرات وحارب الدولة ومؤسسها حتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله يوم فتح مكة ولو وجد متعلقا بأستار الكعبة، فجعله عثمان واليه على شمال إفريقيا كله وأغدق أموال الدولة، والوليد بن عقبة "أخيه لأمه" الفاسق بنص القرآن والذي نزلت فيه آية "إن جاءكم فاسق بنبأ" وسعيد بن العاص وغيرهم، مع وجود الأخيار من الصحابة، كل ذلك وغيره لم يكن سببا كافيا لتذمر الناس.. ولابد من أن يكون الصحابة الذين ثاروا على فساد نظام الدولة أتباعا لهذا اليهودي، تماما كما تقول الأنظمة المعاصرة عمن ثار عليه، لأن الثورة على النظم الفاسدة حرام وفتنة وإراقة دم، وكما تقول التنظيمات الإسلامية عمن خالفها في الرأي هذا عميل وذلك ماسوني والثالث شيوعي».


اتهام معاوية بتصفية المعارضين جسديًا

وأضاف الكاتب: «قاد معاوية الثورة المضادة بمعنى الكلمة، فأسس جهازا لتشويه أهل الحق، وآخر لتصفية المعارضين جسديا، واخترع الأحاديث، ولفق التفاسير، وأنشأ الفرق الفكرية المتناحرة، ونشر بين المسلمين السكوت على الظلم والظالمين، بل وتأييدهم، وأن الأسلم لهم عند احتدام المعركة بين الحق وبالاضطرار إلى رءوس الجبال خشية الفتنة، وأرهب الآمنين من الناس، وصادر أموال المعارضين ظلما وعدوانا، وأغدق أموال الدولة على مؤيديه، وعطل العمل بالقوانين الإسلامية».


وتابع:«إن وصول معاوية إلى قيادة خير أمة لم يكن غير نتيجة طبيعية لأزمة القيادة التي ألقى الأمة والدولة في دوامتها نفر من كبار الجيل الأول لأسباب ليس من بينها مصلحة الدين والدولة، فظلت مخالفاتهم تتعاظم يوما بعد يوم حتى وجد المسلمون أنفسهم أسوأ حالا من غيرهم من الأمم، وتوارثوا هذه السياسات، يحكمون بها بعضهم ويحكمهم بها من اعتلاهم، لا فرق بين ماضينا وحاضرنا، فما نراه اليوم ليس إلا صورة عصرية لما مارسه السلف في غياب نظرية محددة واضحة المعالم في السياسة والحكم».


المعارضة الواعية والمسلمون

وزعم الكاتب: «هذه التصرفات التي ارتكبها كبار السلف حفرت بأظافرها في عقل الأمة الباطن، فإذا بمن علينا من حكام يقلدونها ويمارسون نفس الأسلوب، فأصبح الجو كله في عالمنا جوا إرهابيا لا يطاق فيه رأي مخالف، ولا يسمح فيه لصوت عقل، إن المعارضة الواعية لا يتحملها المسلمون سواء كانوا في السلطة أم خارجها، بحكم ما تغلغل في فكرنا، بعد أن أضفينا الشرعية على الممارسات غير الشرعية وقدسنا أصحابها قرونا طويلة، ولسنا على استعداد لأن نناقش موقف الإسلام الحقيقي منها، لأننا لو فعلنا ذلك اضطررنا إلى تخطئة أشخاص هم عندنا أقدس وأرفع منزلة من الحق والإسلام نفسه».


وتابع: «إذا اعتبرنا ممارسات السلف صحيحة وأنها كانت اجتهادًا ومن أجل إقامة الدين، فهذا يدفعنا إلى تقليد من نحب ونقتدي به، فإذا قامت في بقعة من ديارنا دولة شرعية وخرج عليها بعضنا وأراق دم المسلمين وأسقط نظام هذه الدولة فهو على حق لأنه اقتدى بمعاوية.. وإذا اعتلانا حاكم فاسق ظالم عن طريق شراء الأصوات وتزييف البيعات كما فعل معاوية لابنه يزيد فهو على صواب، ومن قام في وجهه وثار عليه ودفع دمه في سبيل الإصلاح أيضا على حق وصواب، لأن قدوة الأول وإمامه وهاديه يزيد، وقدوة الآخر وإمامه وهاديه هو الحسين.. وإن أعطى أحد حكامنا قيادة الدولة بعده لأحد أصدقائه دون أخذ رأي الشعب فله في السلف الصالح أسوة حسنة».


وزعم الكاتب، أن الأصل في مجتمعاتنا التجبر واضطهاد المخالفين وانتهاك الحرم في سبيل السلطة.


حملة التشويه الممنهجة ضد الدين الإسلامي

يقول الشيخ على عبد الباقي شحاتة الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامي، هذه الشبهات تدخل في إطار حملة التشويه الممنهجة ضد الدين الإسلامي، تنفيذا للمخطط الغربي الذي وضعه صامويل هنتنجتون الخاص بصدام الحضارات لضرب الدول الإسلامية وتقسيمها وتحويلها إلى «كانتونات»، كما يحدث الآن في العالم العربي والإسلامي، وتحويل الحركات الإسلامية الهدامة في التاريخ الإسلامي إلى حركات إصلاحية، والتشكيك في الثوابت الإسلامية، وهذا التشكيك له أكثر من منهج، منه الهجوم على الأئمة، والهجوم على الصحابة وتشويههم.


وأضاف «شحاتة»، أن الكثير من الأحداث وقعت من أجل تنقية المسلمين الجادين، ومعرفة المؤمن الحقيقي من المنافق، والمسلم من غير المسلم، والذي يحب الرسول من الذي لا يحبه، مشيرا إلى أن خلاف الصحابة كان من أجل اجتماع راية المسلمين تحت قيادة رجل واحد كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوحيد كلمة المسلمين، ولم شمل المسلمين تحت راية واحدة، وإنقاذ المجتمع الإسلامي من فتنة قد تعصف به، كما حذرهم الله تعالى فقال «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»، وبالتالي الهدف من استدعاء هذه الوقائع التاريخية الشاذة الآن هو تفريق وحدة المسلمين، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية لتفجير المجتمعات الإسلامية من الداخل.


افتراءات المستشرقين على الدعوة الإسلامية

ويقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، هذا الكلام إما أنه يعبر عن غلاة الشيعة، أو غلاة العلمانيين، وكلاهم لا يحملون ودا لصدر الأمة المسلمة، خاصة الصحابة الأخيار رضي الله عنهم، وهذه الافتراءات روج بعضها مستشرقون يتملكهم الحقد على الدعوة الإسلامية، وعلى ما كان من النصر الساحق للمسلمين على مملكتي الفرس والروم، لكن القرآن الكريم ذكى هؤلاء الصحابة، قال الله تعالى في سورة التوبة «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ»، وقال تعالى في سورة الفتح «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم من بعدي غرضا يرمى، فلو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد أو نصيفه ما بلغ مد أحدهم».


وأضاف كريمة، أنه لم تكن هناك معارضة داخل المجتمع المسلم في صدر الإسلام وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا تصور باطل، فالمجتمع المسلم كان يتكون من صحابة، وهم المهاجرون، ومعهم أل البيت رضي الله عنهم، ومن الأنصار، من مجموع الأوس والخزرج، وكانوا على قلب رجل واحد، وسيدنا أبو بكر لم يكن يسعى للخلافة، وكان يريد أن تذهب إلى سيدنا عمر بن الخطاب، أو أحد الصحابة من المهاجرين والأنصار، ولكن اهتمام أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كان بسبب، حدوث هزة في المجتمع المسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث كاد الأمر أن يتطور إلى نزاع قبلي طائفي، فذهبا إلى سقيفة بني ساعدة لإطفاء نيران الفتنة.


وتابع: لكن دارت الأحداث وانتهت بتولية سيدنا أبو بكر، رغم أنه كان يرفضها، وما كان طامحا للحكم، لكن الله أجرى الخير على يديه، فهذا الرجل مع وداعته ومع خدمته غير المسبوقة للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنفاقه على الدعوة الإسلامية، فقد تصدى لجبهات كادت أن تقضى على الدعوة الإسلامية، ومنها جبهة المتنبهين، وجبهة مانعي الزكاة، بالإضافة إلى جمعه للقرآن الكريم خوفا عليه من الضياع وتدوينه في صحف، رغم أن مدة خلافته الراشدة سنتان وبضعة أشهر.


حقيقة قتل سعد بن عبادة بأمر من «عمر»

وأضاف أستاذ الشريعة الإسلامية، أن المعارضة بدأت من عهد سيدنا عثمان بن عفان، وقادها سيدنا أبي ذر الغفاري، بعد أن وجد أن المجتمع في عهد سيدنا عثمان بدأ يميل للحياة الهانئة، على خلاف عهد سيدنا عمر وسيدنا أبي بكر، فنادى أن يكون المال لكل المسلمين وليس محصورا في طائفة، لكنه لم يخرج بالسلاح، وكل ما قيل عن المعارضة مزاعم وافتراءات لا أساس لها من الصحة.


وتابع: أما الادعاء بأن سيدنا عمر هو من أمر بقتل سعد بن عبادة، فهي فرية لا دليل عليها، وسيدنا عمر رجل يخشى الله في السر والعلن وكان زاهدا، ولا يمكن أن يتخيل أحد أن يقوم شخص مثل سيدنا عمر بعدله وزهده بقتل معارض، لكن سعد بن عبادة ذهب للقتال مع المسلمين في المعارك، وقد يكون قد قتل غيلة من قطاع طرق، مؤكدا أن عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية، وهو من اليمن، وهو الذي أوجد الفتنة في صفوف المسلمين، وهو من أسباب ظهور الشيعة، وهو الذي حرضهم على باقي المسلمين، وما زالت مدرسته موجودة.


وأضاف كريمة، أن القرآن علمنا، «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ، وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، وأن سيدنا معاوية كان أحد كتاب الوحي، وكان يلقب بخال المؤمنين، وفي عهده تم إنشاء الأسطول البحري المصري، وما حدث من أمور بينه وبين سيدنا على بن أبي طالب، نمسك عنها، ولا شأن لنا بها.


وتساءل أستاذ الشريعة الإسلامية مستنكرًا: «كيف نبرأ مما ذكرهم القرآن الكريم، وكيف لا ننتمى إلى جيل جاءت السنة النبوية عنه، وعن طريقهم عرفنا علوم الإسلام، كيف نبرأ من حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، كيف نبرأ من المفتي الخبير عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، كيف نبرأ من المحدث الخبير أبي هريرة رضى الله عنه، كيف نبرأ من الحكيم سلمان الفارسي، كيف نبرأ من عالم المواريث زيد ابن ثابت، كيف نبرأ من جامعي وحملة القرآن الكريم، كيف نبرأ من ثاني اثنين إذ هما في الغار، وهو سيدنا أبو بكر، والذي قال الله فيه «فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى»، كيف نبرأ مما وافقه القرآن في قضايا الحجاب والخمور والاستئذان، وهو سيدنا عمر بن الخطاب، كيف نبرأ مما كانت تستحي منه الملائكة، وهو سيدنا عثمان بن عفان، الذي أنفق على جيش العسرة، واشترى بئر روما ووسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، هل نبرأ من الشجاع العالم الفقيه، وهو الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه، نحن نبرأ من العلمانيين واليساريين وغلاة الشيعة وكل من يريد أن يتطاول على العمالقة الأفذاذ».


واختتم كريمة بالقول «الهيئة المصرية العامة للكتاب، يسيطر عليها التيار اليساري والعلماني، وفيها الغث والسمين، وهناك بعض الإصدارات التي تصدر عن الهيئة يندى لها الجبين، وهذا ليس إبداعا، لكنه هدم ومسخ نبرأ إلى الله منه».