رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس أخطر الصفقات بين السيسي وبوتين بعد زيارة الـ«72» ساعة

السيسي وبوتين - أرشيفية
السيسي وبوتين - أرشيفية


الرئيس أول مصرى وأجنبى يلقى خطابًا من «الدوما»

توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجى على أعلى المستويات بين البلدين


«بيومى»: الزيارة حلقة من سلسلة طويلة فى جهود إعادة العلاقات المصرية الروسية إلى وضعها السليم


قُوبلت الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا والتى استغرقت «3» أيام باهتمام غير مسبوق؛ نظرًا للملفات المهمة التى تمّت مناقشتها والمكاسب السياسية والاقتصادية التي حققتها مصر، والتى تكشف عن الأهمية الاستراتيجية للقاهرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما تؤكد نجاح الرئيس في إعادة الدولة إلى مكانتها الإقليمية والدولية.


كما كان قيام السيسي - كأول رئيس مصري وأجنبي - بإلقاء خطاب من فوق منصة مجلس الاتحاد الروسي في موسكو «الغرفة العليا للبرلمان»، دليلا على المكانة الكبيرة والصداقة المتينة التي تتمتع بها مصر والرئيس لدى الشعب الروسي.


وعقد السيسي، لقاءً فى منتجع «سوتشي» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ومن أهم المكاسب التي حققتها زيارة الرئيس لـ«موسكو» هى قيام «بوتين» بتوقيع اتفاق «الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي على أعلى المستويات مع مصر».


ويقول تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات عن زيارة الرئيس السيسى لروسيا إن العديد من المؤشرات تؤكد أن هذه القمة بين الرئيسين ستدشن مرحلة جديدة على طريق تطوير العلاقات بين البلدين، والتفاهم السياسى بين القيادتين.


ويقول التقرير، إن هذه القمة تُعقد وقد انقشع – أو كاد ينقشع تمامًا – غبار حادث سقوط طائرة الركاب الروسية، خاصـــة بعـــد أن عـــادت رحلات الطيران الروسى إلى القاهرة، بل إن من المنتظر أن تغلق هذه الزيارة ما بقى من تداعيات هذا الملف بالاتفاق على عودة رحلات الطيران السياحى الروسى إلى المنتجعات المصرية.


أما بقية ملفات العلاقات الثنائية فإن ما ينتظرها هو المزيد من التطور الإيجابى بعد أن وصل حجم التبادل التجارى إلى نحو 6.5 مليار دولار سنويًا؛ الأمر الذى يضع روسيا ضمن أكبر شركاء مصر التجاريين مثل الصين والإمارات العربية وإيطاليا والولايات المتحدة وإن كان ما يشغل مصر على هذا الجانب هو التخفيف من العجز فى الميزان التجارى بين البلدين، حيث لا يزيد نصيب الصادرات المصرية إلى روسيا من هذا الرقم الكبير عن 500 مليون دولار، وبقية الرقم يتعلق بالصادرات الروسية لمصر، وهو أمر يحتاج إلى مزيد من الجهد من جانب المصدرين المصريين ومزيد من التسهيلات من الجانب الروسى لدخول المنتجات المصرية وتذليل العقبات فى هذا المجال وفي مقدمتها صعوبات النقل والمسافات.


وعلى الصعيد الثنائى أيضًا، فقد اقترب مرور عام كامل على توقيع اتفاقية إنشاء مشروع إنتاج الطاقة النووية فى مصر فى منطقة الضبعة.

على الصعيد الثنائى، فإن مصر تتعجل إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.


أما على الصعيد الإقليمى، فإن لقاء الرئيسين السيسى وبوتين يتضمن تباحث الطرفين بشأن القضايا الإقليمية خاصة فى سوريا وليبيا واليمن، ومن المؤكد أن أى توافق بين البلدين سيكون عنصرًا مؤثرًا بشأن قضايا منطقة الشرق الأوسط بعد ما أثبتت الأحداث فى الفترة الأخيرة أهمية دور كل من مصر وروسيا الحيوى فى معادلات المنطقة، كما أثبتت التقارب الكبير فى وجهات النظر بين البلدين وموقفيهما إزاء معظم قضايا المنطقة.


كما شملت هذه الزيارة مناقشة التعاون العسكري التقني بين موسكو والقاهرة بشكل كبير في المجالات العسكرية، حيث شاركت القوات المصرية في الفترة الأخيرة في الألعاب العسكرية الدولية "آرميا – 2018"، وحقق خلالها الجيش المصري مراكز متقدمة، ومن المقرر أن تشارك القوات الروسية في مناورات عسكرية في مصر في الفترة من 13 إلى 26 أكتوبر بين «قوات المظليين» في كلا البلدين.


ويقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه الزيارة هامة جدا، لاسيما وأنها تعد الزيارة الأولى للرئيس السيسي لروسيا في ولايته الثانية، وبعد التوقيع على إنشاء محطة نووية مصرية في الضبعة بمساعدة روسيا، وبالتالي هي تمثل نقلة نوعية في العلاقات المصرية الروسية.


وأشار إلى أن أهميتها تنبع من أهمية الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، وعلى رأسها اتفاقية الشراكة المصرية الروسية في جميع المجالات، والكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في مجلس الدوما كأول رئيس مصري وأجنبي يؤكد أن هذه العلاقة بين البلدين تشهد نقلة نوعية.


من ناحيته، يقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه الزيارة هي حلقة في سلسلة طويلة في جهود إعادة العلاقات المصرية الروسية إلى وضعها السليم.


وأضاف «بيومي»، أن الروس يقومون الآن بعمل أكبر محطة كهرباء نووية في مصر، بعد أن قاموا بعمل أكبر سد مائي في العالم وهو السد العالي، كما أنهم سيدخلون في مشروعات في قناة السويس، وفي تطوير السكك الحديدية، وهذا يؤكد متانة العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر تتطلع إلى عودة السوق الروسية لاستيعاب أكبر كمية من المنتجات المصرية، وبالتالي هناك مصالح لمصر كانت موجودة مع روسيا، ومصر تسعى لاستعادتها.


ولفت إلى أن الجديد في هذه الزيارة، هو السماح للرئيس عبد الفتاح السيسي بالحديث من مجلس الدوما الروسي كأول رئيس مصري وأجنبي يقوم بذلك، وهذا تكريم كبير وعلامة تقدير كبيرة لمصر وللرئيس السيسي، كما أن قرار الرئيس بوتين بالتوقيع على اتفاقية المشاركة الشاملة والاستراتيجية مع مصر، يفتح السوق الروسية على مصراعيه أمام مصر، ويفتح السوق المصرية أمام روسيا.


وأكد أن هذه الزيارة تؤرخ لحقبة جديدة من العلاقات المصرية الروسية، مشيرا إلى أن مصر تحاول من خلال هذه الزيارة تنويع مصادر السلاح حتى لا تكون خاضعة لأي طرف، منوها إلى أن تطوير العلاقات مع روسيا لا يعني شيئا بالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستؤدي إلى المزيد من التحسن في الوضع الاقتصادي بمصر.