رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الصين تنجو من قائمة الولايات المتحدة لـ«المتلاعبين بالعملة»

الصين تنجو من قائمة
الصين تنجو من قائمة «المتلاعبين بالعملة»

برأت الولايات المتحدة ساحة الصين من "التلاعب في العملة"، في تقرير وزارة الخزانة الأخير إلى الكونجرس، وذلك على عكس ما تنبأت به تقارير بكين من احتمال تصنيف الصين كمتلاعب بالعملة.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في تقريرها السنوي، بشأن السياسات الاقتصادية وأسعار النقد الأجنبي، عدم وجود أي شريك تجاري رئيسي للولايات المتحدة تلاعب بالعملة خلال الأرباع الأربعة الماضية المنتهية في يونيو العام الجاري.

وجاء التقرير معاكسا لتوقعات واسعة رجحت احتمالية إدراج الصين كمتلاعب بالعملة، وخاصة مع اشتداد الخلافات التجارية بين البلدين، في الفترة الأخيرة، وتلميح عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى ذلك.

ومهدت تقارير إعلامية أمريكية لهذا الاحتمال، حيث ذكر تقرير لشبكة CNBC، مؤخرا، أن مسئولا كبيرا في وزارة الخزانة الأمريكية، قال إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء ضعف العملة الصينية وسوف تفصّل تلك المخاوف في تقرير حول النقد الأجنبية؛ مما أدى إلى تكهنات سوقية بأن الولايات المتحدة قد تصف الصين كمتلاعب بالعملة، وهو شيء غالبا تهدد به منذ أوائل التسعينيات.

وقال تقرير وزارة الخزانة، إن الصين لم تستوف معايير التلاعب بالعملة، واكتفى بوضع الصين وألمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وسويسرا في "قائمة المراقبة"، ما يعني أن سياسات النقد الأجنبي لتلك الدول تخضع لمراقبة وثيقة.

وتسمية شريك تجاري كمتلاعب بالعملة يحتاج إلى ثلاثة معايير: فائض تجاري بحد أدنى 20 مليار دولار أمريكي مع الولايات المتحدة، وفائض في الحساب الجاري يتجاوز 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد، و"تدخل مستمر من جانب واحد" في سوق الصرف الأجنبي، وفقا لوكالة بلومبرغ.

ولم تستوف الصين سوى معيار واحد، وهو فائض تجاري قياسي بلغ 225.8 مليار دولار مع الولايات المتحدة في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري. 

وأكدت وزارة الخزانة، أنها تعلق "أهمية كبيرة" على التزام الصين بتعهداتها بالامتناع عن الخفض التنافسي لقيمة العملة، معربة عن قلقها إزاء انخفاض قيمة الرنمينبي الصيني. 

وأضافت أن "الصين يمكن أن تسعى إلى مزيد من الإصلاحات الاقتصادية القائمة على السوق والتي من شأنها أن تعزز الثقة في الرنمينبي".

وكان يي قانغ، محافظ بنك الشعب الصيني، البنك المركزي، قال الأسبوع الماضي إن" الصين ستواصل السماح للسوق بلعب دور حاسم في تحديد سعر صرف اليوان. لن ننخرط في خفض تنافسي للعملة ولن نستخدم سعر الصرف كأداة للتعامل مع الاحتكاك التجاري".

وفي مؤتمر صحفي قال لو كانغ ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الصين لا تنوي استخدام تخفيض قيمة اليوان لتعزيز الصادرات أو معالجة أي نزاعات اقتصادية أخرى. 

وحذر محللون صينيون في وقت سابق من خطورة تصنيف الصين كمتلاعب بالعملة وأشاروا إلى أن هذه الخطوة ستضغط بشكل كبير على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.

وقال أحد المحللين الصينيين إن تسمية الصين كمتلاعب بالعملة قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم ويؤثر على الأسواق العالمية.

واعتقد ماركوس رودلاور، نائب مدير إدارة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق النقد الدولي، أن سعر صرف الرنمينبي "يتفق بشكل واسع" مع الأساسيات الاقتصادية للصين، بحسب ما ذكر لوكالة بلومبرغ.

وقال خبراء اقتصاديون، إنه من غير المستغرب أن تنخفض قيمة العملات الأخرى أمام الدولار الأمريكي في ضوء تدخل الولايات المتحدة في التحفيز المالي وتشديد سياستها النقدية.

أما جاسون فورمان، الأستاذ بمدرسة هارفارد كينيدي والرئيس السابق لمجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين، فقال إن" التوسعات والتقلصات المالية تقوي العملات"، مشيرا إلى أن العملة الأمريكية زادت أكثر من 7 بالمئة في المتوسط مقارنة بعملات الشركاء التجاريين منذ إبريل.

وأضاف "فورمان": "لا توجد مؤشرات مباشرة على مثل هذا التلاعب. السياسة الأمريكية والأساسيات الاقتصادية المتغيرة أضعفت الرنمينبي أمام الدولار".

من جانبه، أكد محافظ البنك المركزي الصيني، أن الصين ستواصل دفع الإصلاحات القائمة على السوق في سعر الفائدة ونظم الصرف وستحافظ على سعر صرف متوازن للرنمينبي.