رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«3» شخصيات أصيبت بـ«المرض البطال» وأبكت المصريين

طبيب ومريض - أرشيفية
طبيب ومريض - أرشيفية


لم تقتصر شهرة مرضى السرطان بسبب إصابة الفنانين والشخصيات العامة به؛ بل امتدت لتشمل أشخاصًا عاديين استطاعوا ضرب نموذج في قوة الإرادة، لتتحول تجاربهم مع المرض وقصة كفاحهم إلى اهتمام عام يحصد آلاف المتابعين من رواد «السوشيال ميديا»، الذين أبكتهم قصص مرضى مازالوا يقاومون، أو غيرهم فاضت روحهم إلى بارئها.


من جانبها، ترصد «النبأ» أهم تلك الشخصيات التي تعد قصصهم الأشهر على مواقع «السوشيال ميديا».


زين يحارب السرطان بالابتسامة

يعد الطفل ذو العشر أعوام «زين يوسف» من أشهر الأطفال المرضى بالسرطان في مصر، بسبب حالته النادرة التي صنفت بأنها من أسوأ الأنواع، وهو سرطان الخلايا الجذعية من الدرجة الرابعة، وذلك منذ أن كان في الثالثة من عمره.


كان إعلان "التحدي هو زين" الذي تم عرضه في رمضان قبل الماضي هو بطاقة التعارف مع جمهور السوشيال ميديا بقصة مرضه، الذين أثارهم الفضول، لمعرفة هوية ذلك الطفل، لأن الإعلان لم يكشف أى تفاصيل تخص "زين"، تاركين الأمر للجمهور من أجل تخمينه، حتى تم الإفصاح عن طبيعة مرضه وقصته، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك".


وأصبح «زين» بعد فترة قصيرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، رمزًا للطفل المقاتل الذي يحارب المرض بابتسامته المشرقة التى لا تغيب عن وجهه، ورغم معاناته مع «الكيماوى» والعمليات والعلاج بالإشعاع والتجارب السريرية، كان يحرص على استكمال دراسته وممارسة هواية لعبة «التايكوندو» التي حصل منها على «الحزام الأسود».


ويستعد زين، لإجراء عملية جراحية بعد اكتشاف ورم جديد فى الكلية اليمين، رغم تعافيه من المرض المزمن الفترة الماضية.


وناشدت أسرة زين عبر الصفحة الخاصة به على فيسبوك، المتابعين بالدعاء له، مشيرة إلى أنه تعافى مرتين من سرطان الدرجة الرابعة منذ ثلاث سنوات، وفي التحاليل الأخيرة تم اكتشاف ورم سرطاني جديد في الكلية اليمين، من آثار الكيماوى والإشعاع.


وتابعت: لا نعلم إن كانت العملية كافية أم سيحتاج بعدها لعلاج للقضاء على السرطان، لافتة إلى أن احتمالية استئصال الكلية كبير لكن أملنا في الله يقدر الدكاترة على إمكانية استئصال جزء وليس الكل.


وختمت: «كل يوم هدية من ربنا ونيتنا أن زين يستمتع بطفولته على قد ما نقدر، أملنا أن النقاهة تبقى سريعة عشان يرجع مدرسته بسرعة، ويمارس حياته بعد كل اللي مر بيه الخمس سنين اللى فاتوا ربنا يستجيب لدعائنا جميعا، التحدى هو زين».


بطل الملاكمة يخسر في معركته مع المرض

لم يكن يعلم، بطل الملاكمة أحمد شبل، أن معركته ستكون من نوع من آخر، وأن حلمه بتصدر المركز الأول في الجمهورية، سيسدل عليه الستار بنهاية صادمة تعلن موت البطل.


سرد «شبل» في تدوينة له على «فيس بوك» تفاصيل رحلته مع مرض «سرطان الدم» بداية من اكتشافه في ديسمبر 2014 رغم تعمد الأطباء إخفاء حقيقته عنه، وحتى مراحل علاجه بالكيماوي وعودة المرض، بصورة أشد ضراوة عن المرة الأولى، ليختمه بجملة: «لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»، متيأسش وكمل للأخر «متقفش» في نص الطريق.


وظل «شبل» في تدويناته التي كان يكتبها عبر صفحته الشخصية التي عنونها بـ«محارب السرطان» تبث الأمل في نفوس متابعيه ويدعوهم للتفاؤل، ويبعث برسائل إيجابية إلى مرضى السرطان.


وفي صباح يوم الأحد، 24 يوليو 2017،  استيقظ رواد مواقع التواصل على خبر وقع على آذانهم كالصاعقة، يعلن عن هزيمة بطل الملاكمة في صراعه مع السرطان، بعدما فاضت روحه إلى بارئها عن عمر يناهز الـ25 عامًا.


ومازال أصدقاء أحمد ومتابعوه، يحيون ذكراه على صفحته الشخصية التي كتب عليها شبل قبل وفاته بفترة بسيطة، «هغيب فترة بسبب تعبي ياريت تدوني المساحة والعذر وادعولي بالغيب فقط مش هقدر أتواصل مع حد الفتره دي».


المليونير الاسترالي  تخلى عن أمواله للفقراء

على بنات، ذلك المليونير الاسترالي، الذي امتدت شعبيته بسبب تجربته الملهمة مع مرض السرطان لتشمل العالم أجمع، وأصبح رغم رحيله حديث وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الأجنبية، بعد أن تبرع بكل أمواله وممتلكاته لصالح الأعمال الخيرية.


بدأت رحلة «بنات» مع المرض التي استمرت لـ3 سنوات، في عام 2015، عندما أخبره الأطباء آنذاك بأن حياته قصيرة ولم يعد أمامه سوى بضعة أشهر، ويموت، ليشكل هذا المرض، نقطة تحول في حياته، تاركا ملذات الحياة، لخوض رحلة جديدة حاملًا  شعلة عطاء في دعم الفقراء عبر العالم.


إذ باع أعماله التجارية الضخمة، وبدأ في مشروعه الخيري، وشيد مسجدًا وأنشأ مشروعًا يحمل اسم «المسلمون حول العالم» مزودًا بموقع إلكتروني تحت اسم (GoFundMe page)، يضم إنشاء العديد من المشاريع الخيرية من بناء قرية تؤوي مئتي أرملة ومركز طبي صغير وسلسة أعمال بهدف دعم المجتمعات المحلية.


وتمكن هذا المشروع في وقت قياسي لا يتعدى الـ3 سنوات من جمع ما لا يقل عن 797 ألف دولار، ومازالت التبرعات حتى بعد وفاته تتدفق على هذا المشروع الإنساني، الذي يهدف إلى تغيير حياة الفقراء إلى الأفضل والتقليص من حجم معاناتهم.


وفي مقطع فيديو له، تم تسجيله قبل وفاته بفترة قصيرة ونشره في موقع "يوتيوب"، قال إن المرض كان هدية، لأن الله أعطاني فرصة لأتغير".


وأضاف: «عندما تكتشف أنك مريض وليس لديك وقتا لتعيشه. فهذا آخر شيء تريد أن تطارده، وهو أننا لابد أن نعيش حياتنا في كل يوم».


ورحل على بنات في 29 مايو 2018، ومازالت التبرعات حتى بعد وفاته تتدفق على مشروعه الإنساني الضخم، وقد غير حياة ملايين الفقراء إلى الأفضل، ومازال متابعوه حول العالم يتشاركون منشوراته ويعتبرونه نموذجا مشرفًا للمسلمين حول العالم.