رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكايات «المشاهير» مع «السرطان» من أسماء الأسد لـ«هيكل»

هيكل - أرشيفية
هيكل - أرشيفية


على مدار السنوات الماضية، أصبح مرض السرطان «كابوس العصر»، الذي يفتك بالأجساد، ولم ينج السياسيون والشخصيات العامة رغم اهتمامهم بصحتهم وحرصهم على الكشف الدوري على أجسادهم من هذا المرض «اللعين»، الذي أودى بحياة بعضهم، في حين هزمه البعض الآخر.

وتعد أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، أحدث الشخصيات العامة التي أصابها هذا المرض الخبيث، وبدأت رحلتها للعلاج منه، ولم تتعاف حتى الآن من سرطان الثدي الذي اكتشفت وجوده قبل شهرين، وهو ذات الوقت الذي توفي فيه. على الجانب الآخر من العالم، السيناتور الأمريكي والسياسي البارز جون ماكين؛ بعد إصابته بسرطان، وقراره التوقف عن تناول جرعات الكيماوي التي استمر عليها نحو عامين، ليتوفى عن عمر ناهز 81 عاما.

وكان لأجساد المصريين والمشاهير في السياسة والحياة العامة نصيب من فتك هذا المرض اللعين، الذي أودى بحياة بعضهم ونجا منه القليل.

ويعد من أوائل الحالات التي أُعلن عن إصابتها بالسرطان، على غير المعتاد في الأنظمة العربية التي تخفي إصابة الوزراء والمسئولين بالأمراض، هو قائد حرب أكتوبر 1973، وزير الدفاع وقتها المشير أحمد إسماعيل، الذي توفي بعد عام واحد من النصر في نهاية 1974 بسبب السرطان.

وأُصيب «إسماعيل» بسرطان الرئة، وفارق الحياة بعد صراع مع المرض امتد لعدة أشهر ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن، بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا.

وبذات المرض الخبيث توفي أيضا أحد أبطال نصر أكتوبر، وقائد مدفعية الجيش الثاني في الحرب ووزير الدفاع منذ نهاية عهد السادات حتى عام 1989، المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، مساء يوم السبت 6 سبتمبر 2008 في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة عن عمر ناهز 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة.

وخلال الأعوام الماضية أودى السرطان بحياة عدد من الشخصيات العامة والسياسيين كان من بينهم محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، داخل مستشفى قصر العيني بعد صراع مع مرض السرطان، إذ تدهورت حالته الصحية داخل سجن طره، الذي كان محبوسا فيه على ذمة عدة قضايا أبرزها القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مكتب الإرشاد».

وأُصيب «عاكف» داخل السجن بسرطان البنكرياس، وتم نقله للمستشفى بعد فترات من ظهور آثار المرض على وجهه وجسده داخل السجن، وتوفي بسبب هذا المرض في سبتمبر 2017 عن عمر ناهز 89 عاما.

وقبل هذا التاريخ بنحو عام ونصف العام توفي اللواء سامح سيف اليزل، مؤسس ائتلاف «دعم مصر»، في  إبريل 2016، بسبب إصابته بسرطان الدم الذي هاجمه فجأة وتسبب في تغيير ملامح وجهه وسقوط شعره.

وبدأ «اليزل» رحلة علاجية قصيرة في أمريكا لم تفلح في تخفيف آلامه، حتى توفي متأثرا بمرض السرطان بعد عودته من السفر.

وفي منتصف 2017، ظهر المهندس شريف إسماعيل، _رئيس الوزراء حينها_ بشكل مختلف عن هيئته المعروفة؛ فقد تساقط شعر رأسه وشاربه، بالرغم من أنه كان يتمتع بشعر جيد وشارب كثيف، وتداول النشطاء أنباءً عن إصابته بمرض السرطان وأن هذه الهيئة نتيجة خضوعه للعلاج بالكيماوي، وبعد انتشار خبر المرض، خرج مجلس الوزراء في بيان رسمي ونفى صحة تلك الأنباء مؤكدا أنه لا يعاني من أية أمراض.

وفي نهاية  نوفمبر 2017 كشف مجلس الوزراء عن سفر «إسماعيل» في رحلة علاجية إلى ألمانيا استمرت لأسابيع، وذلك بعد أن اشتكى من مرض في الجهاز الهضمي دون تحديد طبيعة ذلك المرض، وهو ما تجنب إسماعيل الحديث عنه بعد العودة من رحلته العلاجية.

وبعد 4 أشهر من عودته جرى إعفاؤه من منصبه، وسواء أكان مرض رئيس الوزراء السابق هو السرطان أو غيره إلا أنه تمكن من مواجهته والتغلب عليه.

وتعد النائبة أنيسة حسونة، عضو البرلمان، والمدير التنفيذى السابق لمؤسسة مجدى يعقوب، أبرز الذين أصيبوا بمرض السرطان وتمكنوا من الانتصار عليه، وسجلت رحلتها مع المرض اللعين في كتاب بعنوان «دون سابق إنذار».

بدأت «حسونة» رحلتها مع المرض نهاية 2016 حينما أخبرها طبيبها بإصابتها بمرض السرطان، وأن عليها ترتيب أمورها، وبعدها قررت السفر للعلاج في بريطانيا، وأخبرها الأخصائي المعالج لها أنها في مرحلة متأخرة من المرض، وأيامها في الحياة معدودة؛ إلا أنها صممّت على محاربة السرطان بأخذ الأدوية اللازمة والجرعات العلاجية، حتى شُفيت تمامًا من هذا المرض الخبيث.

وعادت النائبة لممارسة حياتها الطبيعية بكفاءة بعد فترة علاج استمرت بضعة أشهر، وقالت إنها تخلصت بشكل كامل من الخلايا السرطانية التي أصابت جسدها.

وكان من بين الذين تمكنوا من مواجهة السرطان رغم إصابته به مرات عديدة، الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي أُصيب بالسرطان 3 مرات، أولها في منتصف التسعينات، ثم أواخرها، ثم في عام 2004، ورغم ذلك لم يستسلم للمرض نهائيا وواجهه في المرات الثلاث وانتصر عليه.

وفي يوم الأربعاء الموافق 17 فبراير 2016، وبعد سنوات من شفائه من السرطان توفي «هيكل» عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع قصير مع مرض الفشل الكلوي استمر ثلاثة أسابيع.