رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تصريحات هامة لـ«شوقي علام» خلال مؤتمر «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق»

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

بدأت فعاليات المؤتمر العالمى الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذى تستمر أعماله على مدار 3 أيام من 16 وحتى 18 أكتوبر الجاري، تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، وهو المؤتمر الذى تقود مصر من خلاله قاطرة تجديد الفتوى في العالم الإسلامى بحضور أكثر من 73 وفدًا من مختلف دول العالم.

وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس المؤتمر، في كلمته بالجلسة الافتتاحية: « يأتي اجتماعنا في هذا المؤتمر العالمي استمرارا واستكمالا لجهود سالفة مباركة، شاركتم فيها جميعًا بالفكر والوقت والجهد والبحث، وقد أثمرت هذه الجهودُ عن برامجَ عمل على أرض الواقع، ومشروعات ومبادرات لتنظيم وضبط عملية الفتوى، وبرامجَ تدريب بلغات مختلفة لتدريب العلماء والمتصدرين للفتوى، حتى يكونوا قادرين على مواجهة تحديات العصر، واستيعاب ثقافاته المتعددة، ومواجهة ما يهدد الأمنَ والسلمَ العالميَ من أفكار متطرفة لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة، تلك الأفكار التي شوهت صورة الإسلام الحنيف، الذي جعله الله دين أمن وسلام، ومحبة وتعايش، والذي قامت على مبادئه السمحة حضارة العمران، وتعاليم التسامح والتعايش، وقوافل نشرِ العلم والوعي، وعمارةُ الكون، وإيصالُ الخير للبشرية جمعاء، بلا تمييز بلون أو جنس أو عقيدة أو مذهب».

وأضاف أن مؤتمر هذا العام يأتي في ظرف غاية في الأهمية والخطورة، حيث مازال تهديد جماعات الظلام الإرهابية يلقي بظلاله على العالم بأسره، وإنَّ من الأهمية بمكان حتى نقضي على هذه الأفكار الشاذة، أن نتكاتف جميعا على محاربة الإرهاب الأسود وتجفيف منابعه ومواجهته بكافة الوسائل المشروعة، وفي مقدمة هذه الوسائل مشروعاتُ التجديد وتصحيحِ المفاهيم التي تقوم بها المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

وأشار فضيلة المفتي إلى أنه لم يخرج عن المنهج السليم للإفتاء إلا جماعات آمنت بأفكار شاذة مغلوطة، وتغولت على التراث دون امتلاك وإحكام لمفاتيحِ العلوم، وقواعدِ الفهم الصحيح والمنهج السديد، وأعرضت هذه الجماعات بالكلية عن التلقي عن أهل العلم الثقات من العلماء العاملين، الذي نقلوا العلم بالإسناد المتصل إلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فضلا عن جهل هذه الجماعات الشديد بالواقع الذي نعيش فيه وإهمال إدراكه إدراكا صحيحا، وفهم التغيرات التي تطرأ على المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري.

وأوضح «علام» أن عنوان هذا المؤتمر «التجديد في الفتوى بين النظرية والتَّطبيق» وهو عنوان في غاية الدقة وبلوغ الغاية فيما نحتاج إليه في هذا التوقيت، فالتجديد معلم أساس من معالم هذا الدين، ومقصد أصيل من مقاصده، وثمرة عظيمة للاجتهاد، فالاجتهاد والتجديد أمران متلازمان، وأول من دعانا إلى التجديد هو رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها).

وأكد المفتي على ضرورة ضبط عملية الفتوى، واطلاق برامجَ تدريب بلغات مختلفة لتدريب العلماء والمتصدرين للفتوي، حتى يكونوا قادرين على مواجهة تحديات العصر، واستيعاب ثقافاته المتعددة، ومواجهة ما يهدد الأمنَ والسلمَ العالميَ من أفكار متطرفة لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة.

وشدد، خلال كلمته، على ضرورة إدراك وفهم التغيرات التي تطرأ على المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري والتي تستوجب معها تجديدا يتواكب مع مناحى الحياة حيث تضبط الفتوى إشكاليات كثيرة فيها.

وأوضح فضيلته ضرورة وضع رؤية نظرية صحيحة تشتمل على تعريف دقيق وواضح لماهية التجديد، ومجالاته وسبله ووسائله وغاياته التي نتغياها منه.

وطالب مفتي الجمهورية جميع المؤسسات بتوحيد الصف وضرورة التكاتف لمحاربة الإرهاب الأسود وتجفيف منابعه ومواجهته بكافة الوسائل المشروعة، وفي مقدمة هذه الوسائل مشروعاتُ التجديد وتصحيحِ المفاهيم التي تقوم بها المؤسسات الدينية وفي مقدمتها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.