رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«شركة أمن» تنصب على العمال فى مشروع «الطاقة الشمسية» بأسوان

النبأ

تصاعدت أزمة «خطيرة» بين صفوف العمال بأكبر مشروع للطاقة الشمسية بـ«منطقة بنبان» فى مدينة أسوان، على خلفية اكتشافهم وجود «تلاعب» بالأجور فى عقود العمل المبرمة مع شركات الأمن والحراسة بالمشروع، وعدم إعطائهم مستحقاتهم المالية كاملة، ما دفعهم للتهديد باللجوء للقضاء؛ بحثًا عن حقوقهم «المنهوبة».

وحصلت «النبأ» على مستند خطير يكشف «بلاوى» عن وجود عقود عمل مبرمة بين العمال وشركات الأمن والحراسة بالمشروع، متفاوتة تمامًا فى الأجور التى يحصل عليها العمال من الشركة.

وتعد «شركة الثريا» ضمن أهم الشركات المسئولة عن الخدمات الأمنية وحراسة المنشآت بالمشروع، ولها دور ناجح وإيجابي فى توفير فرص العمل من أبناء المحافظة، إلا أن أزمة التلاعب فى الرواتب المالية وتزوير العقود أطلت برأسها بين الطرفين.

وكانت شركة "الثريا" للخدمات الأمنية وحراسة المنشآت بمشروع الطاقة الشمسية أبرمت عقد عمل لمشرف أمن يدعى "صالح، ع، ي" بتاريخ 16 أبريل الماضى، للتعيين بقيمة مالية قدرها 4 آلاف و500 جنيه، بينما الواقع يقول إن مشرف الأمن لا يتقاضى أجرًا سوى 2500 جنيه، وذلك نظير 12 ساعة متواصلة لتأمين المشروع، كما تم حرمانه من الحصول على بدل الوجبات التغذية والمواصلات.

ولم تكن هذه الواقعة هى الوحيدة داخل الشركة لكن يبدو أنها نهج يحتاج للتصويب، والدليل على ذلك أن الأمر تكرر مع مراقب أمن يدعى "عبدالرحمن، ع، م" بتاريخ 26 أبريل الماضى، حيث فوجئ أن راتبه بالعقد يصل لـ 3500 جنيه بينما يتقاضى فعليًا 2000 جنيه، مقابل 12 ساعة مجردة من بدل الوجبات أو مواصلات.

وقال العمال المتضررون، إن الأكثرية من العمالة بمشروع الطاقة الشمسية تسير بـ«البركة» لا تعرف حقوقها، ولا توجد حملات توعية من الأساس بطبيعة العمل، بينما فى سير العمل اليومى يتم توقيع عقوبات وغرامات عليهم بصورة مستمرة دون الكشف عن الأسباب التى تعود للوائح القانونية المنظمة للعمل، قائلين: «الشغل ماشى بالمدد ومفيش رقابة».

وأوضح العمال خلال حديثهم لـ«النبأ» أن الأزمة بدأت مع الشركة بمشروع الطاقة الشمسية ببنبان بعد اكتشافهم وجود عقود مخفية ومغايرة تمامًا للعقود التى وقعوا عليها متواجدة بالمقر الرئيسى للشركة الواقعة بالقاهرة، فضلًا عن وجود إمضاءات وتوقيعات بأسمائهم «مزورة» ولا تمت لهم بأى صلة، مضيفين بعد حصولهم على نسخ من العقود الأصلية، وتم الإخطار للشركة بضرورة الالتزام بالقيمة الحقيقية للعقود وفقًا لتعليمات البنك الدولى، قائلين "الفلوس بتاعت العمالة دى كلها بتروح فى جيب مين؟"

وأكد العمال أنه أثناء وجود زيارة لوفد من البنك الدولى للوقوف على مجرى تطورات المشروع، والوقوف على مطالب العمال، حاولوا إبلاغ الأمر لمسئولى البنك الدولى، لكن مسئولى الشركة رفضوا تصعيد الأمر، ووعدونا بعروض مغرية بانتهاء الزيارة فى مضاعفة الرواتب وبدل الإجازات، لكن الطامة الكبرى فوجئنا بصدور قرارات فصل تعسفية دون وجود مخالفات جوهرية.

وقال مصدر مسئول بالقوى العاملة بأسوان، إن الشكاوى المقدمة من العمالة داخل الشركة سالفة الذكر، لم يبت الأمر فيها بصفة ودية أو حلها، لعدم التزام مسئولى الشركة فى الحضور لمكتب القوى العاملة لإنهاء الأزمة، وبالتالي تم إحالة الشكاوى للقضاء للبت عليها طبقًا للقانون، مؤكدًا أن القوى العاملة تفحص جميع الشكاوى وتقوم على حلها مع الأطراف المتنازعة دون تقصير
أو إقصاء لأى حقوق.

ويعد مشروع الطاقة الشمسية فى أسوان نواة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية فى مصر من الشمس، ودعم الشبكة القومية كأحد أهم أهداف المشروع، وتم اختيار موقع المشروع بمنطقة بنبان بمحافظة أسوان، بناءً على دراسات وتقارير وكالة ناسا الفضائية وبعض المؤسسات العلمية العالمية التى أكدت أن موقع المشروع واحد من أكثر المناطق سطوعًا للشمس فى العالم، ويضم الموقع 40 محطة شمسية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء، وتبلغ قدرة كل محطة 50 ميجا وات، وإجمالى الطاقة الناتجة من الشمس تعادل 90% من إنتاج السد العالى للطاقة الكهربائية، وسيتم إنشاء المحطات من النوع المعزولة بالغاز «GIS» بالكامل لأول مرة فى مصر.

تدعم المحطات الجديدة التوجه نحو الاستفادة من الطاقة المتجددة النظيفة، ويعد أكبر تجمع لمحطات طاقة شمسية بنظام الـ«خلايا الفولطية» بدون تخزين على مستوى العالم.

بدأ العمل فى مشروع الطاقة الشمسية عام 2015، وفقًا للقرار الجمهورى رقم 274 لسنة 2014، وتبلغ تكلفة المشروع الاستثمارية نحو 40 مليار جنيه مصرى.