رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حسام الخولى.. «حريف» يُراوغ «بارونات» الثروة والسلطة فى «مستقبل وطن» (بروفايل)

المهندس حسام الخولى
المهندس حسام الخولى - أرشيفية


أعادت الأزمة الخاصة بفصل النائب الدكتور محمد فؤاد من حزب «الوفد»، الحديث مجددًا عن المهندس حسام الخولى الذي استقال من «بيت الأمة» في 21 مايو الماضي، ثم أُعلن رسميًا عن تنصيبه أمينًا عامًا لـ«مستقبل وطن» بعد إعلان التشكيلة الجديدة للحزب في «22» مايو الماضي، عقب الاندماج مع حملة «كلنا معاك من أجل مصر» أكبر الحملات الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، بعد حديث لقيادى وفدى زعم فيه أن «الخولى» يُريد استخدام «فؤاد» فى معاركه القادمة داخل «مستقبل وطن».


«الخولى».. خروج «صادم» من «بيت الأمة»

«الخولى» شكّل خروجه من «بيت الأمة» صدمة لأعداد كبيرة من «الوفديين» الذين يرون المنافس السابق للمستشار بهاء أبو شقة على رئاسة الحزب، واحدًا من الذين تربوا داخل «بيت الأمة» أكبر الأحزاب الليبرالية المصرية، فضلًا عن اعتقادهم بعدم قدرته على «الاندماج» في أي كيان سياسي آخر مثل «مستقبل وطن» برئاسة أشرف رشاد.


يبدو حديث «الوفديين» مقبولًا ومقنعًا؛ فـ«الخولى» قضى في حزب «الوفد» 34 عامًا، تدرج خلالها في المناصب الداخلية؛ حيث كان رئيسًا لشباب الحزب في الغربية، ثم سكرتيرًا للهيئة الوفدية، ورئيسًا لـ«شباب الوفد»، ثم عضوًا في الهيئة العليا، ونائبًا للرئيس، تدرجًا جعل منه قيادة حزبية وفدية «متمرسة».


في انتخابات رئاسة «الوفد» التى خسرها «الخولى» كانت الأصوات المؤيدة له تراه يستطيع إحداث «نقلة نوعية» وإعادة الحزب لـ«تصدر المشهد السياسي»، فضلًا عن أن «الخولى» يعشق العمل الجماعى، ولديه طموحات كبيرة، وتاريخ حزبى لا ينكره أحد، وأنه هو الوحيد القادر على لم شمل الأسرة الوفدية على قلب رجل واحد.


لم تشفع كل تلك المميزات لـ«الخولى»، وذهب منصب رئيس الوفد لـ«أبو شقة»، ذلك الفقيه الدستورى القريب من دوائر صنع القرار في الدولة، والمحامى الشهير.


برر «الخولى» استقالته من «الوفد» بأنه يريد الابتعاد عن الخلافات التى قد تندلع بينه وبين رئيس الحزب المستشار بهاء أبوشقة، مضيفًا في الوقت نفسه «أن الوفد سيظل بيته الذي تربى فيه، وتعلم فيه السياسة».


نرشح لك: محمد عزمى القيادى بـ«الحركة الوطنية»: نستهدف تقديم مرشح رئاسى فى 2022.. و«مش خايفين» من حزب مستقبل وطن (حوار)


«المهندس» يبدأ مرحلة سياسية جديدة فى «مستقبل وطن»

داخل «مستقبل وطن» بدأ «الخولى» المشاركة في التحركات الواسعة التى تلت الاندماج مع «كلنا معاك من أجل مصر»؛ فزار المحافظات، وافتتح مقرات للحزب، وأجرى أحاديث تليفزيونية أكد فيه أنهم - أي قيادات الحزب - يهدفون أن يصل الحزب إلى كل شارع في مصر، وهى التصريحات التى كان يقولها «الخولى» عندما ترشح لرئاسة «الوفد» مثل تصريحه: «الوفد هو الحزب الوحيد الموجود في كل بيت، وموجودين في قلوب الناس».


ومع ذلك، يبدو «الخولى» وكأنه لا يستطيع الاندماج مع «تركيبة» مستقبل وطن؛ يبدو غريبًا وسط «بارونات» المال الجدد و«حيتان» جمعية «من أجل مصر» أصحاب الثروة والسلطة؛ رغم أن عمره السياسي في «الوفد» فقط، يزيد عن الأعمار الحقيقية لعدد من قيادات «مستقبل وطن».


لغز استقالة «الخولى» من حزب الباشاوات

مصادر تحدثت لـ«النبأ» قالت إن استقالة «الخولى» من «الوفد» وانضمامه لـ«مستقبل وطن»، لا تزال لغزًا يُحير الكثيرين، خاصة أنه - أى الخولى - كان من الوفديين الكبار العاشقين لهذا الكيان السياسي.


ونفت المصادر وجود ضغوط معينة على «الخولى» للانضمام إلى «مستقبل وطن»، مشيرة إلى أن وجوده في هذا الحزب مثل الذي يرتدي زيًا «لا يليق عليه»؛ فتركيبة هذا الحزب غريبة.


وتقول المصادر إن «الخولى» ربما يكون نادمًا على الانضمام لـ«مستقبل وطن»، لأنه حزب عبارة عن «فقاعة» وستنتهى، «شهب» بلا طاقة، بل هو حزب يُشبه رجال الأعمال الذين ظهروا في عصر الانفتاح ثم اختفوا، بينما بقىّ رجال الأعمال الذين لهم جذور وعائلات، هكذا الحال عندما نقارن بين «الوفد» و«مستقبل وطن».


وتابعت المصادر: «الوفد تاريخ، والأحزاب الأخرى تعلو وتعلو ثم تسقط وتنتهى، الوفد قد تحدث له انتكاسات، ولكنه يعود»، مضيفة أن حزبًا مثل «الدستور» ظهر فى وقت سياسي مهم، وكان يضم عباقرة مصر، وشبابها، وعلمائها، ولكنه اختفى في وقت قصير، وكذلك الحال في «الحزب الوطنى»، وهذا الأمر سيحدث أيضًا لـ«مستقبل وطن».


نرشح لك: «وداعًا للجنرال».. «3» أسباب ترجح فوز هذا «السياسي» بمنصب «شفيق» في حزب «الحركة الوطنية»



هل يحلم «المهندس» برئاسة «مستقبل وطن»

وبخصوص سعى «الخولى» ليكون رئيسًا لحزب «مستقبل وطن» وأن هذا الأمر حلم سياسي له، نفت المصادر هذا الأمر قائلة: «منصب رئيس الحزب لا يختلف كثيرًا عن المنصب الذي يشغله حسام الخولى الآن في مستقبل وطن باعتباره الأمين العام للحزب»، مضيفة أن «الخولى» لا أحلام سياسية له في حزبه الجديد؛ لأن أرفع منصب في «مستقبل وطن» لا يساوي أقل منصب في «الوفد»، كما أن المنافسة على هذا المنصب تحتاج مواجهة وصراعات و«الخولى» لا يحب ذلك.


وتؤكد المصادر أن «الخولى» سقط في انتخابات رئاسة «الوفد» أمام «أبو شقة»؛ بسبب المحيطين به؛ لأن أغلبهم كانوا من رجال الأعمال الذين انضموا للحزب حديثًا، إضافة إلى بعض النواب مثل سليمان وهدان، ومحمد فؤاد، فضلًا عن أن شيوخ «بيت الأمة» لم يدعموه؛ خاصة مع مساندة السيد البدوى له.


«الخولى» و«منظور» قد ينافسان على رئاسة «مستقبل وطن»

وقال مصدر تواصلت معه «النبأ» إن المهندس حسام الخولى كان من مراكز القوى داخل «الوفد» وسطع نجمه أيام الدكتور السيد البدوى، وبعد ثورتى يناير و«30 يونيو»، باعتباره كان يشكل نوعًا من أنواع المعارضة السلسلة التى يريدها النظام، متابعًا: «هذه المعارضة لا تغضب ولا تقلق النظام.. وفى الوقت نفسه لا تصفق له على طول الخط، وحسام الخولى كان من وجوه هذه المعارضة».


ويُضيف المصدر أن «الخولى» استقال من «الوفد»؛ لأنه أدرك تمامًا أن فرصته وفرصة جيله تضاءلت فى السيطرة على المناصب بـ«بيت الأمة»، خاصة مع فوز «أبو شقة» برئاسة الحزب، وصعود التيار المناصر له إلى الواجهة في «بيت الأمة»


وتابع المصدر: «حسام الخولى بحث عن كيان سياسي جديد أو حزب يكون من خلاله موجودًا بقوة في المشهد السياسي، فكان مستقبل وطن، أكبر وأقوى الأحزاب الداعمة للدولة».


وأكد المصدر أن المهندس حسام الخولى، ومحمد منظور، سيكونان أقوى المنافسين على رئاسة الحزب؛ فالأول سياسي «مخضرم» ووجه مقبول على الساحة السياسية، والثانى رجل أعمال أسس حملة «من أجل مصر» التى نجحت في الحشد أثناء مؤتمرات الانتخابات الرئاسية الماضية.


نرشح لك: معارك «بسط النفوذ» تهدد «الرجل الفولاذى» في «بيت الأمة».. (ملف شامل)


من هو حسام الخولى؟

تكشف السيرة الذاتية لـ«حسام الخولى»، أنه يبلغ من العمر 56 سنة، تخرج فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية «قسم الميكانيكا»، ويملك شركة «نيو موتورز» العاملة في مجال الآلات الزراعية، كما يجيد التحدث بـ«اللغة الإنجليزية».


بدأ المشاركة فى الفعاليات السياسية منذ كان طالبًا، حيث كان رئيس اتحاد طلاب مدرسة طنطا الثانوية، وعضو اتحاد طلاب كلية الهندسة بـ«جامعة الإسكندرية».


كما كان «الخولى» عضو مجلس إدارة نادى طنطا، وعضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالغربية، ورئيس منطقة الغربية لـ«كرة القدم».


فى عام 1984، انضم المهندس حسام الخولى لـ«حزب الوفد»، وكان رئيسًا لـ«شباب الوفد» بالغربية، ثم رئيس الهيئة الوفدية، ورئيس اللجنة النوعية للشباب، وعضو الهيئة العليا، وسكرتير عام مساعد من 2011 لـ2015، ثم نائب رئيس الحزب حتى 2015.


فى 28 فبراير تقدم المهندس حسام الخولى بأوراق ترشحه لرئاسة حزب «الوفد»، ثم استقال رسميًا فى 21 مايو الماضي بعد هزيمته أمام المستشار بهاء أبو شقة، وانضم لـ«مستقبل وطن» وأصبح يشغل منصب الأمين العام للحزب.


نرشح لك: «مستقبل وطن».. «مغناطيس» القيادات السياسية «المهاجرة» من أحزابها «الأصلية»