رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة عودة «صدام الكبار» بين الطيب ومستشار السيسى

أحمد الطيب وأسامة
أحمد الطيب وأسامة الأزهرى - أرشيفية


من جديد، عاد الجدل والخلاف حول زيارة «الأزهريين» للقدس والمسجد الأقصى، وظهرت العديد من الأصوات داخل الأزهر ترحب بتلك الزيارة، في حين يتمسك المحافظون بالأزهر بقرار رفض الزيارة طالما بقيت القدس «محتلة»، ويترأس هؤلاء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ويؤيده الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بجانب أعضاء بـ«هيئة كبار العلماء» مثل الدكتور أحمد عمر هاشم ونصر فريد واصل.


في حين يرى فريق ارتفعت أصواته مؤخرا بضرورة القيام بالزيارة لكون ذلك رد فعل عملي على العدو الصهيوني، وانتهاك المسجد الأقصى، ويتزعم هؤلاء الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، والدكتور أسامة الأزهري المستشار الدينى للرئيس عبد الفتاح السيسى، ما يعتبر تطورًا خطيرًا في تلك القضية.


وفسر البعض النداء الذي أطلقه «الأزهري» بمثابة توجه دولة لكونه مستشار الرئيس، وأن الفترة المقبلة ستشهد تفجر الصدام بين الأزهر وتحديدًا الطيب وهيئة كبار العلماء والدولة حول فتح الزيارة للقدس.


من جانبه، رحب قاضى قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، بدعوة أسامة الأزهرى، لإعادة النظر فى الزيارة الرشيدة إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس، لما فيها من منافع تعود بشكل مباشر على الفلسطينيين الذين يعانون الحصار والاضطهاد من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.


وأكد «الهباش» أن جميع المرجعيات الدينية فى فلسطين ترحب بهذه الدعوة الصادرة عن عالم أزهرى يمثل قطاعا عريضا من علماء الأزهر الشريف، أكبر مرجعية دينية فى العالم الإسلامى.


وأضاف «الهباش» أن القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وجهت النداءات المتتالية للعلماء المسلمين ورجال الدين لزيارة مدينة القدس والصلاة فى المسجد الأقصى المبارك، معربا عن سعادته البالغة بظهور رجال دين ينادون بزيارة الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إعمالا بقول الحبيب المصطفى: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى».


وشدد «الهباش» على أن الدعوة لزيارة القدس رغم وجود المحتل لا تعتبر تطبيعًا مع الاحتلال، لأن المطلوب زيارة الأهل والمقدسات تعزيزا لصمود وثبات أبناء الشعب الفلسطيني على أرضهم والوقوف إلى جانبهم، وأن ذلك هو واجب على الأمة نصرة للقضية الفلسطينية ودفاعا عن المقدسات وتصب جميعها في إطار مصلحة الشعب الفلسطيني والقدس الشريف.


وكشفت المعلومات أن «الطيب» ورفاقه يتمسكون بقرار منع الزيارة للقدس، تماسكا مع موقف الكنيسة، لرفض الدخول عن طريق تأشيرة صهيونية، فضلًا عن أن الزيارة تعد نوعًا من التطبيق الشعبى.


وكشفت المصادر، أن تصريح «الأزهري» وضع المؤسسات الدينية في موقف محرج، وما كان عليه خروج مثل هذا التصريح الخطير خاصة أنه يمثل الدولة بحكم منصبه كمستشار للرئيس، ورغم ذلك فإن الأزهر لن يتراجع عن موقفه ورفض دعوة هيئة كبار العلماء للاجتماع لمناقشة الأمر مجددًا.


وأضافت مصادر أن السبب الرئيسي في تجاهل الأزهر دعوة الدكتور أسامة الأزهري، تكمن في أن المشيخة رأت بالدعوة تربصا بشيخ الأزهر، ومحاولة إحراجه أمام الرأي العام، بمعنى أنه إذا قبل الدعوة وسافر يكون من أنصار التطبيع مع تل أبيب، وإذا رفض بشكل معلن يفهم لدى البعض أنه تخلى عن القضية الفلسطينية.


وشهدت الفترة الماضية صدامًا كبيرًا بين الأزهري والطيب حول بعض القضايا الهامة، الأمر الذى يجعل أى أطروحات من قبل الأول، تكون فى معزل وبعيدة كل البعد عن دوائر التفكير وصنع القرار بالأزهر الشريف.


وسجل الدكتور أسامة الأزهري، العديد من وقائع الخلاف مع مشيخة الأزهر الشريف، ومواقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فى بعض المسائل والقضايا الشائكة، خلال الفترة الماضية، الأمر الذى ظهر جليا فيما أثارته قضیة "الطلاق" الذي دعا الرئيس السیسي، إلى إلغائه شفویًّا، ما سماه البعض "خلافًا" بین الأزھر والرئاسة، فدخل "الأزھري" على خط الأزمة، ما قاد البعض إلى اتهامه بأنه يؤجج الخلاف عمدا بين الطرفين لمصالح شخصية.


والخلاف بين الطيب والأزهري ليس الأول من نوعه فقد سبقه عدة مواقف كان أبرزها عندما أصدر «الطيب» قرارًا بمنع التعامل مع جميع المشروعات الخاصة بالدكتور أسامة الأزهري، بعد إعلان الأخير إطلاقه مشروع «رؤى».


كما نشرت وسائل الإعلام موضوعا عن الخلاف بين شيخ الأزهر وأسامة الأزهري، زعمت فيه أن أسامة الأزهري سيكون بديلا لشيخ الأزهر، وأنه يمثل رأس حربة للرئيس السيسي في تجديد الخطاب الديني، وأن الصعود السياسي السريع للدكتور «الأزهري»، دفع به إلى إلقاء خطبة العيد أمام «السيسي» في حضور شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، ووزير الأوقاف «محمد مختار جمعة»، ومفتي الديار المصرية الدكتور «شوقي علام»، العام قبل الماضي، وأن الأزهري بات يلعب دورا سياسيا في البلاد.


كما أسندت إليه وزارة الداخلية مهمة القيام بمراجعات فقهية وفكرية للمعتقلين من أبناء التيارات الإسلامية، وألقى بالفعل محاضرات على نزلاء سجن «العقرب2» المخصص للسجناء غير الجنائيين، وتم تكليفه بإدارة ملف «تجديد الخطاب الديني».