رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الشدائد إلى فرص.. الحرب التجارية تعجل بالتحديث الصناعي في الصين

النبأ

أوضحت الصين موقفها من النزاع التجاري مع الولايات المتحدة في كتاب ابيض أصدرته اليوم الاثنين. وتضمن الكتاب الذي جاء في ٦ اجزاء حقائق حول علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة تحت عناوين: التعاون الصيني الأمريكي متبادل النفع والمربح للجانبين في مجال التجارة والاقتصاد، حقائق حول العلاقات التجارية والاقتصادية الصينية- الأمريكية، الحمائية التجارية من قبل الحكومة الأمريكية، التنمر التجاري من قبل الحكومة الأمريكية، أضرار ممارسات الحكومة الأمريكية غير المناسبة على الاقتصاد العالمي، موقف الصين.

وبينما سلط الكتاب الضوء على أهمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين اكبر دولة نامية في العالم واكبر دولة متقدمة في العالم، قال ان البلدين يمران بمراحل تنمية مختلفة ويمتلكان أنظمة اقتصادية مختلفة، ومن ثم من الطبيعي أن توجد بعض الاحتكاكات التجارية، مؤكدا ان " الحل يكمن في كيفية تعزيز الثقة المتبادلة وتحفيز التعاون وإدارة الاختلافات"، بحسب مقتطفات نشرها الإعلام الصيني اليوم.

واوضح الكتاب ان الجانبين في إطار روح المساواة والعقلانية اسسا عددا من آليات الاتصال والتنسيق مثل اللجنة المشتركة للتجارة والحوار الاستراتيجي والاقتصادي والحوار الاقتصادي الشامل، وبذلا جهودا هائلة على مدار ال٤٠ عاما الماضية للتغلب على العقبات بمختلف أشكالها ودفع العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى الأمام، لكن الحكومة الأمريكية الجديدة أطلقت شعار " أمريكا أولا" منذ توليها السلطة في عام 2017 ودعت بتبجح إلى الأحادية والحمائية والهيمنة الاقتصادية، ووجهت اتهامات كاذبة للعديد من الدول والمناطق وخاصة الصين، وقامت بترهيب دول أخرى من خلال إجراءات اقتصادية مثل فرض التعريفات ومحاولة فرض مصالحها على الصين من خلال الضغط الشديد.

واكد الكتاب أن الصين تجاوبت من منظور المصالح المشتركة وبذلت جهودا هائلة لتحقيق الاستقرار في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة من خلال عقد جولات من المناقشات مع الجانب الأمريكي واقتراح حلول عملية لكن الجانب الأمريكي ظل يناقض نفسه ويتحدى الصين باستمرار.

ولفت الكتاب الى ان النزاع التجاري تسبب بأضرار جسيمة للعلاقات الاقتصادية والتجارية ين البلدين وشكل تهديدا خطيرا للنظام التجاري متعدد الأطراف ومبدأ التجارة الحرة.

هذا وقد دخلت الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين حيز التنفيذ اليوم لترتفع كمية السلع الصينية التي تضررت من الرسوم الحمائية الأمريكية إلى نحو 250 مليار دولار، أي ما يقرب من نصف الصادرات السنوية للصين إلى الولايات المتحدة. وتتراوح قائمة ترامب ما بين قطع غيار السيارات وبعض السلع الاستهلاكية كثيفة العمالة. 

وهددت واشنطن بأن الصين إذا اتخذت إجراءات انتقامي، فأنها "ستتابع على الفور المرحلة الثالثة بفرض تعريفات جمركية على ما يقرب من 267 مليار دولار من الواردات الإضافية".

لكن يبدو ان الصين من المستحيل أن تخضع لضغوط الولايات المتحدة دون رد مضاد. فعلى الرغم من انها لا تريد نزاعًا تجاريًا مع الولايات المتحدة ، لكنها مستعدة لأسوأ السيناريوهات إذا دفع ترامب الاقتصادين إلى حرب تجارية شاملة، بحسب تصريحات المسؤولين الصينيين.
وبات تأثير الحرب التجارية بين اكبر اقتصاديه ملموسا بحسب تقارير إعلامية في الجانبين.

وقالت شبكة" إن بي سي نيوز "الأمريكية أن "أسعار السيارات الجديدة بدأت في الارتفاع ، وصادرات السيارات آخذة في الانخفاض". علاوة على ذلك ، مع تزايد انخراط المزيد من المنتجات الاستهلاكية في الصراع التجاري، سيواجه المتسوقون الأمريكيون احتمال ارتفاع اسعار السلع اليومية.

وقالت تقارير هنا في بكين انه مع تصاعد الحرب من المرجح أن تفرض التعريفات الأمريكية على المنتجات الاستهلاكية ضغوطاً مكثفة على الصناعات الصينية كثيفة العمالة، التي تعاني بالفعل من صعوبات في مواجهة ارتفاع تكاليف العمالة. 

فعلى الرغم من أن الصين لا تزال تعتبر مصنعًا عالميًا ، إلا أن صناعة النسيج وبعض القطاعات الأخرى كثيفة العمالة آخذة في التزايد في دول جنوب شرق آسيا. وبينما تدعم الصين العولمة، تولي في الوقت ذاته المزيد من الاهتمام لتحولها الاقتصادي إلى الصناعات ذات التقنية العالية ، بما في ذلك السلع ذات القيمة المضافة العالية وحقوق الملكية الفكرية. 

وقد بدأت الصين في اتخاذ تدابير دفاعية لتسهيل رفع مستوى صناعتها. وفي أغسطس أصدرت مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين خطة تدعو إلى استثمارات قيمتها 150 مليار يوان (21.8 مليار دولار) سنويا في الصناعات الاستراتيجية والناشئة خلال الفترة 2018-2020. 

ويرى المحللون أن الشعب الصيني محترف في تحويل الشدائد إلى مزايا وفرص وجعل هذه الضغوط قوة دافعة للتقدم. وبينما يشكل النزاع التجاري ضغوطا على بعض الصناعات، فإنه أيضا يمثل فرصة للصين لتحسين قدرتها التصنيعية وتحريك سلسلة القيمة العالمية.