رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«نص تذكرة مترو» تُعيد الصدام النارى بين الحكومة و«أصحاب المعاشات»

تذكرة المترو - أرشيفية
تذكرة المترو - أرشيفية


يبدو أن الأزمات التى تحاصر أصحاب المعاشات لن نجد لها حلا قريبًا؛ في ظل إصرار الدولة على السياسة ذاتها تجاه أكثر من «9» ملايين مواطن «تطحنهم» مشكلات الفقر وغلاء الأسعار، وسوء الخدمات الطبية المقدمة في مستشفيات التأمين الصحي، والعلاوات الخمس، ويضاف لتلك الحلقة قرار جديد يقضي بإلغاء نصف تذكرة المترو لعدد من الفئات على رأسهم «كبار السن».


اللافت في الأمر، أن هذا القرار يأتي في الوقت الذي تنادي فيه القيادات بتخصيص أسعار المواصلات العامة لكبار السن على غرار عدد من دول العالم، الأمر الذي أثار صدمة بين صفوف هذه الفئة، لاسيما أنه يعد تناقضا مع تصريحات وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والى، التى أكدت في تصريحات سابقة، عدم المساس بأسعار المترو.


من جانبه، بعث الاتحاد العام لأصحاب المعاشات بخطاب لوزير النقل هشام عرفات، طالبه خلاله بالعدول عن القرار بشكل فوري ومنح أصحاب المعاشات مزيدا من التيسيرات لتشمل جميع وسائل النقل ولا تقتصر على مترو الانفاق فقط.


وقال رئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات، البدري فرغلي، إننا اكتشفنا إلغاء فئة النصف تذكرة لأصحاب المعاشات، في الوقت الذى تتحدث فيه وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والي،  في وسائل الإعلام عن اتفاقها مع الحكومة ووزير النقل على السماح للركوب بنصف التذكرة لكل وسائل المواصلات.


وأضاف «فرغلي» في تصريح خاص لـ«النبأ» أن النكتة الحقيقية في الأمر أنها على الرغم من هذا القرار مازالت تحتفظ بنصف تذكرة لأصحاب المعاشات عند دخول المسرح، في الوقت الذي هم فيه عاجزون عن شراء قوت يومهم وتوفير الدواء وفواتير المياه.


وتابع: اكتشفنا أن ما تستعرضه غادة والي من سنتين، بشأن أنها تعمل لصالح المعاشات، فيه تضليل كبير وتذكرة المترو تشهد على ذلك، مضيفًا فلا توجد وسيلة مواصلات واحدة عامة تقبل بالنصف تذكرة لأصحاب المعاشات.


وأشار إلى أن أكتر الناس تنقلا بالمترو هم أصحاب المعاشات، وهو ما أكده وزير النقل، الذي قال إن هناك زحامًا كبيرًا منهم لذا قرر عمل تذكرة كاملة، مضيفا أنهم كثيرو التنقل؛ لأن لديهم أحفاد وعائلات وزيارات.


وواصل: أن ما يرتكب  ضد أصحاب المعاشات، غير إنساني، فالعالم كله يسمح لهم ركوب المواصلات العامة ووسائل النقل العامة والخاصة بالمجان، ولا يسألون عن التذكرة، ولهم المصايف والرحلات والاهتمام الإنساني، أما في مصر صاحب المعاش لا يجد قوت يومه، حتى التذكرة انتهت أمرها بالاتفاق مع الوزيرة، والآن لا يوجد ما يميز أصحاب المعاشات.


بدوره قال مسلم أبو الغيط، نائب رئيس حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات، إننا سنقوم بالدعوة لعمل يوم للمسنين عبر وقوف كل أصحاب معاش أمام مكتب التأمينات الخاص به لعرض مطالبنا.


وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ"، هم يقررون ما يشاءون دون حيلة منا، فنحن عجزنا عن التأثير عليهم، متسائلًا أين رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، من هذا القرار.


ونفى ما يتردد عن عدم استخدام أصحاب المعاشات للمترو، قائلًا إن كل مشاكل أصحاب المعاشات في «لاظوغلى» ومشاكل المعاشات وتخليص الأوراق في مقر التأمينات والتى يضطر عادة معها للنزول بشكل يومي وركوب المترو في ظل الروتين الحكومى لهذه المكاتب والتى تشهد توافدًا بالمئات.


وواصل: على الرغم أن التخفيض لا يحسب نصف تذكرة ولكننا كنا في حاجة إليه، متابعًا: "إحنا مش عارفين نعيش، المعاش الـ4000 جنيه تساوي قيمته الآن ألف جنيه، في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط المعاش 100 لـ 1200 جنيه".


بدوره قال إبراهيم أبو العطا، الأمين العام لأصحاب المعاشات، إن نسبة بسيطة من أصحاب المعاشات تستخدم المترو؛ لذا لن يتأثر عدد كبير من إلغاء «نصف التذكرة»، واصفًا السبب الذي ساقه وزير النقل لاتخاذ القرار بـ«الساذج».


وأضاف، "أبو العطا"، أن الضرر الواقع على أصحاب المعاشات ليس كبيرا، لا سيما أن قيمة التخفيض كانت ضئيلة، مؤكدا: لن ندع هذا القرار يدخلنا في معركة تشغل انتباهنا عن المعارك الحقيقية لـ«أصحاب المعاشات».