رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خفايا «إسفين» الزيارات الخارجية لـ«تهييج» الأقباط ضد البابا

تواضروس - أرشيفية
تواضروس - أرشيفية


يبدو أن الزيارات الخارجية لـ«البابا تواضروس»، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ستظل أداة يستخدمها المعارضون في الهجوم عليه.


وتعد زيارة البابا تواضروس الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الرحلة الثانية له منذ جلوسه على الكرسي البابوي في 2012؛ إذ سبق وزار الشطر الجنوبي من الولايات المتحدة في 2015، وأثارت هذه الزيارة الكثير من علامات الاستفهام والجدل داخل الأوساط القبطية، حيث اعتبرها بعض من أقباط المهجر هروبًا من قبل البابا فى ظل الأوضاع التى تشهدها الكنيسة فى الداخل، خاصة بعد أحداث دير «أبو مقار» والتى قتل فيها «الأنبا إبيفانيوس»، وكذلك أحداث المنيا الأخيرة.


من جانبه، أعلن القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن البابا تواضروس الثاني، توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في رحلة رعوية جديدة، لـ«إيبارشيات» الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تستغرق عدة أسابيع.


وزعم المعارضون لهذه الزيارة أن وراءها هدف آخر، وأنها جاءت في إطار التمهيد والحشد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى هناك،خلال أشهر الجاري، حيث يشارك الرئيس السيسي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 التي تبدأ في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، ومن المقرر أن يلقي كلمة في جلسات المناقشة العامة.


مجدي خليل، أحد مؤسسي حركة الإصلاح القبطي المعاصر، نشر عبر صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، قائلا: «زيارة تواضروس إلى الولاياتالمتحدة الأمريكية تأتي فى إطار الترتيب للزيارة المرتقبة للسيسي».


وأضاف:«ليست لدينا مشكلة شخصية لا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا مع البابا تواضروس، لكن يجب أن نذكر أنه بعد تولي السيسيالمسؤولية وخلال أول زيارة له إلى الولايات المتحدة، طلبت جهات عديدة من المنظمات القبطية الموجودة في أمريكا، استقبال السيسي، واستقبلناهبالآلاف، خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين نظمت تظاهرات ضد الزيارة».


فى هذا السياق، انتقد الكاتب السياسي والإعلامي جرجس بشرى، بعض أقباط الخارج الذين يهاجمون البابا تواضروس الثاني وخاصة زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، واصفًا بعض هؤلاء المهاجمين بـ«المرتزقة» ومتصنعي البطولة.


وقال «بشرى» في تصريح خاص لـ«النبأ»، إن البابا تواضروس في كل سفرياته يتابع الخدمة في الكنائس القبطية الأرثوذكسية في الخارج، وفي ذات الوقت يقوم بدور وطني مهم وهو دعم الدولة المصرية والقيادة السياسية في الخارج، وتوضيح الصورة المغلوطة التي تصل بشكل متعمد عن مصر في الخارج، مشيرا إلى أن هذا هو سر الهجوم عليه من بعض المرتزقة في الخارج وهم قلة لا تزيد عن عدد أصابع اليدين ولا تمثل جموع الأقباط، ولا تعبر عنهم.


وأكد «بشرى» أن دعم البابا تواضروس للدولة المصرية وقيادتها في الخارج هو من صميم عمل الكنيسة التي تصلي من أجل الحاكم والحكومات طالما أنها تسير بالعدل والحق وترعى حقوق المواطنة، وتسعى لمنع التمييز وفرض سيادة القانون في جرائم العنف الطائفي التي تستهدف الأقباط بل وتستهدف الدولة الوطنية المصرية التي انطلقت من أجلها ثورة 30 يونيو 2013.


وأوضح «بشرى» أن البابا تواضروس الثاني رجل مواقف ولا يهرب من الأزمات كما يروج المتاجرون بالقضية القبطية والذين يريدون استمرار اشتعال الأزمات للتربح منها أو للحصول على شو إعلامي.


وتابع:  «البابا رجل يواجه الأزمات بقوة وحسم ويدرك طبيعة محاولات استهداف الدولة بالطائفية ويسعى جاهدا لتحقيق مبدأ سيادة القانون»، مطالبا الكنيسة المصرية والأزهر والأقباط والمسلمين المقيمين في أمريكا وغيرها بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته القادمة للولايات المتحدة واستقباله كي لا يشوه الإخوان الزيارة، ولكي يضيعوا عليهم الفرصة التي يسعون إليها لتشويه مصر وقيادتها في الخارج لافتا إلى أن دعم الكنيسة والأزهر للرئيس السيسي في زيارته لأمريكا أو غيرها هو من صميم العمل الوطني وليس تدخلا من المؤسسات الدينية في السياسة.


ويقول نادر صبحى، مؤسس حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس: «مع التحفظ على توقيت زيارة البابا تواضروس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت الحرج الذي تعيشه كنيستنا الأرثوذكسية داخل مصر الآن والذي يستلزم تواجد البابا ومع ذلك نحن ضد أي تصريحات للخارج وضد التدويل أو إعطاء الخارج فرصة للتدخل في شؤون البلاد والمتاجرة بالقضايا القبطية».


وأكد «صبحى» أن الأقباط يرفضون أن يتحدث أحد عن الأوضاع فى مصر، موضحا أنهم لن يسمحوا أن يكون الأقباط ورقة رابحة للخارج تستغل لتنفيذ أجندتهم الخاصة ومصالحهم الشخصية، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل جاهدًا على عدم التفريق في المواطنة.


وتابع: «دائما زيارات البابا يصاحبها هجوم من قبل المعارضين الذين يريدون إشعال الفتنة فى مصر»، موضحا أن زيارة البابا للخارج تكون رعوية ولمتابعة أحوال الأقباط فى الخارج والكنائس.