رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل تستفيد مصر من الصراع التجاري الصيني- الأمريكي؟

الصراع الصيني الأمريكي
الصراع الصيني الأمريكي

استدعت الصين شين جين لونغ، قائد سلاح البحرية الصيني، الذي يشارك حاليا في الندوة الـ23 للقوة البحرية الدولية في الولايات المتحدة، وألغت الاجتماع الثاني لآلية الاتصال بين إدارات هيئة الأركان الصينية والأمريكية، والذي كان من المقرر أن يجرى في الفترة من 25 إلى 27 في بكين.

جاء إلغاء الصين زيارة قائد قواتها البحرية بسبب العقوبات الاقتصادية الأخيرة المناهضة لروسيا، والتي امتدت للمرة الأولى لطرف ثالث بفرض عقوبات على إدارة تطوير المعدات في وزارة الدفاع الصينية ورئيسها بعد شراء الصين مقاتلات سوخوي-35 وصواريخ إس-400 أرض جو من روسيا. 

ودافعت الصين عن تعاونها العسكري الطبيعي مع روسيا، حيث استدعى نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ السفير الأمريكي لدى الصين تيري برانستاد؛ للاحتجاج على الخطوة الأمريكية. 

كما قام هوانغ شيويه بينغ، نائب رئيس مكتب اللجنة العسكرية المركزية للتعاون العسكري الدولي، باستدعاء الملحق العسكري في السفارة الأمريكية وقدم احتجاجا قويا. 

وقال "تشنغ": "إن الجانب الصينى سوف يتخذ كل التدابير اللازمة لحماية مصالح (الصين) الوطنية بحزم"، وحث بقوة الجانب الأمريكي على تصحيح الخطأ على الفور وسحب ما يسمى بالعقوبات قبل أن يحذر: "بخلاف ذلك، فإن على الجانب الأمريكي يتحمل كافة العواقب".

لا حل في المستقبل المنظور
التطورات السابقة ذات المنحى الدفاعي جاءت بعد فشل محادثات بين أكبر اقتصاديتن في العالم لحل خلافاتهما التجارية في واشنطن، وتصعيد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب فجأة للنزاع التجاري بإعلان أن بلاده ستفرض تعريفات بنسبة 10بالمئة في 24 سبتمبر على سلع صينية بقيمة200 مليار دولار.

وردت الصين بإلغاء زيارة مقررة لنائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، وقالت بكين إن "واشنطن بحاجة إلى تصحيح أخطائها في تعاطيها مع التعريفات التجارية الجارية". 

وكان من المقرر أن يجرى ليو محادثات تجارية في واشنطن يومي الإثنين والثلاثاء.

من جانبه، رأى شي إن هونغ، أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة رنمين ببكين، أن المناخ الحالي شديد السخونة لإجراء مفاوضات فعالة. 

وقال إن "إعلان رسوم جديدة على المنتجات الصينية بقيمة 200 مليار دولار من جانب إدارة ترامب أشار إلى أن الجانبين ليسا هادئين بما فيه الكفاية لاستئناف محادثاتهما".

 وأضاف "شي"، أن الوضع تغير تماما، ليس هناك ما يشير إلى أن المحادثات ستستأنف حيث لا يظهر أي من الطرفين أي علامة على تخفيف تصريحاته أو أفعاله.

وكان وزير المالية الصيني ليو كيون، ذكر أن أثر النزاع التجاري بين البلدين على الاقتصاد الصين محدود حتى الآن، لكنه شدد على أن بلاده ستواصل الرد على واشنطن بدقة لتجنب الإضرار بالشركات في الصين سواء كانت صينية أو أجنبية. 

وتدرك الصين جيدا احتمال تأثر أطراف غير ضالعة في الخلاف سلبا جراء النزاع، وتريد أن تتفادى ذلك، وشاطرها الرأي مؤسس على بابا، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، مؤكدا أن النزاع التجاري بين البلدين سيدوم طويلا.

فرص للدول الأخرى
ويتفق الخبراء في بكين على أن هناك خسائر محتملة للاقتصادين نتيجة استمرار النزاع، وتسود مخاوف بشأن الخسارة المحتملة للوظائف في الصين بسبب النزاع خاصة مع تأثر بعض الشركات وانخفاض الصادرات والإنتاج.

وحذرت غرفة التجارة الأوروبية في الصين من أن تصاعد الحرب التجارية سيضر بالشركات الأوروبية، ويؤدي إلى اضطراب عمل شبكة إمداداتها العالمية. 

ونتيجة للتوتر القائم بين الصين والولايات المتحدة، تخلى "جاك ما" عن وعده لخلق مليون وظيفة في الولايات المتحدة، وتبدو خطوته بنظر "شي" وغيره من المراقبين مجرد بداية لخسائر أكبر من التوقعات في سوق الوظائف في الولايات المتحدة.

وتوقع "على بابا" أن تؤثر التوترات التجارية سلبا على الشركات الصينية والأجنبية وبشكل فوري، وأن تنقل الشركات الصينية الإنتاج إلى دول أخرى في المدى المتوسط للالتفاف على الرسوم.

 وبالرغم من أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 213 ألف وظيفة في يونيو في ظل معدل بطالة عند مستوى منخفض، لكن صراع التجارة المتصاعد قد يثير قتامة على صورة العمل على المدى الطويل في الولايات المتحدة. 

وخلال العقود الأربعة الماضية، تحولت الصين إلى مركز للعديد من سلاسل القيمة العالمية، ومع تزايد حدة الصراع التجاري، وفرض التعريفات الجمركية المضادة من قبل الصين ستصبح بعض الصادرات الأميركية أقل قدرة على المنافسة في السوق الصينية، وبالتالي إضعاف وضع الولايات المتحدة في سلسلة القيمة العالمية. 

وقد يكون لهذا الأمر تأثير سلبي طويل الأمد على الصادرات الأمريكية والوظائف الموجهة للتصدير، علاوة على ذلك، تشهد الصين طفرة في الاستثمارات الخارجية ولكن الكثير من تلك الأموال قد تذهب إلى أسواق أخرى بدلا من الولايات المتحدة.

ويرى "شي"، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رنمين، أن فقد "على بابا" والمؤسسات الصينية الأخرى الاهتمام بالاستثمار الأمريكي سيكون له تأثير مباشر على سوق العمل الأمريكي في المستقبل المنظور. 

وهنا تكمن فرصة للدول الأخرى لشحن المزيد من منتجاتها وصادراتها إلى الصين، وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية إليها.

فهل تستفيد مصر؟ 

يتوقف ذلك كخطوة أولى على مدى اهتمام الجانب المصري بـ"إكسبو" الواردات الدولي الأول وقوة المشاركة في المعرض، الذي سيعقد في شانغهاي في أوائل نوفمبر المقبل، واستغلال تلك الفرصة الترويجية الثمينة لتنويع سلة المنتجات المصرية المصدرة إلى السوق الصينية.