رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خبير عسكري: يكشف اسباب توقيع «السادات» على اتفاقية كامب ديفيد

النبأ


قال اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الحكم على اتفاقية كامب ديفيد يتطلب أولا معرفة الظروف والملابسات التي كانت قائمة في مصر خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تمت في وقت كان رصيد مصر الاقتصادي صفر، وكان هناك تفوق عسكري إسرائيلي كبير، فإسرائيل كانت تحارب بحوالي 10 خطوط ذخيرة مقابل 3خطوط لمصر، ومصر كانت تحارب بطائرات مصنوعة عام 1948 مثل ميج 21 وميج 17، وإسرائيل كانت تحارب بأحدث الطائرات الأمريكية الفانتوم، مصر دخلت الحرب بحوالى 225 طائرة، مقابل 450 طائرة لإسرائيل، مصر كانت تحارب بحوالي 5 فرق على الأرض مقابل 10 فرق لإسرائيل.

ولفت درويش في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، إلى أن مصر دخلت الحرب في ظل كل هذه الظروف الصعبة، وبعد أن ثبت فيما بعد أن روسيا كانت تتجسس على مصر خلال هذه الحرب، بعد أن قامت بارسال عربات اسعاف لمصر بدلا من الذخيرة، وبالتالي لم يكن أمام الرئيس محمد أنور السادات طريق أخر غير الدخول في اتفاق سلام مع إسرائيل، لاسيما بعد أن تدخلت أمريكا وبعض الدول الغربية وقامت بامداد إسرائيل بالسلاح والذخيرة.                                    

وأضاف «درويش»، أنه بعد انتهاء الحرب ارتفع سعر برميل البترول إلى حوالى 40 دولار بعد أن كان سعره قبل الحرب حوالى 3 دولار، وهذا أدى إلى دخول أموال هائلة لخزائن دول الخليج، ورغم ذلك رفضوا مساعدة مصر بعد الحرب، مشيرا إلى أن العرب والفلسطينيين رفضوا التحالف مع مصر واتهموا الرئيس السادات بالعمالة والخيانة، وقاموا بنقل الجامعة العربية لتونس، وفرضوا حصارا على مصر، مطالبا كل من يهاجم هذه الاتفاقية أن يضع نفسه مكان متخذ القرار في ذلك الوقت والضغوط التي كانت تمارس عليه والظروف التي كانت تمر بها مصر.

وأكد الخبير العسكري على أن هذه الاتفاقية حققت لمصر الكثير من الفوائد والمكاسب، منها فتح قناة السويس، وحصول مصر على مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية، وعودة السياحة، وتحسين الاقتصاد، وتدمير مستعمرة ياميت، لكن كان يجب مراجعة هذه الاتفاقية كل عشر سنوات، وعدم وجود المنطقة ج التي تحد من حرية القوات المصرية في سيناء، مشيرا إلى أن مصر نجحت في دخول هذه المنطقة من خلال عمل تفاهمات مع إسرائيل من أجل دحر الإرهاب.

وشدد الخبير العسكري على أن سيناء تحتاج الى التعمير وزراعة البشر بدلا من زراعة الشجر للقضاء على أمل إسرائيل نهائيا في دخول سيناء، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترف مؤخرا بهزيمة اسرائيل في 1973، مؤكدا على أن مصر لو كانت تمتلك بعض القوة الكافية لدخلت تل أبيب خلال 48 ساعة من بداية الحرب، مشيرا إلى أن الملك عبد الله ملك السعودية قام بتقديم مبادرة للسلام مع إسرائيل ولم يهاجمه أحد، والعرب الأن يعقدون اتفاقيات سرية مع إسرائيل.