رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة الاستعانة بـ«محطات الطاقة الشمسية» لمواجهة غلاء «أسعار الكهرباء»

الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية


تزايد اهتمام مصر بالتوسع فى مشروعات الطاقة الشمسية التي أصبحت أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، بالإضافة لكونها صديقة للبيئة، فمصدرها الضوء والحرارة المنبثقين عن كوكب الشمس، وتمكن الإنسان منذ القِدم من استغلال هذا المصدر وتسخيره في توليد الطاقة، كما تمكن من إيجاد وسائل وتقنيات تساعده على القيام بهذه المهمة، ومن هذه التقنيات، استخدام الطاقة الحرارية الصادرة عن الشمس بإحدى طرق التسخين المباشر، أو عن طريق تحويل ميكانيكي من طاقة الحركة أو إلى طاقة كهربائية.


كما تعد الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة النظيفة غير ملوثة للبيئة، وهو ما تسعى إليه وزارة الكهرباء خلال الفترة الحالية، وترى أن الاعتماد على الطاقة النظيفة المصدر المثالي في مصر لهذا الاتجاه.


وتقدر التكلفة التقديرية لـ«لوحات الطاقة الشمسية» لإنتاج كيلو وات واحد حوالى 1000 دولار أى ما يقرب من 17 ألف جنيه مصرى تقريبًا في الوقت الحالي، وتحتاج لمساحة تتراوح ما بين 8 أمتار إلى 12 مترًا تكون مربعة على الأرض.


ولذلك يتم حساب إجمالي الاستهلاك المتوقع بالكيلو وات مع إضافة 20 % كنسبة فقد لمحطات الطاقة الشمسية للنشاط الصناعي والتجاري.


فى حالة مصنع أو كمبوند سكني أو مول تجاري يحتاج إلى محطة طاقة قدرها 150 كيلو وات أو أكثر، فإن التكلفة الإجمالية للخلايا تكون في حدود 130،000: 150،000 دولار، ويحتاج 1200 متر مربع لتركيب نظام محطة لوحات الطاقة الشمسية.


ويكون العمر الافتراضى لنظام محطة الطاقة حوالي 25 سنة، هذا ما عدا البطاريات الخاصة بالمحطة وستحتاج هذه المحطة إلى صيانة دورية بسيطة خلال تلك الفترة.


وفى حالة قيام أصحاب المنازل لإنشاء المحطات للحد من ارتفاع فواتير الكهرباء، يدفع معظم أصحاب المنازل ما بين 2.87 و3.85 دولار لكل وات؛ لتثبيت الطاقة الشمسية، ويبلغ متوسط التكلفة الإجمالية للألواح الشمسية قبل الإعفاءات الضريبية 16800 دولار.


وتكلفة تركيب الطاقة الشمسية على المنازل أو الأعمال التجارية يعتمد على كمية الكهرباء التي يتم توليدها نظام أكبر سوف يكلف أكثر، لأنك سوف تحتاج لشراء المزيد من المعدات وسوف تكون هناك حاجة إلى مزيد من العمالة لتثبيته.


ونظرًا لارتفاع فواتير الكهرباء، أعلنت شركة مصر للألومنيوم، أنها تدرس إنشاء محطة طاقة شمسية، في إطار خطتها الطموحة والمستقبلية لحل أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء.


وأضافت الشركة التابعة لقطاع الأعمال، أن دراسة إنشاء المحطة، هدفه المساهمة في سد احتياجات مشروع التوسعات "التطوير" وتخفيض تكلفة الكهرباء، مشيرة إلى أنها ستفصح عن أي مستجدات في هذا الشأن.


وقال مدحت نافع، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إن الهدف من دراسة إنشاء محطة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء، في شركة مصر للألومنيوم، هو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة المنتجة حراريًا بما يتراوح بين 35 و40%، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.


وأضاف نافع، أنه "إذا استطاعت مصر للألومنيوم -والتي تعمل خلاياها على مدار الساعة وليس خلال ساعات سطوع الشمس فقط - أن تتحوَّط ضد تقلبات أسعار الكهرباء بنسبة 35 - 40٪‏ فهذا إنجاز كبير في الأجل المتوسط".


وقال نافع، إنه من المبكر الحديث عن إمكانية اعتماد الشركة على محطة واحدة للطاقة الشمسية أو زيادة عدد المحطات في الفترة الحالية.


الأمر لم يتوقف عن ذلك بل سعت بعض الوزارات إلى الاتجاه إلى إنشاء محطات للطاقة الشمسية، حيث وضعت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة خطة للتوسع في تركيب محطات طاقة شمسية بمشروعاتها المختلفة في إطار استراتيجيتها لدعم التنمية المستدامة والحفاظ على مواردنا الطبيعية.


وأكد المهندس جمال طلعت مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية لقطاع التنمية وتطوير المدن لشئون تنسيق المواقع والتطوير الحضرى، أن الوزارة تستهدف التوسع في إنشاء محطات الطاقة الشمسية خلال الفترة القادمة سواء على المراكز الإدارية أو مشروعات الإسكان.


وأشار إلى إنشاء أول محطة طاقة شمسية بقدرة 230 وات ساعة على 38 عمارة بالمرحلة الثالثة لمشروع دار مصر للإسكان المتوسط وذلك بمدينة الشيخ زايد والمشروع بالتعاون بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ومشروع الإنماء الأوروبي بتمويل مشترك من الجانبين بنسبة 50 % لكل منهما وبتكلفة 4 ملايين جنيه.


وأكد أن المشروع يستهدف توفير الطاقة للمصاعد والإنارة لمداخل وسلالم العمارات، مؤكدا على تكرار المشروع خلال الفترة القادمة وندرس الدخول في مشروعات الإسكان بالكامل.


وأشار إلى إنه تم افتتاح وتشغيل محطة للطاقة الشمسية، تم تركيبها أعلى جهاز مدينة الصالحية الجديدة، بقدرة 45 كيلو وات، موضحًا أن إجمالي عدد محطات الطاقة الشمسية المنفذة بالمدن الجديدة ١٩ محطة حتى الآن، بقدرة إجمالية ٧٠٠ كيلو وات، وقد أنتجت أكثر من ٢٠٠٠ ميجا وات، وساهمت في تجنب انبعاث أكثر من ٢ طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما سيتم قريبًا افتتاح محطتين بمدينتي أسيوط والفيوم الجديدتين.


وأكدت مصادر بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أن مشروع وحدات الإسكان الفاخر "JANNA" المقرر طرحه قريبا، سيشمل ولأول مرة بمشروعات الوزارة تركيب محطات طاقة شمسية، لتوفير الطاقة اللازمة للعمارات، وذلك بالتعاون بين الهيئة ومشروع الإنماء الأوروبي.


وزارة الكهرباء أوضحت أنه برز على الساحة العالمٌية والإقلٌيمٌية والمحلٌية استخدام الطاقة الجدٌيدة والمتجددة وخاصة الطاقة الشمسٌية باعتبارها إحدى الخٌيارات الإستراتٌيجٌة لتلبٌية الاحتٌياجات المستقبلٌة من الطاقة؛ حٌيث إنها لا تنضب مع استمرار تجددها مادام الكون مستمرا، كما إنها طاقة مأمونة المصدر لا يمكن احتكارها والسيطرة عليها كالوقود، بالإضافة إلى أنها طاقة نظيفة وصديقة البيئة.


وأشارت إلى أنه من ضمن مميزات الطاقة الشمسية، أنها طاقة مستمدة من الشمس، وكذلك دخل إضافي للمستثمر في حال بيع الإنتاج إلى شركات توزيع الكهرباء.


وأوضحت أنه من ضمن المميزات، أيضا تجنب الزيادات في أسعار الكهرباء الحالية والمستقبلية والتوفير في فاتورة الكهرباء، كما إنها غير خاضعة للضرائب، وكذلك تساهم في حل أزمة الكهرباء، كما إن عمرها الافتراضي 25 سنة


من جانبه أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن إجمالى عدد محطات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء أعلى المبانى والمنشآت الحكومية بلغ 87 محطة شمسية، فى إطار خطة الدولة لترشيد الاستهلاك بجميع الهيئات الحكومية.


وأوضح "حمزة" أن إجمالى القدرات المولدة من الـ87 محطة طاقة شمسية يبلغ 2 ميجا وات، وأن هناك 66 محطة تعمل بالطاقة الشمسية بنظام "تعريفة التغذية"، ولكنها ما زالت تحت الإنشاء، وسيبلغ إجمالى قدراتها 2 ميجا وات، مشيرا إلى أن تكلفة المحطات الشمسية بالمبانى الحكومية تختلف من محطة لأخرى، بحسب النوع والقدرات المولدة من كل محطة.


وأكد المتحدث باسم الكهرباء أن محطة بنبان لإنتاج الطاقة الشمسية تعد أكبر محطة طاقة شمسية بالعالم، موضحا أن المشروع يضم 4 محطات رئيسية لنقل الكهرباء، بإجمالي 2000 ميجاوات و40 محطة شمسية فرعية ستنتج 50 ميجاوات من كل محطة، وبجهد إجمالى 500 كيلو فولت و220 كيلو فولت لكل محطة.


وأشار "حمزة" إلى أن العالم ينظر إلى الطاقة المتجددة على أنها مصدر الطاقة المستقبلية، مؤكدا أنه تم وضع استراتيجية حتى عام 2035 لإستخدام الطاقة غير المتجددة بنسبة 20% من استهلاك الطاقات،لافتًا إلى أن الطاقة أمن قومى لذا وضعت كل الخطط لتأمين الاحتياجات من الطاقة.


وأضاف «حمزة» أن الوزارة تشجع على الاستثمار فى مجال الطاقة الشمسية وكذلك تشجع الأهالى على إنشاء محطات للطاقة الشمسية على الأسطح، موضحا أن الوزارة توفر عدادات كهرباء لاستفادة من الكهرباء المنتجة ووضعها على الشبكة، لافتا إلى أن القانون الجديد للكهرباء نص على التشجيع على الاتجاه إلى الطاقة المتجددة.


وأشار إلى أن تكلفة الاقتصادية للطاقة الشمسية تختلف عن تكلفة المحطات العادية وكله يفرق على حسب المساحة، لافتا إلى الطاقة الشمسية تحتاج إلى مساحة كبرى لإنتاج، منوها إلى أن جهاز المرفق هو المسئول عن الترخيص لإنشاء هذه المحطات.


من جانبه أوضح محمد الشويجي، مندوب لإحدى شركات لتركيب محطات الطاقة الشمسية على أسطح المنازل والعقارات، أن إنتاج الطاقة الشمسية يحتاج إلى مساحات واسعة، متابعا: "مثلا شقة استهلاكها فى اليوم 3 كيلو وات، فالكيلو وات الواحد بيأخذ مساحة 12 كيلو مترا مربعا».


وأشار إلى أن المشكلة الوحيدة التى تواجه إنشاء مثل هذه المحطات احتياجها إلى مساحات كبرى، مضيفا أنه فى حالة بيعها إلى الحكومة يباع الكيلو وات بـ 108 قرش.


وتابع: «مكلفة فى البداية، ولكن بعد ذلك تظل لمدة 25 سنة، فالكيلو وات يكلف من 15 إلى 20 ألف جنيه، لإنشاء المحطة، أى ما يعادل 1000 دولار».


المهندس حازم عبد الجواد صاحب مبادرة شبابية لتنفيذ وحدة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بالمنزل عبر تجميع الخلايا الضوئية يدويًا، شرح كيف قام بتجميعها هو وفريق العمل خلال سبعة أيام فقط، لإضاءة منزل وتشغيل أجهزة بسيطة به بإحدى قرى ريف مصر. وتكونت الوحدة من الخلايا الضوئية ذات اللون الأزرق من نوع مونو كريستالين ذات الكفاءة العالية وتم توصيلها عن طريق "bus wire" بقوة 0.5 فولت و4.5 وات.


وتكلفت الخلية 1.5 دولار أمريكى والسلك الموصل يتراوح سعره ما بين 18-20 دولارًا، ويحتاج اللوح الشمسى الواحد 100 وات ويتكون مما يقارب 22 خلية ضوئية.


وقريبًا وليس ببعيد أن تثبت للعالم أن قرية بنبان فى صعيد مصر بمحافظة أسوان، سوف تكتب فى موسوعة "جينيس" العالمية؛ كونها أول قرية تغطى مصر بالكهرباء، من خلال 40 محطة شمسية تستهدف إنتاج الكهرباء بقدرة 2000 ميجاوات بواقع 50 ميجاوات من كل محطة بما يعادل 90 % للطاقة المنتجة من السد العالى.


ويقع تنفيذ المشروع العملاق على مساحة 8843.3 فدان باستثمارات تصل لحوالى 1،5 مليار دولار، كما ستوفر نحو 80 ألف فرصة عمل خلال مدة الإنشاءات التى تستمر أكثر من 4 سنوات، بالإضافة إلى أنها تضم من 20 حتى 25 جنسية، لكن أصحاب الشركات الاستثمارية يواجهون حزمة من الأزمات الأساسية تجاه الشركة المعنية بالخدمات العامة للمشروع.


وقال المستثمرون إن وزارة الكهرباء منذ عام قامت بترسية مناقصة الخدمات العامة لشركة أبناء حسن علام، ودورها يقوم على توفير الخدمات الأساسية داخل المشروع، وهى الأمن الخارجى وتأمين الأسوار وتهيئة الطرق والنظافة وتدوير النفايات، لكن حتى هذه اللحظة مازالت شركة الخدمات لم تلتزم بالشروط الواجبة لدعم الخدمات الأساسية بالمشروع.


وأضاف المستثمرون أن مشروع الطاقة الشمسية ببنبان، يحتاج الى تركيب بوابات إلكترونية أو كاميرات مراقبة أو حتى التفتيش الجيد على السيارات والمعدات الثقيلة.


وأوضح أن طرق المشروع غير ممهدة وجميعها ما بين "المدقات"، إضافة إلى الروائح الكريهة التى تنتشر بصورة تزكم الأنوف وتمرض الأبصار.


وأكد المستثمرون أن المشهد داخل مشروع الطاقة الشمسية ببنبان أصبح غير مستقر نتيجة عدم التزام الشركات المعنية بالخدمات العامة فى حماية أصحاب الشركات المستثمرين ومعداتهم الثقيلة، وأصبحت الإتاوات هى الوسيلة لحماية المعدات الثقيلة من السرقات.