رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

صدمة.. صرف «40» مليون دولار سنويًا على الترويج للسياحة بمقاطع فيديو وبنرات فى الشوارع

رانيا المشاط - أرشيفية
رانيا المشاط - أرشيفية


كشفت ميزانية هيئة تنشيط السياحة عن إنفاق «40» مليون دولار على «التسويق» خلال عام، وهذا ما أقره مجلس إدارة الهيئة، وبالرغم من تعاقد وزارة السياحة مع شركة علاقات عامة للتسويق للمقاصد السياحية المصرية في الخارج إلا أنها أيضا شاركت في حملات مشتركة، وأنفقت ملايين الدولارات، وتجاهلت جميع الأساليب الحديثة في الترويج خارجيًا، وأصبحت الوزارة تعمل في جزر منعزلة بمفردها ولا تواكب العصر في معرفة أساليب الترويج الحديثة.


كما استمرت الوزارة في أسلوب الترويج القديم «الذى عفى عليه الزمن»، ويتمثل ذلك في الإعلانات بالشوارع والميادين في الخارج أو مقاطع فيديو يتم عرضها من خلال شاشات التلفاز، وكل ماتم التوصل له بالنسبة للتسويق الإلكتروني الحديث هو إنشاء موقع إلكتروني أو صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فقط للترويج لمصر وتجاهلت أحدث الأساليب المتبعة لدى الدول المتقدمة سياحيًا.


فبعد حالة الركود التي شهدتها السياحة المصرية لم تتبع وزارة السياحة استراتيجيات تغيير الصورة الذهنية لمصر بعد الأزمات من خلال «السوشيال ميديا».


ولم تتبع وزارة السياحة بناء نظرية متكاملة عن تغيير الصورة الذهنية من خلال عدة استراتيجيات والبدء بتسويق سياحتها من خلال إنشاء online games «ألعاب إلكترونية» للكبار والأطفال؛ لتعريفهم بالمنتجات السياحية وربطهم بمصر كما فعلت دولة الإمارات حاليًا لجذب المزيد من الحركة السياحية من كل دول العالم ولم ترتكز على عدة دول فقط ولكن استراتجيتها وهدفها سياحة من جميع الجنسيات.


بدأت دبي خلال الأشهر الماضية في اتباع هذا الأسلوب التسويقي بطرح أول منتج ألعاب إلكترونية للتعريف بدبي من خلال عدة مراحل وفيديوهات «شيقة».


ولم تستهدف دبي في تسويقها الحديث من خلال الألعاب الإلكترونية فئة معينة من السياح؛ بل استهدفت جميع الفئات من خلال طرحها عدة ألعاب مختلفة لجميع الأعمار.


وقدمت في ألعابها جميع أنواع السياحة مثل سياحة الصحاري والخيول والسياحة التسويقية وأهم الأماكن والمناطق السياحية في دبي من خلال عدة مراحل تشويقية تجذب اللاعب، كما قدمت ألعاب سباق سيارات يستطيع من خلالها اللاعب أن يتجول في دبي ويرى الإمارة وأهم أماكن فيها، واستهدفت في تسويقها الإلكتروني من خلال الألعاب "الزومبي"، وقدمته بشكل مختلف من خلال انتشاره وقتاله في اللعبة بشوارع الإمارة وقدمت العديد من أشكال التسويق الإلكتروني من خلال الألعاب بأشكال مختلفة وجذابة.


والطامة الكبرى أنه يوجد في مصر العديد من الكفاءات الناجحة في مجال التسويق الإلكتروني وقدموا أبحاثًا ودراسات ومتخصصين في التسويق السياحي وعرضوا مساعدتهم على عدة مسئولين ولكن لا حياة لمن تنادي.


وأبرز مثال على ذلك: الشاب ريمون نجيب، أحد الشباب الأكفاء، ويعمل في القطاع السياحي، وقضى «٤» سنوات دراسة للحصول على ماجستير في التسويق السياحي من ثالث أكبر جامعة في التخصص السياحي، وأمضى عامين آخرين لتحضير رسالة الماجستير؛ بهدف مساعدة مصر في تنمية السياحة.


وقدم توصيات أخرى كثيرة لعدة مسئولين في الدولة ولم يتلق أي إجابة منهم سواء بالرفض أو الإيجاب.


كما يصر مسئولو السياحة في البحث عن خبراء أجانب ليست لهم أدنى فكرة بالوضع الحالي، ويحصلون على مبالغ كبيرة للاستشارة، وهناك أبناء وطن يقدمون جهودهم طواعية بدون أجر، وأصبحت وزارة السياحة تعمل تحت شعار «السبوبة» فأي شخص يريد أن يكسب و«يسترزق» يذهب لوزارة السياحة، ويقدم «شو تسويقي» سخيفا وقديما للحصول على المزيد من الدولارات دون أي فائدة أو مردود لوزارة السياحة.


ولم يُفاجأ العاملون بـ«القطاع السياحي» بما وصلت له السياحة المصرية في ظل التخبط والاستعانة بقيادات من خارج القطاع، وغير دارسين وليست لهم أي خبرة عن السياحة، أو «السوشيال ميديا» والهواتف الذكية فكيف سيواكبون التطور الحديث في الدعاية.