رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«cutting».. مرض خطير ينتشر بين الفتيات للاستمتاع بـ«منظر الدم»

فتاة مع والدتها -
فتاة مع والدتها - أرشيفية


انتشرت مؤخرًا بصورة مُخيفة ظاهرة مرضية تُعرف باسم الـ«cutting» بين الفتيات المراهقات اللاتى يلحقن الأذى الجسدي بأنفسهن من خلال إجراء «تقطيع» ظاهري على اليد باستخدام الأدوات الحادة، مثل «مشرط – سكين – أدوات حلاقة»؛ حتى يسيل الدم ويشعرن بالراحة الوقتية والتخلص من الألم النفسي بشكل مؤقت.


ويقول الدكتور عمرو شليل، استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي ببورسعيد، إن الأذى البدني الذي تُلحقه الفتيات بأنفسهن يرتبط بمجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، من أهمها اضطراب الشخصية، اضطرابات القلق والاكتئاب، اضطرابات ما بعد الصدمة، اضطراب الهوية الشخصية التي تتمثل في (اضطراب الهوية الاجتماعية والثقافية والجنسية).


ويواصل «شليل» بأن الخطير في الأمر أن نسبة انتشار هذه الظاهرة سريعة، لاسيما أن الفتيات يدربن ذويهم على الخطوات التي يقمن بها للتخلص من أي ألم يشعرن به، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة من الممكن أن تتسبب في حدوث الوفاة نتيجة القطع الخاطئ أو التلوث بأي من الأمراض الأخرى عن طريق الدم.


وكشف «شليل» عن أهم الأسباب المؤدية لتلك الظاهرة وهى: العجز في التكيف بصورة صحيحة داخل الأسرة، صعوبة إيجاد مكان ملائم تشعر فيه الفتاة بالاستقرار والراحة داخل العائلة فتصبح عرضة للمخاطر الخارجية والانسياق وراء الأفكار السلوكية الخاطئة، الشعور بالوحدة النفسية والعزلة المستمرة وعدم التواصل بشكل جيد مع الفتاة والتغلب على مشاكلها من ناحية الوالدين، الغضب والرفض والنقد المستمر والشعور بالكراهية من المحيطين بهم.


ويستطرد استشاري العلاج النفسي بأن هؤلاء يعانون من اضطراب في الشخصية شديد الخطورة على حياتهم ومستقبلهم، لذلك لابد من الوقوف بجانبهم من ناحية الأسرة وجميع أفراد المجتمع للحفاظ عليهم من الأفكار المستحدثة المغلوطة عن كيفية التخلص من الآلام النفسية والضغوط التي يواجهونها في حياتهم.


ويضرب «شليل» مثلًا بحالة فتاة ارتبطت عاطفيًا بشاب؛ تم تركها، وبدأ يوبخها حتى أصيبت باكتئاب، وعرفها أصدقاء السوء بظاهرة الـ«cutting» للتخلص من الآلام التى تشعر بها، وللتخلص من المشاعر العاطفية التي تؤثر عليها عندما تشعر بالحنين أو الاشتياق لهذا الشاب، عن طريق حدوث قطع خارجي على سطح الجلد ونزول دم ووهمها بأنها عندما ترى الدم يسيل أمامها تصبح أكثر راحة نفسية وهو أشبه بالمخدر الذي يريحها من الألم النفسي.


ومن خلال استخدام العلاج المعرفي السلوكي في جلسات العلاج النفسي المقدمة لها بالمحادثة المتبادلة مع الحالة نستطيع توفير أكبر ضمانة وأفضل فرصة لإنقاذ حياتها من خطورة الإقدام الجدي على التخلص من حياتها بهذه الطريقة.


ويؤكد استشاري العلاج النفسي، أن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في مساندة الفتاة خلال هذه المرحلة بالاحتواء وليس بالشدة بل بالعاطفة وليس بالكره، بالحب والاهتمام والإشباع المعنوي قبل المادي وترك المشاحنات والصراعات التي تحدث داخل الأسرة، حتى لا يقع المراهقون والمراهقات ضحية هذه المشاحنات.