رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عمرو عبد الجليل في حوار خاص لـ«النبأ»: عمري ما فكرت أكون «نجم».. وإيرادات «سوق الجمعة» لا تشغلني

عمرو عبد الجليل من
عمرو عبد الجليل من "سوق الجمعة"


الفيلم بعيد عن أي إسقاطات سياسية.. وهذه أسباب موافقتي على «خرطوش»

التمثيل هو حلمي الوحيد.. ولا أسعى لـ«البطولة المطلقة»

لن أنجرف للأعمال الشعبية المسيئة.. ومصير «البارون 2» مجهول 


استطاع الفنان عمرو عبد الجليل أن يبهر الجميع بدوره في فيلم "سوق الجمعة"، الذي خاض من خلاله سباق عيد الأضحى، فعلى الرغم من تراجع إيرادات العمل مقارنة بغيره، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من الإشادة بشخصية "خرطوش"، الشاب الفقير الذي يسعى لبسط نفوذه وسيطرته على "الحارة"، بشتى الطرق والأساليب.

ولم يكن هذا الأمر غريبًا على فنان بحجمه، إذ اعتاد على تقديم أدواره بسلاسة شديدة، تجعل النُقاد والجمهور ينبهرون به، فضلًا عن خفه دمه، وحسه الفني العالي.

"عمرو" فتح قلبه لـ"النبأ" في حوار فني، تحدث فيه عن مشاركته في الفيلم، وعن كواليس التصوير، وعن رأيه في الإيرادات، والتي جاءت قليلة مُقارنة بباقي أفلام موسم العيد، وغيرها من الأمور التي ترصدها تفاصيل الحوار التالي:

كيف كان استعدادك لشخصية "خرطوش" في الفيلم؟

"خرطوش" شاب صعيدي يعمل في سوق الجمعة، ويقوم بأعمال خاطئة عديدة؛ كتجارة المخدرات والبلطجة، واستعداداتي للشخصية كانت عادية جدًا، فأنا بالفعل أجيد اللكنة الصعيدية، بالإضافة لتجسيدي لها أكثر من مرة وتدريبي عليها في أعمالي السابقة كثيرًا، ولذلك لم تواجهني صعوبة في تقديمها الحمدلله.

بالإضافة إلى أنني رسمت ملامح الشخصية بطريقة تحمل بصمتي، فعلى الرغم من أنه "صعيدي" ويعمل في سوق شعبي، لكنه يرتدي قميصًا وبنطلونًا ولديه شخصية مميزة، ويقوم بإلقاء "الإيفيهات" من وقت لآخر بطريقة تجعله يتسم بخفة الدم طول الأحداث.

وما سر قبولك لهذا الدور؟

أن الشخصية جديدة ومختلفة عليَ، بالإضافة إلى أن المخرج سامح عبد العزيز من الأسماء الكبيرة التي لا تجعل أحدًا يتردد في قبول العمل معها، فهو مخرج يرى كل فنان بشكل مختلف عن غيره، وأنا أسعد بالوقوف أمام كاميرته من جديد، بعد فيلم "الليلة الكبيرة"، الذي قدمناه معًا منذ 3 سنوات.

بجانب المنتج أحمد عبد الباسط، الذي كان لدىَ فضول وشغف للتعاون معه للمرة الأولى، فضلًا عن فريق عمل الفيلم الرائع، فعلى الرغم من أن معظمنا لم يعمل في السينما كثيرًا، لكننا نجحنا في أن يخرج الفيلم للنور بأفضل شكل ممكن.

وكيف كانت كواليس التصوير؟

كانت رائعة إلى أبعد حد، وكل أبطال الفيلم كانوا يتعاونون بمنتهى الود معًا، كما أن جميعهم أصدقائي وزملائي بعيدًا عن المجال الفني والتمثيل، وعلاقتي بهم طيبة على المستوى الشخصي.

ألم تضايقك إيرادات الفيلم القليلة؟ 

إطلاقًا، ففكرة الإيرادات شائكة جدًا، وأنا لا يهمني سوى تقديم عمل فيلم جيد فقط، والرزق "بتاع ربنا" كما يقولون، بالطبع أتمنى أن يحقق أي عمل أقدمه إيرادات مرتفعة، لكنني لن أقدم أبدًا عملًا دون المستوى أو غير لائق للجري وراء الإيرادات.

هل تعاملت مع شخصيات حقيقية من "سوق الجمعة"؟ 

الأمر لم يتطلب القيام بذلك، فالسياق الدرامي مرسوم بطريقة معينة، لا تحتاج معايشة واقعية لشخصيات التجار في السوق، وليس معنى أن اسم الفيلم "سوق الجمعة" أننا نجسد طريقة حياتهم بشكل واقعي، لكنها مجرد أحداث درامية اختار لها صناع العمل مكانًا لتقع فيه، لذلك فضلت أن أندمج مع الشخصية وفقًا لوجهة نظر المؤلف والمخرج، واعتمدت على الورق بشكل كبير، وهو ما نجحت فيه.

قيل إن العمل يحمل طابعًا سياسيًا، خاصة فيما يتعلق بالتفجير والإرهاب، ما تعليقك على ذلك؟ 

الأمر ليس به أي إسقاطات سياسية، والفيلم إنساني واجتماعي في المقام الأول، ويناقش مشاكل حقيقية تقع داخل السوق بالفعل.

هل تحصر نفسك في الأعمال الشعبية لمكانتها الخاصة لدى الجمهور؟

هذا ليس مقياسًا، والدليل على ذلك أن هناك أفلاما شعبية تنجح وأخرى لا، ولكن جودة العمل تتعلق بإحساس الجمهور أن الموضوع حقيقيًا، والشخصيات بها مصداقية، وأن يجدوا أنفسهم في شخصيات العمل، ولذلك فأنا أسعى لعدم الانجراف في طريق الأعمال الشعبية المسيئة، والتي تعتمد على الشتائم و"السنج"، وتساعد على نشر البلطجة، وأفضل تقديم أعمال شعبية تعبر عن المصريين.

إذن ماذا عن تكرارك لتقديم الشخصية الشعبية في أعمالك الأخيرة؟ 

الأمر لم يكن مقصودًا، لكنه يرجع إلى المخرج والمنتج في المقام الأول، وفي النهاية كل ما يهمني هو أن يكون الدور مؤثرًا في الجمهور، بغض النظر عن نوعه.

ولماذا عدت للبطولات الجماعية بعد أن كان أخر أفلامك "فص ملح وداخ" بطولة مطلقة لك؟

البطولة الجماعية أو الفردية ليس هو المعيار الذي أحدد على أساسه قبولي أو رفضي لأي عمل، لكن الأمر يعتمد على مدى إحساسي بالدور المعروض عليَ، لكن البطولة والنجومية وترتيب الأسماء كلها حسابات لا تشغلني نهائيًا ولا أتعجل عليها.

وأنا "عمري ما فكرت أبقى نجم"، وحلمي الوحيد كان هو التمثيل والتواجد، والحمد لله أعطاني الله أكثر مما حلمت به، وكل ما أفكر فيه حاليًا هو تقديم أعمال جيدة عندما يراها الناس يدعون لي بالرحمة بعد موتي، ليس أكثر.

وماذا تعني بـ"إحساسك بالدور"؟ 

أعني أنني لا أضع شروطًا محددة مثل الكثير من الفنانين، فأنا شخص "مُسالم" إلى أبعد الحدود، وأؤمن تمامًا أن الممثل عامة، هو مجرد أداة يستخدمها المخرج ويوظفها بالشكل الذي يراه جيدًا، لنجاح عمله، لذلك لا أتدخل كثيرًا في تفاصيل السيناريو، حتى لو حُذف منه نصف مشاهدي، وعند إضافة أشياء جديدة أقوم بتنفيذها دون اعتراض، كما أن نجاح أي عمل لا يتأثر سوى بجودته، مهما كانت مساحته أو حجمه.

بعيدًا عن السينما، ما مصير الجزء الثاني من مسلسل "البارون"؟ 

لا أعلم في الحقيقة حتى الآن مصيره، فبعد أن قطعنا جزءًا كبيرًا من تصويره، وكان الاتفاق على تقديم العمل في صورة جزأين، عُرض الجزء الأول وحقق نجاحًا واسعًا، ثم اختفى الحديث فجأة عن الجزء الجديد، وخطواته المتبقية "مجهولة" بالنسبة لي.