رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

في قضية «التحرش».. المرأة متهمة مثل الرجل أيضًا

هيثم بطاح
هيثم بطاح


أعادت واقعة التحرش بفتاة في التجمع الخامس، الحديث مجددًا عن هذه الظاهرة الخطيرة التى كانت حديث «السوشيال ميديا» خلال الأيام الماضية، ثم ما تبع تلك الواقعة من كواليس ومحاولات الكثيرين تقديم هذه القضية من الناحية السطحية، وهو الأمر الذي جعلنى أتذكر الحديث الشريف «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».


حديث لا ينقطع عن هذه الظاهرة المذمومة قطعا ولا نضع أيدينا ولا نريد أن نقترب من بواعثها والعوامل التى أدت إلى تفحلها والعمل على حلها ووضع حلول جذرية من شأنها الإصلاح وكأن القائمين على تفسير وتقديم هذا الأمر يريدون خلق مناخ صدامى وحرب عالمية ثالثة بين هذا «الملاك الطاهر» وهى المرأة، وذلك «المخلوق المستذئب» ألا وهو الرجل.


وللأسف غالبية من يتحدثون عن هذه القضية يُحملون الرجل المسئولية كاملة وهذا أمر غير معقول ولا متوازن فإذا كنا ننادى بأن المرأة نصف المجتمع ولها ما للرجل من حقوق وواجبات فلماذا لا نطبق أيضا القانون على الفتيات والنساء العاريات فى شوارعنا ولماذا لا تلتزم المرأة بزى يتناسب مع طبيعة المجتمع المصري الإسلامي الشرقي -إن صحت الهوية-.


مئات الفتيات بل لا أكون مبالغا إن قلت الآلاف فى مراكب نيلية رخيصة بطول النيل يرقصون بصحبة الشباب على أغانى أقل ما توصف به أنها «قذرة ومقرفة» أليس ذلك تحرشًا؟.. أليست الفتيات والنساء اللاتي يجلسن فى محطات المترو ووسائل المواصلات ومنتشرين على الكبارى مع الرجال حتى ساعات متأخرة من الليل فى أوضاع لا ترضى الله وبعيدة كل البعد عن تقاليد مجتمعنا تحتاج إلى تغليظ العقوبة عليها ولا ده عادى .. من حقها صح ..مفيش مشكلة.


نحن فقط نحمل الشباب والرجال المسئولية كاملة ونطالب بتوقيع أقصى عقوبة عليهم وإعدامهم ولا نضع قوانين تجرم خروج المرأة بزى يظهر جسدها ويجسمه ويرسم كل قطعة منه رسماً دقيقاً ومفصلا دون أن تشعر بأدنى مسئولية منها تجاه المجتمع أو ما يحدث فيه  وفى نفس الوقت لا نستطيع أن نغلق البارات وأماكن تقديم الفجور ليلاً نهاراً لشباب وفتيات مصر وغيرها من أماكن الفجور والعبث من مراحيض الفسق .


آن الأوان أن نواجه أنفسنا "حكومة وشعبا " ونضع استراتيجية  حقيقة لإنقاذ أجيال تربت وترعرعت وسط بيئة ضحلة وتعلمت مناهج دراسية حذفت منها دروس التربية الوطنية والأخلاق إرضاءً  للدولة المانحة .. أجيال تفتحت عينها على أفلام تقدم وجبات الجنس بلا رقيب وأغنيات هابطة من طراز "ركبنى المرجيحة".." ومن تحت يا حودة".. أطفال نشأت وسط أسر لا يجد الكثير منها قوت يومه وعائلها  ليس لديه وقت للتربية لأنه أصبح فى تعداد الموتى .


وهنا تجد من يباغتك بالسؤال السطحى والتقليدى.. هل ترضى ذلك لوالدتك أو أختك أو زوجتك؟.. طبعا يا سيدى لا أرضى.. وأتفق معك تماماً فى توقيع عقوبة مغلظة على من يقوم بهذا الجرم ولكن علينا أن نكون منصفين من منطلق المسئولية المشتركة بين الرجل والمرأة فى بناء المجتمع والحفاظ على مبادئه وقوامه فإذا كنت تريد أن تطبق عقوبة عليك أولاً أن تغلق باب البواعث وتنسف العوامل التى أدت إلى انتشار وتوغل هذه الظاهرة.. وإلا يبقى بنحرث في مية.