رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كارثة.. "النبأ" تكشف مخر سيول يتحول لصرف صحى.. والمزارعين باعوا السمك الفاسد

النبأ

تحولت مياه الصرف الصحى بقرى مدينة إدفو بمحافظة أسوان، إلى ما أشبه بـمصدر رزق لقطاع كبير من المزارعين، وذلك لقيامهم بصيد الأسماك من البحيرة الملوثة وبيعها للمواطنين بأسعار زهيدة، ما يهدد صحة الآبرياء والبسطاء.

واللافت فى الأمر إن كميات المياه داخل مجرى البحيرة الملوثة جميعها جاءت لتحول مسار ماسورة صرف صحى من الغابات الشجرية إلى مخر السيول، وتمتد ذلك حوالى 5 كيلو تنتهى بالصرف على مياه النيل، مما يشير لغياب الرقابة وخواء الضمير وانعدام المسئولية حتى أصبحت الكوارث بالجملة.

وتمر هذه الماسورة بين 8 قرى بمدينة إدفو، وهي "قرى عزبة المصرى، والقارة، وكوم الأمير، والسواكنية، والعقولة، وعزبة أبو نصار، والحجاجرة"، ونتج لعدم تدخل الجهات المعنية في انتشار الأمراض وبيع الأسماك الصغيرة الفاسدة، بالإضافة لاختلاط مياه المجارى بمياه نهر النيل أهم شريان للحياة.

وأدان عمر يعقوب، أمين عام بحزب مصر القومى، حالة الإهمال والفساد الشديد وتراخى المسئولين، مشيرًا إلى أن المزارعين استغلوا تراكم المياه الملوثة الناجمة عن مأسوره صرف صحى لاصطياد الأسماك، موضحًا إن ما يحدث بمثابة جرائم لاغتيال الإنسانية والأمل والحياة فى أجساد البشر.

وأكد يعقوب خلال حديثه لـ"النبأ": إن الكارثة تعد اختبارًا لقدرات النواب فى حلها بعد علمهم بانتشار الأمراض بين الأطفال والسيدات والشباب، أو تصل إليهم صرخات المتألمين والمرضى من أبناء دائرتهم وأبناء وطنهم حتى لا تأخذهم بزوغ شهورة المناصب لتدمير المصلحة العامة، مدللاً حوائط المنازل خير شاهد على الروائح الكريهة.

وأيده عبد الوهاب أحمد، أحد المتضررين، إن بداية كارثة بيع الأسماك ورائها تحويل مسار ماسورة المياه لمصرف السيول بدلًا من الغابات الشجرية، ووصفها بـ"ماسورة الموت"، موضحًا أن الهدف من الأنشاء للمأسورة تغذية الغابات الشجرية وليس تدمير أجساد البشرية، متسائلاً أين دور وكيل وزارة الرى من خطة تطهير مخرات السيول وتجهيزها للكوارث الطارئة؟.

وفى السياق ذاته، شدد سيد سعدى، أحد المتضررين، لانتشار عدد من المزارعين لقيامهم باصيطاد الأسماك الملوثة داخل بحيرة المجارى وبيعها للمواطنين الأشد فقرًا وإحتياجًا، قائلاً "المواطنين يشربون المياه الملوثة ويأكلون أسماكًا فاسدة، حرااام إللى بيحصل فى الغلابة".

وناشد الأهالى،  اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، والمهندس محمد على، وكيل وزارة الرى، بسرعة التدخل الجاد لوقف صرف مياه المجارى بمخر السيول وتحويل المسار إلى الغابات الشجرية حتى تتمكن الدولة الاستفادة منها فى صناعة الخشب وغيرها من الصناعات المهمة، بدلاً من تكبدها مبالغ طائلة ضريبة العلاج للمرضى.