رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

التفاصيل الكاملة لإعترافات الأب المتهم بقتل نجليه "محمد وريان" أمام النيابة

نص التحقيقات كاملة
نص التحقيقات كاملة مع قاتل نجليه- المتهم

أعترف الأب القاتل بتفاصيل جريمته أمام هيئة النيابة العامة بقتله نجليه ، وفجّر مفاجآت جديدة حول دوافع ارتكابه لجريمته الشنيعة، بعد خسارته لميراثه من والده وإدمانه للمخدرات. 
وكانت نيابة شمال الكلية بالمنصورة قد واصلت تحقيقاتها لليوم الثاني على التوالى  فى قضية مقتل طفلي "ميت سلسبيل" المعروفة إعلاميا بـطفلى "الملاهى ".

بعد اعتراف والد الطفلين ريان ومحمد بإلقائهما أحياء بمياه نهر النيل من أعلى كوبري فارسكور بدمياط، وادعائه اختطافهما خلال اصطحابه لهما لقضاء فسحة العيد بإحدى الملاهي بمدينة ميت سلسيل.

وحضر المتهم إلى مقر النيابة الكلية فى المنصورة وسط حراسة أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن،والتى تمكنت من نقله من ديوان قسم شرطة ميت سلسيل إلى النيابة في سرية تامة، خشية من فتك الأهالي به فى طريق امتد لمسافة 55 كيلو.
ورافق المتهم خلال التحقيقات عدد من ضباط فريق البحث الجنائي الذي توصلوا إلى قيامه بارتكاب الواقعة، واعترافه تفصيليا بارتكاب الجريمة.


ودفع فريق البحث بأدلة اتهام جديدة كمشاهدات له من خلال 32 كاميرة للمراقبة على الطريق الى فارسكور داخل سيارته، وخلال تموين الوقود لسيارته بإحدى محطات الوقود وظهور أحد الطفلين من شباك السيارة خلال توقف السيارة بالمحطة،بالإضافة لمكالمة رصدت من برج الاتصالات بفارسكور،تفيد  بقيام المتهم بإجراء مكالمة من تليفونه الي زوجته، بجانب الكاميرات التي رصدته في طريقة إلى ارتكاب الجريمة.

ووقف المتهم أمام رئيس النيابة الكلية للإدلاء باعترافاته كاملة، مشيرا إلى أنه فى يوم الحادث ظل داخل المنزل حتى تمام الخامسة عصرا، ودعا نجليه ريان ومحمد لارتداء ملابسهما من أجل الخروج للتنزه بأحد الملاهي بالمدينة، وأنه تناول عقار "الأستروكس" قبل ارتكاب الواقعة، وأخذهما في سيارته ثم اتجه ناحية طريق "الجمالية" والتي تقع على مسافة 5 كيلو من مسقط رأسه، ثم توقف بإحدى محطات الوقود من أجل تموين بنزين بالسيارة، بعدها اتجه مباشرة إلى كوبري فارسكور العلوي أعلى نهر النيل.

وتابع المتهم أنه نزل من سيارته وأبلغ نجليه بأنه سوف يقوم بتصويرهما وقام بوضعهما على سور الكوبري وأخذ يترقب المكان لمتابعة إذا كان أحد يشاهده ام لا ، وبعدها قام بقذفهما في المياه وهما في يد بعضهما، وأخذ سيارته واتجه مسرعا صوب منطقة الملاهي بالمدينة وأخذ يصرخ مدعيا اختفاء الطفلين.

وأضاف المتهم إلى أنه قام بالاتصال بشقيقه "حمادة"، وأبلغه أن نجليه اختفيا، وحضر إليه بصحبة شقيقه الثالث "رضا"، وبدءوا فى البحث فى كل مكان، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أن تظهر جثث الأطفال بعد الحادث بساعات، مؤكدا أنه ذهب إلى قسم الشرطة وظل يصيح في وجه رئيس المباحث للمطالبة بتحرير محضر باختفاء نجليه، خاصة أن القانون يحتم مرور 24 ساعة على الاختفاء، ورغم ذلك تعاطف، الرائد محمد فتحي، رئيس المباحث معه، وقرر اصطحابه إلى منطقة الملاهي والبحث عن الأطفال خاصة أن علامات الخوف والقلق كانت تظهر على وجهه.

وتابع المتهم أن رئيس المباحث عاد به إلى القسم وظل يناقشه حول وجود أي خلافات بينه وبين بعض الأشخاص، مما يدعو لاختطافهما، مؤكدا أنه نفى وجود أي خلافات أو أعمال تجارية مع شركاء أو أشخاص تتسبب فى خطفهم.
وقال المتهم ،فضلت فى القسم وكل الضباط والأمناء متعاطفين معى، إلى أن  وصلت إشارة لقسم ميت سلسيل من مركز شرطة فارسكور وقتها علمت أن المباحث توصلت لجثامين "ريان ومحمد" وبدت تظهر علي علامات التوتر بعد أن أخذونى  إلى المستشفى، ودخلت بصحبة وكيل نيابة بفارسكور لمشاهدتهما ووجدتهما داخل ثلاجة المستشفى، ودخلت فى نوبة فقدان للوعي بعد مشاهدة جثتيهما.

وأشار إلى أنه اصطحب نجليه داخل سيارة الإسعاف حتى وصل إلى المدينة وأدوا صلاة الجنازة عليهم  ليلا وتشييعهما إلى مثواهما الأخير، وبعدها حاولت الاختفاء لفترة كي اتعاطى "الأستروكس" كي أدخل في نوبة نسيان لما قمت بارتكابه، حتى استطاع فريق البحث التوصل إلى فجر الخميس الماضي. وبدأت مناقشتي من جديد لأبدأ فى نوبة انهيار بعد أن أبلغني أحد الضباط أن البعض رآني بمدينة فارسكور، واكتشفت أنها كانت حيلة لأحد ضباط فريق البحث لأبدأ فى محاولة تضليلهم بأن الجن هو من سيطر عليه لارتكاب الواقعة.

وحول تعرضه لأيه ضغوط للاعتراف نفي المتهم ذلك، مؤكدا ان دوافع ارتكابة الجريمة جاءت في ظل حالة الضغط النفسي التي يمر بها، بعد ان فقد أكثر من مليون ونصف جنيه ورثها بعد وفاة والده على ملذاته، فضلا عن تعاطيه عقار "الأستروكس والفودو"، ووصل إلى مرحلة يائسة من الإدمان دفعت أشقاءه إلى محاولة إثنائه عن تناوله وإيداعه مصحة نفسية إلا أنه رفض ذلك.

وتابع  الأب المتهم: أنا بحب ولادي ولما قتلتهم كان من دافع الخوف عليهم وإنهم أطفال لما يموتوا دلوقتى هيخشوا الجنة ولا يشوفوا أبدا مصير سيئ ويعرفوا أن أبوهم مدمن وضيع مالهم،وبعد إدلاء المتهم باعترافاته كاملة، اصطحب فريق من نيابة شمال الكلية المتهم وسط إجراءات مشددة في الثالثة فجرا إلى مدينة فارسكور، حتى قام بتمثيل الجريمة كاملة.

وعقب عودته، قررت حبسة 4 أيام على ذمة التحقيقات، واستدعاء أشقائه للإدلاء بأقوالهم، وإجراء تحليل سموم للمتهم لبيان نوع المادة المخدرة التى يتعاطاها ونقل المتهم إلى نيابة فارسكور لاستكمال سير التحقيقات باعتبارها محل واقعة القتل.


وتوصلت "النبأ" إلى الصفحة الشخصية للمتهم والتي تضمنت "بوست" كتبه بتاريخ 22 يوليو الماضي تضمن توديع كل أصدقائه عبر صفحته الشخصية معلنا إغلاق الصفحة،وكتب المتهم على صفحته: "سلام ياصحبي.. حان وقت المغادرة"، الأمر الذي أثار استغراب الكثير من أصدقائه على الصفحة ليسأله البعض حول أسباب كتابته البوست ليرد عليهم بقوله: جولة خارج الكوكب الدائري. 

فيما تضمنت الصفحة عددا من البوستات تحمل أدعية كان منها بوست دونه في 22 من مايو الماضي كتب فيه "اللهم اجرنا من النار ياارحم الراحمين"، وصورا أخرى كتب عليها "الحمدلله على نعمة الإسلام"، وصورا أخرى مع بعض أصدقائه وأثناء تركيب تكييفات، فضلا عن تحديد مكانه برفقة أحد أصدقائه داخل مستشفى الطوارئ بالمنصورة طالبا الدعاء بشفائه. 

جدير بالذكر  أن قوة من ضباط مباحث مركز شرطة ميت سلسيل قد تمكنت فجر الجمعة، من ضبط والد الطفلين ريان ومحمد،بعد اختفائه في ظروف غامضة، بعد أن اختفى من المنزل عقب تشييع جثامين  الطفلين.

ترجع أحداث  الواقعة عندما تلقى اللواء محمد حجي، مساعد الوزير  مدير  أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية بالمديرية  يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ميت سلسيل من محمود نظمي السيد ومقيم منطقة البحر الجديد بالمدينة باختطاف طفليه محمود وريان أثناء تواجدهما معه بالملاهي دائرة قسم شرطة ميت سلسيل.

على الفور انتقل الرائد محمد فتحي صالح، رئيس مباحث المركز لمكان البلاغ، وبسؤال والد الطفلين، في محضر اختفائهما، وأكد أنه فوجئ بشخص يأخذه بالأحضان، أدعى  أنه كان  زميله في المدرسة بالمرحلة الابتدائية وظل يتحدث معه، وعندما تركه وذهب لم يجد نجليه، وبعد 18 ساعة من البحث جرى العثور على الطفلين غرقا في نهر النيل بفارسكور.

وعقب تشييع جنازة الطفلين اختفى الوالد في ظروف غامضة، ليعترف بارتكابه الجريمة أمام اللواء خالد عبدالحميد، وكيل مباحث الوزارة، واللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، والعميد أحمد شوقي، رئيس المباحث الجنائية، ورئيس فرع البحث بشمال الدقهلية وضباط مباحث مركز شرطة ميت سلسيل.

وصرح مصدر أمني أن المكتب الفني لوزير الداخلية تابع سير التحقيقات وأدلة الإثبات مع فريق البحث خطوة بخطوة، مشيرا إلى أن الجميع لم يكن يتوقع أن يقوم الأب بقتل أبنائه بتلك الطريقة ولكنها نهاية المخدرات التي جعلت المتهم في حالة من الخلل النفسي والعقلي مرتكبا جريمته بدافع حبه لأبنائه.

وأضاف أن المتهم حضر وبصحبته 7 محامين وبعدما سمعوا اعترافات المتهم رفضوا جميعا إكمال التحقيقات معه.