رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد أمطار يوم «عرفة».. أخطر «12» حادثة تعرضت لها الكعبة المشرفة

الحج _ أرشيفية
الحج _ أرشيفية


تعرضت «مكة المكرمة»، لموجة من الطقس السيئ من سقوط الأمطار والرياح الشديدة، ما كان له التاثير على الكعبة ليلة يوم عرفة.

وعلى مدار التاريخ، تعرضت الكعبة المشرفة للعديد من الحوادث، رصدها الدكتور أحمد على عثمان الدعاية بالأوقاف.

 وجاءت الحوادث كالتالي:-

(1 ) من أسوأ الحوادث التي مرت على الكعبة المشرفة أن رجلا وامرأة من جرهم فجرا في داخل الكعبة المشرفة حيث وقع إساف على نائلة، فمسخهما الله تعالى حجرين، فأخرجا من الكعبة المشرفة ووضع أحدهما على الصفا والآخر على المروة للعبرة، فتحولت بعد ذلك إلى أصنام تعبد بأمر من عمرو بن لحي الخزاعي، ثم حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق الكعبة المشرفة , والثاني في موضع زمزم . 

(2) كانت ولاية البيت العتيق بيد جرهم، ثم بعد اهمالهم لها وطغيانهم عاقبهم الله سبحانه وتعالى وسلط عليهم خزاعة فنازعتهم فيه وانتزعته منهم.

(3) لقد أزيل الحجر الأسود من مكانه غير مرة من جرهم وإياد والعمالقة وخزاعة والقرامطة , ثم أعاده الله تعالى آخر مرة من القرامطة، وهذه آية من آيات الحجر الأسود، فلقد أزالة القرامطة من مكانه وسافروا به فترة من الزمن، وذلك حينما جاء أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي في موسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة ونهب الحجيج وقتلهم، وذهب بالحجر إلى الكوفة، واستمر عندهم إلى أن اشتراه المطيع لله أو المقتدر على خلاف، وأعيد إلى مكانه عام 339هـ ولما ذهب بالحجر الأسود هلك تحته أربعون جملا، ولما عاد إلى مكة سمن القعود الذي حمله . وكان سبب أخذهم الحجر الاسود هو عزمهم على تحويل الكعبة إلى هجر.
 
(4) لقد مر على الكعبة المشرفة فيضانات وسيول مخربة عبر تاريخها الطويل، ولقد سجل من هذه الحوادث الجارفة تاريخيا حوالي تسعين سيلا، واشتهرت أسماء كثير منها مثل سيل أم نهشل، والجحاف، والمخبل، وابن حنظلة، والقناديل، والخديوي، وغير ذلك، وتسمية هذه السيول إما أن يكون باسم شخص مات فيه، أو بصفة مدى قوته وتدميره، أو باسم مرض انتشر بسببه، أو باسم زمن وقوعه، أو بآثاره على الحرم، أو باسم الشخصية المهمة التي حجت في تلك السنة، وغالبا لا يمر أكثر من ثلاثين عاما إلا ويحدث شيء من هذه السيول.
 
(5) لقد هم أعداء الإنسانية على توالي الأحقاب والدهور من انتقاص قدر البيت المعظم، وتذكر الروايات التاريخية أن أول من سعى في هدم الكعبة المشرفة تبع الحميري، وود لو نقل حجارتها إلى اليمن ليصرف العرب عن مكة وليعم الرخاء والازدهار ربوع اليمن، ولكن الله سبحانه وتعالى هداه على يد حبرين من أحباره فأرياه طريق الحق، فعاد عن غيه وعظم البيت وكساه ديباجا.

(6) مما ثبت قرآنا وتاريخا قصة أصحاب الفيل، ومضمونها أن أبرهة الحبشي بنى كعبة في اليمن سماها القليس، وأنفق على بنائها الأموال الطائلة ليصرف الناس عن البيت إليها، وجاء بجيش يتقدمه فيل ليهدم البيت المعظم , فجعل الله كيده في تضليل، وأرسل عليه وعلى جنوده طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول، أي أهلكتهم عن آخرهم.
 
(7) احترقت الكعبة المشرفة أيام قريش بسبب شرارة طارت من مجمرة لامرأة كانت تجمر الكعبة، فتعلقت الشرارة بأستار الكعبة وانتشرت النار في كل أثوابها التي كانت توضع متراكمة على بعضها , يوضع الجديد فوق القديم بدون إزاحة القديم.

وحين هدمت قريش الكعبة المشرفة، لإعادة بنائها بعد تصدعها حصل خلاف بين قبائل قريش حين وصلوا في البناء إلى مستوى الحجر الأسود على من سيضع الحجر في مكانه؛ لأن في ذلك شرفا عظيما، ووصل النزاع بينهم إلى درجة العزم على القتال، حيث قربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب على الموت، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم الذي في الجفنة، فسموا بعد ذلك لعقة الدم، لكن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم - وكان عامئذ أسن قريش كلها - قال يا قريش: اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب المسجد - باب بني شيبة - ففعلوا، فكان الداخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات، فاحتكموا إليه، فحل النزاع بينهم فوضعه بيده الشريفة في مكانه ولكن بعد أن أشركهم ظاهريا في ذلك بأن طلب رداء وضع الحجر فيه وطلب من كل قبيلة عضوا يمسكون بأطراف الرداء ويرفعونه إلى مستوى مكانه فأخذه هو ووضعه بيده الشريفة مكانه، وهو تدبير إداري حكيم حجب حربا ضروسا من أن تقع بين قريش.

(8) من حوادث التاريخ للكعبة المشرفة أن قريشا حين ضاقت ذرعا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم اتخذوا نوعا من العقوبة أشبه ما نسميه اليوم بالمقاطعة الاقتصادية، فكتبوا صحيفة في ذلك توصي بمقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم ومن يناصره من أهله وقرابته مقاطعة اقتصادية واجتماعية، وعلقوا الصحيفة داخل الكعبة المشرفة تعظيما لشأنها، واستمر الحال ثلاث سنوات ذاق فيها بنو هاشم الموت عيانا، فهيأ الله خمسة من رجال قريش لم يرضوا بأحكام الصحيفة أن يتآمروا على نقضها في جدال عام على ساحة الكعبة، ولما ثار النزاع بينهم وبين قريش حكم أبو طالب وهو أول من قاطعته قريش - بأن يقرءوا الصحيفة وينفذوا ما فيها لأنهم أخطئوا قراءتها وكتابتها في الأصل، فأخرجوا الصحيفة ووجدوا أن الأرضة (دودة الخشب) تخيرت مواطن الكتابة فأكلتها ما عدا اسم الله، وبهذا فك الحصار وأصبحت الكعبة بيتا للأرضة إلى يومنا هذا وهو شرف لها 

(9) غمر مكة المكرمة سيل عظيم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو المشهور باسم سيل أم نهشل . واحتمل السيل مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى أسفل مكة، وعفى موضع المقام، فجيء به وربط إلى أستار الكعبة من الناحية الشرقية , وكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب، فأقبل فزعا وبعد أن تثبت من موقعه السابق تثبيتا يقينيا أعاده إلى مكانه الأصلي وأحكم بناء أساسه، فهو في موضعه تماما إلى اليوم.
 
(10) لقد احترقت الكعبة المشرفة في زمن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وذلك حين اعتصم بمن معه بالكعبة المشرفة حين حصار جيش يزيد بن معاوية له، وكان سبب الحريق أن أحد رجال ابن الزبير أوقد نارا طارت منه شرارة إلى أثواب الكعبة المشرفة فاحترقت موادها الخشبية لأن بناءها زمن قريش كان صفا من الحجارة وصفا من خشب، وكان ذلك سببا في تصدعها، مما أدى بالإضافة إلى ضربها بالمنجنيق إلى تهدمها وضرورة إعادة بنائها.
 
(11) لقد تعرضت الكعبة المشرفة إلى ضرب المنجنيق علي يد الحصين بن نمير قائد جيش يزيد بن معاوية وذلك في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، مما أدى إلى تهدمها عام 64 هجرية، ثم ضربت الكعبة بالمنجنيق مرة أخرى على يد الحجاج بن يوسف الثقفي في آخر ذي الحجة من عام 72 هجرية في فترة حصاره لابن الزبير.

(12) لقد تعرض الحجر الأسود للاعتداء في آخر محرم 1351ه، وذلك حينما أقدم رجل فارسي من بلاد الأفغان على قلع قطعة من الحجر الأسود , وسرق قطعة من ستارة الكعبة المشرفة، فأعدم عقوبة له وفي يوم 28 ربيع الثاني عام 1351هـ أعاد الملك عبد العزيز آل سعود بيده القطعة في مكانها بعد أن عمل لها معجون خاص للتثبيت . وكان ذلك أمام كوكبة من العلماء والمقيمين.