رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل جرائم العنف "أمر مُعدي"؟

العنف
العنف


كشفت ورقة طبية جديدة، عن مدى تأثير جرائم العنف على ضحاياها، فأوضح التقرير أن جرائم العنف التي تشمل الضرب المبرح والاغتصاب وغيرها يمكن أن يسبب تشوهًا كبيرًا ليس فقط على المستوى البدني، ولكن على المستوى النفسي أيضًا.

ترى خبيرة جراحة الوجه والفكين، كرستين جودال، والتي عالجت مئات، إن لم يكن الآلاف، من المرضى الذين يعانون من إصابات في الرقبة والوجه والرأس والفك، في بعض الأحيان، كانت الإصابات ناجمة عن مضرب بيسبول، حيث تسببت في تحطيم العظام، ووجود كدمات قوية، وفي بعض الأحيان كانت بسبب سكين، الذي يترك ندبة محفورة على الوجه، ولكن تأثيره النفسي يكون أقوى بذلك بكثير.

فتقول جودال: إن الشباب المصابين بمثل تلك الجروح، يشعرون بحالة غضب كبيرة، تبدو كما لو كانت أصابتهم عدوى العنف، فيصبحوا قابلين لممارسته على الآخرين، حيث أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية لأرقام الجريمة في 21 دولة أوروبية أن مدينة جلاسجو الاسكتلندية كانت "عاصمة القتل" في أوروبا، إذ يحتاج أكثر من 1000 شخص في السنة للعلاج من الصدمات الوجهية وحدها، وكثير منهم نتيجة العنف.

تقول جودال، أن المشاكل النفسية تستمر لفترة طويلة بعد خروجهم من المستشفى وتتضمن تلك المشاكل؛ الألم المزمن، واضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، والتداوي الذاتي مع الكحول والمخدرات، وكثيراً ما يعود هؤلاء الأشخاص مرة أخرى عن طريق أقسام الحوادث والطوارئ مراراً وتكراراً من خلال ضحايا العنف.

الأمر لا يتوقف على التقارير الطبية، ففي عام 2005، كتب كارين مكلسكي، المحلل الرئيس لشرطة ستراثكلايد، تقريراً يشير إلى أن الفقر والتمييز، وعدم المساواة وأشياء أخرى مثل شرب الكحول، تؤدي إلى العنف، ومعظمها خارج حدود عمل الشرطة، لكنه أشار في التقرير أيضاً إلى أن التعرض للعنف، أحد أسباب العنف نفسه.

وهو ما يعني أن العنف عبارة عن وباء ينتشر من شخص لآخر، حيث أن أحد المؤشرات الأساسية التي تفيد بأن شخصًا ما سينفذ عملاً من أعمال العنف هو أن يكون بنفسه ضحية لأحد أعمال العنف.