رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الزعماء وكرة القدم.. حكايات استغلال «الساحرة المستديرة» فى تنويم الشعوب

رئيسا فرنسا وكرواتيا
رئيسا فرنسا وكرواتيا


«كوليندا» خطفت قلوب ملايين المشجعين حول العالم فى مونديال روسيا


«بوتين» يستغل الحدث العالمى لكسر عزلة روسيا والتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان


نجم ليبيريا جورج وايا أول لاعب فى العالم يصل إلى كرسى الرئاسة


محمد صلاح حصل على أصوات أكثر موسى مصطفى في الانتخابات الرئاسية


رئيس الشيشان استغل «نجم ليفربول» في تحسين سجله «الأسود»


موسوليني نظم مونديال 1934.. وفازت إيطاليا بالبطولة بتواطؤ الحكام


الرئيس البوليفى وصل للحكم بسبب حبه للكرة وعلاقته بالأسطورة «مارادونا»


الصحافة الفرنسية تصف تميم بـ«النبيل» لموقفه من زوجة ماكرون


«عبد الحفيظ»: معظم زعماء العالم أصبحوا يستغلون كرة القدم سياسيًا واللعبة أصبحت تنافس تجارة السلاح والبترول


«على»: كرة القدم تحولت إلى مصدر سعادة مزيف والكثير من الحكام يستغلونها لإلهاء الشعوب



كشف مونديال روسيا الذي فازت به فرنسا، عن استغلال بعض الحكام والرؤساء لهذا الحدث العالمي، وكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، للتقرب من شعوبهم، ورفع شعبيتهم، وأحيانًا لـ«غسل سمعتهم».


وتفتح «النبأ» ملف العلاقة بين السياسة والرياضة، وكيف يستغل الكثير من الحكام والزعماء السياسيين حول العالم الأحداث الرياضة وخاصة كرة القدم من أجل التقرب من شعوبهم والتغطية على الكثير من المشكلات التي يواجهونها داخل بلدانهم، سواء كانت مشكلات سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية.


في البداية لابد من إلقاء لمحة تاريخية عن كيفية استغلال بعض الحكام والزعماء للأحداث لكرة القدم أو الساحرة المستديرة ونجوم كرة القدم سياسيًا.


وبالرجوع إلى الأعوام السابقة نجد أن اثنين من أكبر «الجبابرة» بين زعماء السياسة استغلا الرياضة لدعم مواقفهما الداخلية وتزيين صورتهما الخارجية، أولهم الزعيم الإيطالي "دوتشه" (أو القائد) بينيتو موسولينى الذي أسس الحزب الفاشي، أعطى كل اهتمامه في ثلاثينيات القرن الماضي لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا عام 1934 بأي ثمن، وبالفعل لعبت الضغوط والأموال دورا رئيسيا، وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" منح النهائيات إلى إيطاليا على حساب دول أخرى أكثر ارتباطا وولاء لـ"الفيفا"، وحتى في النهائيات التي تردد عليها موسوليني بكثرة، حيث شاهد كل مباريات منتخب إيطاليا، ليلعب التحكيم غير العادل دورا عظيما في فوز إيطاليا بالكأس، وهو ما يبقى وصمة عار في جبين واحد من بين أكبر المنتخبات العالمية، والذي يعد أيقونة ورمزًا من رموز كرة القدم في العالم قديما وحديثا، كما أنه يضع علامة استفهام كبيرة لدور الزعماء في تغيير نتائج الكثير من اللقاءات خدمة لمصالحهم السياسية، زيادة على الشكوك التي تحوم على مدى مصداقية كل كأس عالم فاز بها منتخب ما.


كما كشف الرئيس البوليفي إيفو موراليس وصديق الأسطورة مارادونا عن عشقه الكبير لكرة القدم بتأكيده أن الساحرة المستديرة لعبت الدور الرئيسي في وصوله إلى مقعد الرئاسة في بلاده بعد أن منحته الشهرة منذ الصغر.


أحدث مسح إحصائي بريطاني جديد صدمة بنتائجه التي أظهرت أن واحدا من أصل 20 تلميذا4 بريطانيا، يظن أن الزعيم النازي أدولف هتلر كان مدربا لكرة القدم في ألمانيا، هذا واحتل الزعيم النازي أدولف هتلر المركز الأول في قائمة من 50 شخصية مشهورة، هم أسوأ المشجعين في تاريخ كرة القدم.


ويعد الجنرال الإسباني فرانكو من أكثر الزعماء تعلقا بكرة القدم، خاصة أنه قتل معارضه رئيس نادي برشلونة "جوسيب سنيول" والذي كان محاميا بمقاطعة كتالونيا.


رمضان قديروف

استغل رئيس الشيشان رمضان قديروف وجود نجم ليفربول المصري محمد صلاح الذي أصبح من أشهر وأهم لاعبي كرة القدم في العالم، كفرصة لتحسين صورته في بطولة كأس العالم واتهمه الكثيرون باستغلال صلاح لمكاسب سياسية، ولـ«تبييض» سجله المليء بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، والمتهم بعمليات تعذيب واختطاف وقمع من أجل ضمان الاستقرار في شمال القوقاز.


صحيفة "موسكو تايم" الناطقة بالإنجليزية والتي تصدر، في موسكو قالت، إن رئيس الدولة رمضان قديروف المقرب من الرئيس بوتين، اصطحب نجم كرة القدم المصرية محمد صلاح بسيارته من الفندق وأخذه إلى الملعب، حيث يتدرب لاعبو المنتخب المصري. مراقبون انتقدوا الخطوة ورأوا فيها استغلالًا لنجومية محمد صلاح المحبوب من قبل جماهير الكرة العالمية والعربية.


بوتين

قبل انطلاق بطولة كأس العالم في روسيا، اتهمت الدوائر الغربية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه قد يستغل كأس العالم لتحقيق أهداف سياسية، من بينها استعراض قوة بلاده وإعادة تحسين صورتها بعد الانتقادات التي واجهتها فيما يتعلق بالتدخل في سوريا وموقفها إزاء شبه جزيرة القرم، وكذلك في أعقاب «فضيحة» المنشطات التي ألقت بظلالها بشكل كبير على الرياضة الروسية وأولمبياد يوتشي 2014 الشتوي، والتغطية على أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة في بلاده، وكبح جماح المعارضة الروسية المنتقدة لسياسة الرئيس بوتين وهيمنة النخبة الاقتصادية والأمنية على البلاد، وكذلك كسر العزلة الغربية المفروضة على روسيا، وسيسعى بوتين أيضًا إلى اكتساب الشرعية من خلال كرة القدم، حيث الفرصة لإثبات أن بلاده بعيدة كل البعد عن العزلة التي يريدها بعض منتقديه.


وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يأمل في أن تلعب بطولة كأس العالم، التي تستضيفها بلاده دورًا في تحسين علاقته مع الغرب لكن ذلك لم يحدث.


وقالت الصحيفة إن روسيا أصبحت في عزلة خلال فعاليات كأس العالم، أكثر مما كانت عليه عندما حصلت على حق تنظيم كأس العالم في 2010.


ولفتت الصحيفة في هذا الصدد الانتباه إلى عدد من الأحداث التي وقعت خلال السنوات الأخيرة منها فرض عقوبات على روسيا، واتهامها بمحاولة اغتيال الجاسوس الروسي المزدوج في بريطانيا، سيرجي سكريبال، وضمها لشبه جزيرة القرم باستفتاء عام 2014.


وأشارت الصحيفة إلى أن الحدث الرياضي الرئيسي في عام 2018 كان على الأقل بمثابة انتصار لبوتين على الساحة الدولية.


وتقول شبكة "إن بي سي" الأمريكية إن بوتين من بين عدد كبير من المسئولين السياسيين الذين يستغلون الأحداث الرياضية لتحقيق مصالح سياسية، أو تحسين سمعة بلاده، وصرف الانتباه عن سجلاتهم المُخجلة في حقوق الإنسان.


وتؤكد إيليا شومانوف، نائب مدير مجموعة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز أن الأنظمة الاستبدادية والحكام الديكتاتورين يحبون الأحداث الرياضية الكُبرى.


وأرجعت ذلك إلى أن الفعاليات الرياضية الكبرى تساعدهم على تعزيز مكانتهم في المجتمع الدولي، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين العاديين، الذين يتابعون المباريات أو الفعاليات الرياضية.


وتؤكد الشبكة الأمريكية أن الأحداث الرياضية الكبرى- مثل كأس العالم والأولمبياد- تسمح لقادة البلاد، خاصة الديكتاتوريون منهم، بتحسين مظهرهم، فيصبحون أكثر أهمية وأكثر شعبية في المحافل الدولية.


وأشارت "إن بي سي" إلى أن بوتين أكد عشية افتتاح كأس العالم إلى أن الفيفا ملتزمة بمبدأ "الرياضة دون سياسة"، إلا أنه لم يستطع فصل السياسة عن الرياضة في لقاءاته مع القادة السياسيين مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكبير المسئولين الكوريين الشماليين كيم يونج نام، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.


واغتنم بوتين، الذي تشهد بلاده عزلة دولية متزايدة، فرصة كأس العالم ليبعث برسالة تحدٍ لمعارضيه مفادها أن روسيا تنجح على الرغم من الجهود الغربية لكبح جماحها.


كما سمحت فعاليات البطولة للرئيس الروسي بأن يكثف من جهوده الدبلوماسية ومناقشة كل القضايا من سوريا إلى كوريا الشمالية في غضون فترة قصيرة من الزمن؛ مما أعطى انطباعًا أنه في محور الشئون الدولية.


رئيسة كرواتيا

خطفت الرئيسة الكرواتية كوليندا غرابار كيتاروفيتش أنظار الملايين حول العالم الذين يشاهدون مونديال روسيا، بسبب بساطتها وأناقتها وجمالها ومشاركتها جماهير بلدها تشجيع الفريق الكرواتي الذي حقق إنجازا تاريخيا في مونديال روسيا بوصوله للمباراة النهاية، حيث ظهرت الرئيسة الكرواتية طوال أيام البطولة وهي قميص الفريق الكرواتي وتتجول مع الجماهير في الشوارع والمدرجات، وتلتقط معهم الصور التذكارية.


وتحولت "كيتاروفيتش" إلى نجمة مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، مع تداول العديد من صورها وهي ترتدي قميص المنتخب بالمربعات الحمراء والبيضاء، وكانت تتابع المباريات في مدرجات المشجعين أو المنصة الرسمية، وأيضا تقفز فرحا مع اللاعبين في غرف الملابس.


كما أصبحت كوليندا غراباركيتاروفيتش تتصدر أغلب الصحف ووسائل الإعلام العالمية خلال تغطيتها لمونديال روسيا، بعدما صنعت الحدث خلال كأس العالم بمساندتها منتخب بلادها ولقائها اللاعبين والجماهير الكرواتية.


هذه البساطة من الرئيسة الكرواتية دفعت الملايين من محبي كرة القدم حول العالم إلى التعاطف مع الفريق الكرواتي وتشجيعه، وشاهدت بنفسي كيف أن البسطاء في مصر يتعاطفون مع الفريق الكرواتي ويتمنون فوزه بكأس العالم بسبب هذه السيدة.


أمير قطر

كما اتهمت بعض وسائل الإعلام أمير قطر الشيخ تميم بنحمد باستغلال مونديال كأس العالم الذي تستضيفه الدوحة 2022 لأغراض سياسية، منها الوقوف في وجه الدول المقاطعة وهي مصر والسعودية والبحرين والإمارات، ونفى تهم دعم قطر للإرهاب، ومحاولة إظهار قطر كقوى إقليمية رغم صغر مساحتها وعدد سكانها.


وأثناء استلامه شارة كأس العالم 2022 من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه أمير قطر رسالة إلى الشباب العربي، قال فيها: “نعِدكم بنجاح كأس العالم 2022، وثقتنا كبيرة بالشباب العربي لإنجاحه”، حيث فسرها البعض بأنها محاولة منه لكسب ود الشباب العربي الذي يمثل الغالبية العظمى من عدد سكان الدول العربية، والمعروف بولعة بكرة القدم، لاسيما وأن هذا الحديث العالمي يقام لأول مرة في دولة عربية وإسلامية، كما يحاول أمير قطر أن يجعل من بلاده مركزا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وسحب البساط من مدينة دبي الإماراتية.


كما سلطت صحيفة "ليكيب"، الفرنسية الضوء على تصرف وصفته بـ"النبيل" من جانب الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر تجاه سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسي خلال نهائي كأس العالم.


وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن تميم تخلى عن مقعده في الصف الأول بالمقصورة الرئاسية في ملعب لوجنيكي، من أجل زوجة الرئيس الفرنسي.


نجوم كرة نجوم سياسة

الأمر لم يتوقف على استغلال الساسة لكرة القدم، بل إن الكثير من لاعبي الكرة في العالم أصبحوا يستغلون شعبيتهم ونجوميتهم وخاصة بين قطاع الشباب الذي، يمثل الغالبية العظمى من عدد السكان في أي دولة، للوصول لكرسي الحكم ومزاحمة الحكام على السلطة.


فالنجم الليبيري جورج وايا أول لاعب إفريقي يفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عام 1995، كما فاز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في إفريقيا 3 مرات، أصبح أول نجم كروي عالمي يتبوأ منصب رئيس دولة في العالم، بعد أن فاز بانتخابات الرئاسة في ليبيريا العام الماضي.


وهنأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، جورج وايا، أفضل لاعب في العالم سابقًا على انتخابه رئيسًا لليبيريا عبر صفحته على موقع تويتر.


وفي لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، حيث قال ريبيلو دي سوزا لنظيره الأمريكي في بداية لقائهما بالبيت الأبيض: "لا تنسَ أن البرتغال لديها أفضل لاعب في العالم، يدعى كريستيانو رونالدو"، فرد عليه الرئيس الأمريكي مازحا: «لو ترشح رونالدو ضدك فى الانتخابات الرئاسية أنت لن تفوز، أنت تعرف أنك لن تفوز».


وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر الذي فاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي زعمت بعض المواقع والصحف الرياضية، أن اللاعب المصري محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنجليزي والفائز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا العام الماضي، ينافس الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات، ويحصل على أصوات أكثر من المرشح الآخر موسى مصطفى موسى.


فقد زعمت صحيفة Thesun البريطانية، أن الناخبين المصريين قد أعطوا صلاح صوتهم، في الاقتراع الأخير -رغم أن هذا الصوت سيصبح من الأصوات الباطلة طبقًا للدستور- تعبيرًا عن حبهم لصلاح، أو على الأقل عدم قبولهم للمرشحين الذين خاضوا الانتخابات، وهما الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومنافسه زعيم حزب الغد موسى مصطفى موسى.


ووفقا لما نشرته صحيفة الايكونوميست البريطانية فقد حصل محمد صلاح، على المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية المصرية بأكثر من مليون صوت مصري أي ضعف عدد الذين اختاروا المرشح موسى مصطفى. وذكرت الصحيفة "أن صلاح فاز بأكثر من مليون صوت، عندما قام الناخبون برسم "X" على أسماء المرشحين الرئاسيين، وكتبوا محمد صلاح رغم أنه ليس مرشحًا".


وذكرت صحيفة «الإيكونوميست» أن أكثر من مليون ناخب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أفسدوا بطاقات الاقتراع، وكتب البعض فيها اسم مهاجم مصر الأول محمد صلاح بدلًا.


وكتبت صحيفة «ذا صن» الإنجليزية، أن المصريين صوتوا للنجم المصري محمد صلاح ليصبح رئيسًا للبلاد لمدة 4 سنوات مقبلة، بأكثر من مليون اقتراع في الانتخابات الرئاسية.


كما استغل كثير من الرياضيين شهرتهم الرياضية الواسعة للوصول إلى مناصب حكومية.


ومن أشهر هذه الأسماء الجوهرة السوداء بيليه الذي أصبح وزيرا للرياضة في البرازيل عام 1995، وروماريو النجم البرازيلي استغل شهرته ليصبح نائبا برلمانيا عام 2010،  وفي عام 2013 فاز كارلوس فالديراما الكولومبي بعضوية مجلس الشيوخ في بلاده.


يقول أحمد عبد الحفيظ القيادي في الحزب الناصري، إن كرة القدم أصبحت تستغل سياسيا من قبل كل الزعماء والرؤساء في العالم دون استثناء وهذا ليس سرا، مشيرا إلى أن كرة القدم الآن تحولت إلى صناعة وأصبحت تنافس شركات السلاح والبترول، وبطولة كأس العالم منذ انطلاقها وهي موجهة سياسيا.


وأضاف «عبد الحفيظ»، أن الشعبية التي وصلت لها كرة القدم جعلت الزعماء يراهنون على مشاعر الجماهير، وأصبح الصراع على كرة القدم يجسد المشاعر الوطنية الزائفة، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة كرواتيا وغيرهما من زعماء الغرب استغلوا مونديال روسيا مثلما استغله الرئيس الروسي بوتين، وثبت تاريخيا أن الكثير من الأنظمة يستغلون هذه المناسبات الرياضية لرفع شعبيتهم، من خلال التفاعل مع مشاعر الجماهير المولعة بكرة القدم، لافتا إلى أن تفاعل الرؤساء مع مشاعر الجماهير سواء كان صحيحا أو خطأ ليس عيبا، منوها إلى أن رفع شعبية الحاكم تكون بصفة مؤقتة ووقت تحقيق الإنجاز.


وتابع القيادي في الحزب الناصري، أن بعض الرؤساء بالفعل يستغلون الأحداث الرياضية للتغطية على مشاكلهم الداخلية وإلهاء الجماهير، لاسيما أن هناك فشلًا عامًا في النظام السياسي الدولي، مشيرا إلى أن كرة القدم أصبحت نشاطًا من أنشطة الاستثمار الرأسمالي العالمي، وتحولت إلى صناعة وإلى صفقات تجارية.


من ناحيته، يقول الدكتور حسن على، أستاذ الإعلام بجامعة المنيا، إن الاستغلال السياسي للرياضة تجسد بقوة في رئيسة كرواتيا التي خطفت الأضواء في مونديال روسيا، وحققت دعاية لبلدها تساوي المليارات، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل إقامة كأس العالم على أرضه جيدا، وهذا كان واضحا خلال لقائه بالرئيس الأمريكي «ترامب».


وأضاف «على»، أن توظيف الرياضة سياسيًا معمول به منذ زمن وليس من الآن سواء في الدول المتقدمة أو المتخلفة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عاقبت روسيا وحرمتها من المشاركة في بطولة كأس العالم التي أقيمت على أرضها، لافتا إلى أن بعض الأنظمة تستغل كرة القدم من أجل رفع شعبيتها، والدليل أن قطر أنفقت المليارات من أجل استضافة كأس العالم، وعمل الشو الأخير بتسليم الكرة لأمير قطر، وبالتالي قطر سوف تستغل هذا الحدث للتخلص تماما من المقاطعة المفروضة عليها من قبل مصر والسعودية والإمارات والبحرين.


وتابع أستاذ الإعلام، أن توظيف الرياضة وخاصة كرة القدم باعتبارها لعبة جماهيرية محبوبة يتم على أوسع نطاق، وقد تجسد ذلك بقوة مع أمير قطر ومع رئيسة كرواتيا، مشيرا إلى أن بعض الأنظمة تستغل كرة القدم من أجل التغطية على المشاكل الداخلية وإلهاء الناس وخاصة في العالم الثالث، وبالتالي كرة القدم تحولت إلى مخدر للجماهير، وأصبحت مصدر سعادة مزيف، لافتا إلى أن ما حدث مع اللاعب الليبيري جورج وايا "فلتة" واستثناء لا يتم القياس عليه، والدليل أن أغلب نجوم الرياضة الذين دخلوا مجال السياسة فشلوا، مؤكدًا أن الرياضة طول عمرها أداة السياسي في التوجيه وحشد الرأي العام، محذرا من أن التوظيف السياسي للرياضة في منتهى الخطورة.