رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قطر وتركيا وراء تراجع أمريكا عن تصنيف الإخوان منظمة إرهابية

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين


عقدت لجنة الأمن القومى فى الكونجرس الأمريكي، مطلع الأسبوع الماضي، جلسة لبحث إمكانية حظر جماعة الإخوان المسلمين، وإدراجها على قوائم الإرهاب، مؤكدة أن الجماعة تشكل تهديدًا للأمن القومى الأمريكى ويستوجب حظر نشاطها وتواجدها داخل الولايات المتحدة.


وأوضح عضو اللجنة، رون ديسانتيس، في كلمته الافتتاحية أن الإخوان هي منظمة إسلامية مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة، مضيفا أن بعض هذه الجماعات تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمات إرهابية.


وقالت اللجنة في جلسة الاستماع التي نظمتها، برئاسة هيلى فرادكين، من معهد «هدسون»، وبمشاركة جوناثان شانزر، نائب رئيس الأبحاث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وزهدى ياسر، مؤسس ورئيس المنتدى الأمريكى الإسلامى للديمقراطية، ودانيال بنيامين، وآخرين، إن تنظيم الإخوان تمدد فى العديد من الدول، وإن قطر وتركيا توفران الحماية له، وإذا كان صانعو السياسة فى واشنطن يرغبون فى تحجيم التمدد العالمى للجماعة فعليهم التعامل بحدة مع الدولتين اللتين ترعيان التنظيم، وهما قطر وتركيا، اللتان تتعامل معهما الولايات المتحدة باعتبارهما حليفين».


لم تكن تلك المناقشة حول مصير جماعة الإخوان في أمريكا هي الأولى من نوعها، فلم تتوقف دعوات حظر الجماعة في الولايات المتحدة واعتبارها تنظيما إرهابيا منذ صعود الرئيس دونالد ترامب لسدة الحكم، والمعروف بعدائه للتيار الإسلامي وخاصة جماعة الإخوان، وتقاربه مع قيادات مصر والسعودية والإمارات والتي تصنف الإخوان منظمة إرهابية.


ففي نوفمبر 2015 تقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز، وعضو مجلس النواب ماريو دياز بلارت، بمشروع قانون إلى الكونجرس لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، إلا أن ذلك لم يلق قبولا واسعا داخل الكونجرس وتم تجاهل الأمر، ولم يصدر قرار من الكونجرس بالقبول أو الرفض.


وفي يناير 2017، وبعد شهرين من تولي ترامب الرئاسة، أعاد العضوان الكرّة مرة أخرى، ودفعا بمقترح مشابه إلى الكونجرس لحظر الجماعة، إلا أنه قوبل بالرفض؛ بسبب موقف وزارة الخارجية بقيادة ريكس تيرلسون، الذي رأى أن ذلك سيؤثر على علاقة أمريكا بالدول التي تتصالح مع جماعة الإخوان ويهدد مصالح أمريكا ويصنع عداءات هي في غنى عنها.


وعاد العضوان مرة ثالثة وانضم لهما أعضاء جمهوريون في الكونجرس الأمريكي إلى تحريك ملف تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية داخل أمريكا وخارجها، وناقشت اللجنة النيابية الفرعية للأمن القومي هذا المقترح مطلع الأسبوع الماضي، في ظل انقسام واضح بين الجمهوريين والديمقراطيين.


وما وضح خلال الجلسات الأخيرة هو التباين الشديد بين أعضاء الكونجرس حول قضية الإخوان المسلمين، فالجمهوريون بشكل عام يعتبرون أن تنظيم الإخوان المسلمين يشكل تهديدًا للدولة الأمريكية، ويجب التعاطي معه بشدة لدرء خطره، فيما سعى الديمقراطيون إلى تبرئة التنظيم من العنف وإلقاء اللوم على تنظيمات مؤيّدة له أو منشقة عنه، والتأكيد على أنه تنظيم سلمي لا يسعى للعنف.


وقال كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية، ستيفن لينش، خلال المناقشات الأخيرة، إن تصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا، ربما تكون له تداعيات سيئة على الأمن الأمريكي وعلى التعاون مع بعض الدول، واستشهد بكلام لوزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون حول هذه القضية.


وتحدث كذلك السفير السابق دانييل بنجامين، والذي شغل منصب منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية في ظل الرئيس السابق باراك أوباما وحتى العام 2012،كشاهد؛ وقال: إن تنظيم الإخوان المسلمين لا يشكّل خطرًا عالميًا، وأوضح في شهادته المكتوبة أن الكثير من المجموعات المتفرّعة أو المناصرة للإخوان المسلمين تدعم الديمقراطية وترفض العنف، مشددا على أن تنظيم الإخوان المسلمين تخلّى عن استعمال العنف منذ السبعينات ولا إثبات أكيد أن التنظيم تراجع عن هذا الأمر.


من جانبها كشفت مصادر أن جماعة الإخوان تلقت مخاطبة رسمية من الكونجرس لإرسال مندوبين عنها؛ لمناقشة الأمر مع أعضاء الكونجرس، مشيرة إلى أن الجماعة سترسل كل من محمد سودان، أمين العلاقات الخارجية للجماعة، وعبد الموجود الدردير، القيادي بالجماعة في أمريكا، وعدد من الرموز السياسية الأمريكية الموالية للجماعة للدفاع عن موقفها.


وأوضحت المصادر أن الأمور تتجه للتهدئة ولا توجد إرداة سياسية أمريكية لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، بسبب العلاقات الأمريكية بالدول التي تتبنى جماعة الإخوان مثل قطر وتركيا، أو الدول التي تتفاعل معهم مثل الأردن وماليزيا، فضلًا عن الدول التي يشارك بها الإخوان في الحكم مثل تونس والمغرب، والجماعات التي تؤيد الإخوان في الداخل الأمريكي.


وأوضحت المصادر، أن الجماعة لم ترد التصعيد ضد الكونجرس، ليقينها بأن الأمر سيمر كما مر سابقا، موضحة أن المناقشات التي تجري هي تلبية لرغبة سعودية إماراتية، ولكن الأمر سيتوقف عند هذا الحد.


وأشارت المصادر إلى أن الكونجرس سيوافق على تصنيف جماعتي لواء الثورة وحسم كجماعات إرهابية على غرار القرار البريطاني باعتبارهما جماعات إرهابية والذي صدر نهاية 2017، وذلك تأكيدا للقرار الذي صدر من الخارجية الأمريكية بوضع الحركتين على قوائم الإرهاب في نهاية يناير الماضي.


وسيستمر كذلك قرار اعتبار حركة حماس تنظيما إرهابيا والصادر في عام 1997، ولن يطال الأمر تنظيم الإخوان في مصر أو أي من الدول أو التنظيم الدولي للجماعة، أو أي من رموز الجماعة وقيادات مكتب الإرشاد بها وقياداتها حول العالم.