رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل أخطر معركة يواجهها السيسى حاليًا

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال جلسة حلف اليمين الدستورية رئيسًا لفترة ثانية، بأن يكون بناء الإنسان المصري على رأس أولوياته، باعتبار أن «كنز» الأمة الحقيقي هو الإنسان، والذي يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل بدنيًا وعقليًا وثقافيًا، بما يعيد تعريف الهوية المصرية من جديد بعد محاولات العبث بها، مؤكدًا أن ملفات «التعليم والصحة والثقافة» في مقدمة اهتماماته.


وترجمة لتوجيهات الرئيس في بناء الإنسان المصري، أصدرت اللجنة الفرعية المنبثقة من اللجنة الخاصة المشكلة بالبرلمان دراسة برنامج الحكومة، والمعنية بدراسة المحور الثاني «بناء الإنسان المصرى»، عدة توصيات فى تقريرها عقب موافقتها على برنامج الحكومة، أبرزها، ضرورة تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والموارد المتاحة للدولة، الاستفادة من الزيادة السكانية من خلال الاهتمام بالتنمية البشرية وتعزيزها واستغلال طاقات الشباب، حتمية ضمان حصول الإنسان على جميع حقوقه ومنها الحق فى السكن والصحة والتعليم، وتعويض الأسر المصرية عن ضرر البطالة وعمل بطاقات تموينية للأسر قبل رفعها من بطاقة الأسرة المصرية، إصدار تشريعات تعمل على توازن العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وتبسيط إجراءات التقاضي أمام المحاكم، الاهتمام بشركات صناعة الأدوية فى قطاع الأعمال وحل مشاكلها واستغلال أصولها للنهوض، إنشاء صندوق خاص للأمراض النادرة، وضع آليات لخفض نسبة الأمية.


ويقول الدكتور نصر محمد عارف، أستاذ العلوم السياسية، في مقال له بجريدة «الأهرام» تحت عنوان: «ماذا يعنى بناء الإنسان المصرى؟»،: «إعادة بناء الإنسان؛ شعار تكرر ظهوره في مناطق كثيرة ومن منطلقات متعددة، فالأحزاب الماركسية فى الاتحاد السوفيتى والصين وكوريا الشمالية وكوبا.... إلخ رفعت شعار إعادة بناء الإنسان، وكان المقصود تدمير كل الثقافة السابقة، وإعادة تصنيع إنسان مبرمج على القيم الماركسية، وكذلك فعلت الأحزاب القومية فى العالم العربى فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، حيث تم رفع شعار إعادة بناء الإنسان، وكان المقصود هو تحويل البشر فى كل الجغرافيا العربية إلى تبنى القيم القومية بغض النظر عن أعراقهم وأجناسهم، وخلفياتهم السابقة، الجميع لابد أن يكونوا عروبيين مؤمنين بالقومية والاشتراكية، ثم جاءت الأحزاب الدينية التى توظف الإسلام لتحقيق أغراض سياسية، وتبنت فكرة إعادة بناء الإنسان المسلم، لتحقيق عملية أدلجة على قيم الجماعة والتنظيم، وتحويل الإنسان المسلم من القيم الوسطية الجامعة، التى تؤمن بالتعدد والاختلاف والتنوع إلى إنسان واحدى الرؤية والاتجاه، لا يعرف، ولا يرى إلا ما يقوله التنظيم ومؤسسه».


وأضاف:«إذن عملية بناء الإنسان هذه عملية متكررة، ومتعددة ومتشعبة فى ذات الوقت، لذلك لابد من الإسراع بالتوضيح والبيان ماذا نريد من عملية إعادة بناء الإنسان المصرى».


ويقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي بالمركز القومى للبحوث، إن بناء الإنسان المصري يبدأ بتحديد الهدف الفلسفي من هذا البناء، وهل أريد إنسانًا متطرفًا إرهابيًا داعشيًا يقتل الناس في الشارع، أم إنسانا متحضرا متعلما ومثقفا وعصريا وواعيا لمتغيرات العصر ومتفاعلا اجتماعيا ومشاركا سياسيا ومنتميا للوطن؟.


وأضاف «مغيث» أن بناء الإنسان المصري يحتاج إلى مجلس وطني، يحدد مواصفات الإنسان الذي نريده، وتكليف مؤسسات الدولة بتنفيذ هذه الرؤية، مشيرا إلى أن هناك «4» قيم كبرى يجب مراعاتها عند بناء الإنسان، هي:


 أولًا ترسيخ قيم المواطنة والانتماء الوطني من خلال التعليم والتشريعات ومن خلال المناهج الدراسية. 


ثانيًا قيمة الثقافة بالمعنى العصري لخلق إنسان مثقف واعٍ ومبدع وفاهم لمشكلات العصر.


 ثالثًا العلم، لأن العلم هو الوسيلة الوحيدة لفهم مشكلات العالم والتعامل معها. 


رابعًا وجود مهنة يمارسها الشخص ويحقق ذاته من خلالها.


وأكد الخبير التربوي أن الأوضاع السياسية والاقتصادية لها تأثير إما بالسلب أو بالإيجاب على بناء الإنسان، مشيرا إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر تعيق بناء الإنسان المصري، مشددا على أن حرية الرأي والتعبير هي الأساس في أي بناء للإنسان.


من ناحيتها، تقول الدكتور سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع بـ«جامعة عين شمس»، إن بناء أي إنسان يبدأ بالتنشئة الاجتماعية للطفل، عن طريق الأسرة، مثل المبنى، والعناية بالطفل من كل النواحي التعليمية والصحية والاقتصادية، حتى يصل إلى العمل ويصبح إنسانًا مسئولًا، وهذا يتطلب أن يكون هناك أب وأم واعيان، والتعامل مع الطفل بقاعدة «لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم القى حبله على غاربه»، وعندما يبلغ 21 عاما يصبح مسئولًا عن أفعاله، بعد أن يكون قد تمت تربيته تربية جيدة، وهذا يتطلب الاهتمام بالتعليم وتوفير فرصة عمل له، وبالتالي ظاهرة البطالة أكبر خطر على بناء الإنسان،  كما أن الفقر وقلة الدخل تعوق بناء الإنسان، لافتة إلى أن الظواهر السليمة تؤدي إلى نتائج سليمة، أما الظواهر المعتلة فتؤدي إلى نتائج «معتلة».


ويضيف الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، أن الهدف الأكبر من إعادة بناء الإنسان المصري هو بناء إنسان قوى شخصيا وروحيا وجسديا وعقليا، ولديه منظومة قيم أخلاقية ووطنية ومهنية محترمة، وهذا يكون من خلال الاهتمام بالأسرة المصرية، والتعليم الأساسي، وتوحيد المناهج في كل المؤسسات التعليمية الوطنية والأجنبية، ووجود رؤية واضحة وثابتة من قبل الدولة، وتطبيق هذه الرؤية من خلال المؤسسات المختلفة، وعلى رأسها الإعلام والمؤسسات الدينية والثقافية ووزارة الشباب وغيرها، كما يحتاج ذلك إلى وجود حياة سياسية وجو ديمقراطي واستقرار سياسي واقتصادي.