رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الشيخ محمود الأبيدي: أتمنى أن أكون «شعرة» فى قدم الشعراوي.. وواقع العالم الإسلامى مؤلم (حوار)

محرر «النبأ» مع الشيخ
محرر «النبأ» مع الشيخ محمود الأبيدي


قال الشيخ محمود الأبيدى، إمام وخطيب جامع عمرو ابن العاص، إنه يتمنى أن يكون «شعرة في قدم الشيخ محمد متولى الشعراوي»، واصفًا الذين يسيئون للرموز الدينية بأنهم يبحثون عن «الشهرة».


وأضاف «الأبيدي» في حواره لـ«النبأ»، أن واقع العالم الإسلامي مؤلم، وأن قلبه يئن مما يحدث للقدس، لافتًا إلى أن الحل للخروج من هذا الواقع المؤلم هو التحلي بثقافة الأمل كما كان يفعل الرسول، صلى الله عليه وسلم.


من هم شيوخك الذين تتلمذت على أيديهم؟

أنا تتلمذت على يد سيدنا الشيخ عبد القادر على عوض وأنا في سن صغيرة، وكان يأتي إليه في القرية الكثير من المشايخ المشاهير، منهم الشيخ الجليل على جمعة، والشيخ عبد صديق الغماري، المحدث المعروف، ولما دخلت العمل الدعوي والعمل الأزهري جلست وجالست الدكتور أسامة سيد الأزهري، ومجموعة من «الأكابر»، وسيدنا الشيخ مصطفى الندوي في مدينة طلخا بالمنصورة، ومجموعة من الأئمة الأعلام، وعندما دخلت الفضائيات والإعلام تعرفت على الكثير من العلماء المشاهير الموجودين على الساحة الآن.


كيف ترى الحملة على الأزهر الشريف والتي وصلت إلى حد مطالبة البعض بإغلاقه؟

الأزهر الشريف جبل شامخ، إذا كانت كعبة الصلاة للمسلمين على مستوى العالم هي الكعبة المشرفة في المسجد الحرام، فإن كعبة العالم العلمية لكل طالب علم هو الأزهر الشريف، هكذا قال الشيخ عبد الحليم محمود، وأنا أؤمن بأن الأزهر جامع وجامعة، تخرج الأجيال بخطاب دعوى وسطي، وليس تفريخ الإرهاب كما يزعم البعض، والأزهر هو الذي علمنا أصول الفقه، وعلمنا كيف نتحدث مع الناس بخطاب توعوي تنموي فكري، من خلال استراتيجية ورؤية وتخطيط، والأزهر بالنسبة لنا «نبراس»، وأنا دائما أكرر: «أنا أزهري والعمة تاجي، مهما حييت فأزهري منهاجي»، وأقول: أنا ابن الأزهر الحاني، أنا الإسلام رباني، أنا من جئت للدنيا لأرفع شأن أوطاني، مثلى يؤمن دائما أن الأزهر أب غالي، ومصر هي أم غالية عزيزة، وأنا لا أقبل أن يشوه صورتهما أحد، والأزهر سيبقى جبلًا شامخًا رايته «خفاقة» إلى يوم القيامة.


هل أنت راضٍ عن مستوى التعليم الأزهري في مصر؟

التعليم الأزهري إلى الآن هو الذي خرج كل الشيوخ الكبار على الساحة أمثال الشيخ عبد الحليم محمود، ومولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومولانا الشيخ جاد الحق على جاد الحق، ومولانا الشيخ محمد سيد طنطاوي، وخرج «جهابزة» العلم على مستوى العالم، وهو يحتضن الخطاب الدعوى الوسطي، والأزهر سيظل الجامع والجامعة التي تمنح العالم صمام الأمان، وهو صمام الأمان لمصر والعالم الإسلامي.


ما رؤيتك لموضوع تجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الديني قضية في منتهى الأهمية، لاسيما أننا في وقت أصبح فيه الشباب يستخدمون الوسائل الإلكترونية الحديثة، ووزارة الأوقاف أصبحت مهتمة في الفترة الأخيرة بتجديد الخطاب الديني، لذلك هي تعقد دورات مختلفة للدعاة والأئمة، في مسائل الأمن القومي وحروب الجيل الرابع، حتى نستطيع مواكبة العصر، ومحاورة الشباب، لأن الداعية يجب أن يعبر عن آلام الأمة وقضاياها، وعليه فأمانة الدعوة تقتضي منا تجديد الخطاب الديني، وأن نتجدد مع الخطاب، حيث الواقع والحال والزمن المعاصر، ونحن نؤمن أن الخطاب الديني يحتاج إلى وسطية، لمواجهة الخطاب العنيف الذي أخرجته بعض الجماعات الإرهابية والمتأسلمة في الفترة الأخيرة، من المتشدقين والمتشددين، ونريد أن نعيد هؤلاء الشباب إلى الأخلاق المصرية والقيم الإسلامية  الحقيقية.


في رأيك.. كيف يتم ذلك؟

لن يتم ذلك إلا بخطاب ديني متجدد وسطى رشيد رحيم يخرج هؤلاء الناس من الضيق والاضطرار إلى السعة والاختيار، ومن عموم البلوى والفساد إلى عموم الخير والرشاد لجميع البلاد والعباد، وهذا يتطلب من كل داعية تجديد خطاب ديني يتواكب مع العصر، رغم أن هناك حساسية من مسألة تجديد الخطاب الديني عند بعض الناس، نقول لهؤلاء، ليس المقصود بتجديد الخطاب الديني تجديد الدين أو أو أسس الدين أو ثوابته مثل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولكن تجديد الفروع ومسائل الأحكام.


كيف ترى تجربة الواعظات التي قامت بها وزارة الأوقاف؟

أرى أن هذه تجربة أكثر من رائعة، وأنا في المنصورة كنت أحب الاستعانة بواعظات للتحدث مع النساء بخطاب أزهري، لأن بعض الجماعات كانت تجند واعظات من خلالها تتسرب إلى عقول السيدات، بخطاب فيه غلظة، لكن واعظات الأوقاف والأزهر قدمن نموذجًا رائعًا ومشرفًا بعد دخولهن هذا المجال، وألتقيت بإحداهن على الفضائية المصرية، ووجدت منها خطابا نموذجيا وراقيا ووسطيا، لواحدة تعلمت في الأزهر الشريف، وبدأت تنهل من منبعه، وتستطيع أن تفرق بين المتغيرات والثوابت، والتواصل مع الواقع بشكل نموذجي وعقلاني، وهذا ينقل الناس من حالة عنف وكراهية إلى حالة رضا وحب للأوطان.


كيف تقيم تجربة شباب الأزهر والأوقاف في وسائل الإعلام؟

في الفترة الأخيرة زج بالكثير من الشباب في ديوان عام وزارة الأوقاف، وفي المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، والتجربة أثبتت نجاحها، وأصبح هناك انبهار من الناس بهؤلاء الشباب، بسبب حديثهم بهذه اللغة الراقية والعلم المتأصل، وخاصة أن هؤلاء الشباب درسوا العلم الأزهري المهذب والمؤصل، ونهلوا من بحر العلم الأزهري، لاسيما وأن الأزهر هو الأداة التي تحافظ على الدين والسنة، وتحافظ على سنية مصر من التشيع وغيره.


كيف يمكن مواجهة الخطاب المتطرف من وجهة نظرك؟

مصر عاشت الفترة الماضية السبع العجاف، من خلال قيام الجماعات المتطرفة بإبراز الشدة والعنف والمعارك والحروب في الدين، وعدم إظهار مواطن الجمال والحب، وبدأنا الآن الدخول إلى السبع الخضر من خلال إظهار محاسن سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وتحبيب الناس في الدين والدنيا، والدعوى إلى مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة.


كيف ترى حملة التشويه التي تتعرض لها بعض الرموز الدينية مثل الشيخ محمد متولى الشعراوي والإمام البخاري؟

هؤلاء يبحثون عن الشهرة، من خلال الإساءة إلى هؤلاء الأئمة الكبار والعمالقة، الذين خدموا الدين والدعوة والإسلام، وقدموا كنوزًا للدين، وأنا أتمنى أن أكون شعرة في قدم الشيخ الشعراوي، وأتمنى أن أقدم واحد في المائة مما قدمه الإمام البخاري، وأقول للذين يسيئون لهؤلاء العمالقة:  أين الثرى من الثرية، ويا جبل ما يهزك ريح، وأقول لهم: من أنتم وماذا قدمتم سوى الإساءة، أقول لهم: والمسلم ليس بسباب ولا لعان، وهذا ليس دأب الصالحين ولكنه دأب أصحاب المنطق المهتز.


كيف ترى واقع الأمة الإسلامية وكيفية الخروج منه؟

واقع الأمة «مؤلم»، فهي ليست متحدة بشكل كامل، ولكن يجب أن نتحلى بثقافة الأمل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حاول وقاوم وصابر فصنع الأمل، وسيدنا يوسف عليه السلام من قبله حاول صناعة الأمل في أشد وأحلك ظروف الألم، فنتمنى لهذه الأمة أن تتحد وأن تكون على قلب رجل واحد، وأنا أرى أن هناك صحوة أزهرية بقيادة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، من خلال سفرياته للكثير من الدول، وهذا جعل لـ«العمامة الأزهرية» قدرا كبيرا في العالم، وجعل هناك ثقة كبيرة في الأزهر وعلمائه وشيوخه، لأنهم يعرفون أن الأزهر هو «منبع الوسطية والنور».


هل أنت راضٍ عن وضع المرأة في مصر.. وما رأيك في مطالبات المساواة بين الرجل والمرأة؟

المرأة في مصر تحصل على حقوقها على الوجه الأكمل، لأن القرآن الكريم قال في حق المرأة «وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ»، والإسلام لا يحب الإفراط ولا التفريط، من أجل ذلك أنا سعيد بتجربة الواعظات التي قدمتها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، لكن هناك أناسا لا يعجبها العجب، وستظل تنادي بالمساواة، المرأة في الإسلام «درة مصون»، ويجب أن يكون لها حقوق وعليها واجبات بالشكل الذي أراده لها الإسلام، والمرأة لها مثل ما للرجل في شتى أمور الحياة، ولكنهم دائما يقفون عند موضوع الميراث، ففي أمور كثيرة المرأة تحصل على أكثر من الرجل في الميراث، مثل ما جاء في قول الله تعالى، «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ، إِنِ امْرُؤٌ هَللَيْسَ لَهُ وَلَدٌ»، والإسلام حافظ على المرأة واهتم بها أكثر من أي شريعة أخرى.


ما رأيك في الذي يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في موضوع تعدد الزوجات؟

هذا مخالف للشريعة الإسلامية، ويخالف الأصول والثوابت، وقال الله تعالى: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، وبالتالى من يخالف أمرًا شرعيًا وكلامًا ثابتًا في القرآن الكريم فقد هدم الدين، ولا يستطيع أحد كان من كان أن يخترع أو يبتدع في أصول الدين وثوابته، أو يدخل على القرآن الكريم بعض الأحكام الطارئة بمتغيرات الزمان، لأن ذلك سيكون فيه استعداء لله سبحانه وتعالى، وكل ما قاله الله تعالى هو في خدمة الإنسانية وخدمة الإنسان ورفعته، وكما جعل الله الرجل خليفة في الأرض، جعل كذلك المرأة خليفة في الأرض، مثل السيدة فاطمة الأندلسية الفقيهة، والسيدة نسيبة بنت كعب أم عمارة كانت بألف رجل وجاهدة في قلب المعركة وقلب الميدان، وحملت السيف ودافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكسرت عظام كتفها، وذهب إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لها: سليني يا أم عمارة؟ قالت له: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال لها: أنت ومن تحبين يا أم عمارة، وهناك السيدة بنت أبي بكر كان لها الدور الأبرز في الهجرة، وهناك السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيدة عائشة، كان لهن الدور البارز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، السيدة عائشة كانت أكثر الناس رواية للحديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والسيدة نفيسة في مصر وهي أستاذة الإمام الشافعي ولها ما لها من صولات وجولات في بحار العلم، وهناك السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها التي نزلت إلى مصر، وبالتالي هناك دور كبير للمرأة في التاريخ الإسلامي يجب عدم إغفاله بهذا الكلام الذي يتم الترويج له.


ما رأيك فيما يحدث للقدس الشريف حاليا؟

القلب يئن مما يحدث للقدس، وكلنا يتمنى أن يمن الله علينا بفك أسرها، وأن ترد الأصول إلى حقيقتها، وأن يرد المسجد الأقصى إلى ديار المسلمين، وأن يرزقنا الله صلاة فيه قبل الممات، وأنا هنا فخور بدور الأزهر ودور مصر في هذا الصدد، وأتابع ما تقوم به مصر من دور بطولي لم تقم به أي دولة عربية على الإطلاق، وأتابع عن كثب دور الإمام الأكبر، وحديثه عن القدس والمقدسات الدينية، وعن حق المسلمين في فلسطين، أسأل الله عز وجل أن يفك الكرب، وأن يعيد المسجد الأقصى سالما غانما إلى ديار المسلمين، وأن يكتب صلاة لنا فيه قبل الممات.


كيف ترى الخلاف السني الشيعي؟

مصر دولة سنية وستبقى كذلك، ونحن نتفق مع الشيعة في أن ربنا واحد ونبينا واحد، وكتابنا واحد وهو القرآن الكريم، لكن ما نغضب له هو أن نسمع سبًا وقذفًا لصحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو لأم المؤمنين السيدة عائشة الحصان الرزان، وهذا ما لا نقبله نهائيا بأي شكل من الأشكال، لكن بعض المذاهب الشيعية لها دور بارز في الدعوة، لكن من يسب صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نواجهه ولا نقبل به، ومن يفعل ذلك فهو منحرف.


بصفتك خطيب وإمام مسجد عمرو ابن العاص.. نريد أن نعرف تاريخ هذا الصحابي في الفتح الإسلامي لمصر والدعوة الإسلامية؟

سيدنا عمرو بن العاص كان له دور كبير جدا في فتح مصر، وهو الذي قال «ولاية مصر تساوي الخلافة»، لأنه عرف قدر مصر ومكانتها، سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه أوصاه بأهل مصر خيرًا، أخذا وعملا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما جاء عمرو ابن العاص لمصر جف النيل فقال الناس: يا لعنة الفراعنة قد حلت على أهل مصر، فأرسل سيدنا عمر بن الخطاب خطابا لسيدنا عمرو بن العاص قال فيه: أيها النيل إذا كنت تسير بأمرك فلا نريد منك شيئا، وإن كنت تسير بأمر الله الذي يسيرك فضخ الماء لأهل مصر، وطلب منه أن يرمي الخطاب في النيل، كما يفعل أهل مصر، عندما كانوا يرمون العرائس في النيل عندما يجف، فما رمى الخطاب في النيل عادت المياه مرة أخرى في جميع أرض مصر، عندما دخل سيدنا عمرو بن العاص إلى مصر تحولت إلى جنة حقيقية، وتعامل مع أهل مصر بكل حب، فلم يهدم كنيسة، ولم يهدم الأهرامات كما يدعي بعض المتشدقين أو النابتة في زماننا، ولم يقم بهدم التراث الحضاري والتاريخي، وإنما فكر في بناء المسجد، ولم شمل الأسرة المصرية، وجمع الناس على دين الله، بشكل دعوى محمدي، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسس هذا المسجد العتيق العريق، وهو من المساجد الأولى في مصر وإفريقيا، وكان له الدور الأبرز.


من أبرز الأئمة الذين درسوا في المسجد؟

الإمام الليثى ابن سعد، والإمام الشافعي، والإمام محمد الغزالي، والدكتور عبد الصبور شاهين، والدكتور إسماعيل الدفتار، وغيرهم كثر، وهؤلاء كان لهم الدور الأبرز في الدعوة الإسلامية، وجامع عمرو بن العاص يعد معلمًا من معالم الحضارة الإسلامية في مصر، شيخنا الدكتور محمد سيد طنطاوي ظل سنوات يخطب من فوق منبره في العيد القومي لـ«محافظة القاهرة» كل عام، وهناك الكثير من الشيوخ الذين عندما يصعدون منبر عمرو بن العاص يتذكرون الزمن الجميل، يتذكرون شيوخنا الكبار أمثال الباقوري وعبد الحليم محمود وجاد الحق على جاد الحق وغيرهم، وأنا شخصيا عندما أصعد منبر عمرو بن العاص أتحدث إلى نفسي وأقول: من أنت حتى تقف مكان عمرو بن العاص ومكان هؤلاء الجهابزة، فيهتز الجسد والبنيان، لأنني أسأل نفسي التوفيق والإخلاص، وهذا المسجد له روحانيات ونفحات خاصة، وهو  مكان أسس على التقوى من أول يوم، وهو من أوائل المساجد التي بنيت في مصر، وكان له الدور الأبرز في دخول الناس إلى الإسلام وجمع المسلمين، وأصبح الآن معلما أثريا سياحيا، يتوافد إليه السياح من جميع أنحاء العالم، وينبهرون بمكانته وفخامته، وتقام فيه الصلوات والشعائر بشكل أزهري وسطي تحت سيطرة ورعاية وزارة الأوقاف ووزارة الآثار.


بما تفسر دينيا نجاة مصر من مصير دول مثل سوريا والعراق وليبيا؟  

من وجهة نظري ربنا حفظ مصر بفضل وجود أهل سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأن السيدة زينب عندما نزلت إلى مصر ودعاها سيدنا العباس قال لها: اذهبي إلى مصر فإن هناك قوم يحبونكم حبكم لجدكم صلى الله عليه وسلم، فلما نزلت إلى مصر، استقبلها الوالي في القصر، الذي هو مسجد السيدة زينب الآن، وأكرمها وأنزلها منزلة كبيرة وخرج بنفسه لاستقبالها على حدود مصر، وكان لها يأتي بالناس وتعقد عندها مجالس الحل والعقد، لذلك سموها «رئيسة الديوان»، وكان الوزراء يذهبون إليها لأخذ رأيها واستشارتها، وكانوا يسمونها «المشيرة»، فدعت لمصر وقالت: يا أهل مصر أويتمونا أواكم الله، نصرتمونا نصركم الله، والسيدة نفسية فعلت ما فعلته السيدة زينب رضى الله عنها، وسيدنا الحسين شرف مصر بقدوم رأسه الشريف إليها، لذلك أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة، والدعاء الذي يردده المصريون في صلاة الفجر بأن يحفظ الله مصر، له الدور الأبرز في صيانة وصون أرض مصر، بأهلها وجيشها، كما أن تماسك جيش مصر العظيم وتضحياته منذ عام 1973، ومنذ قيام ثورة يوليو 1952، كان له دور كبير في الحفاظ على مصر وحمايتها من الأخطار الخارجية، وهناك صور بطولية كثيرة لأفراد من جيشنا العظيم، قدموا أنفسهم فداء لهذا الوطن، واستشهدوا من أجل أن يحيا هذا الوطن، ويحيا أهل مصر في أمن وأمان، هؤلاء يجب أن ندعو لهم في في كل صلاة وكل ركوع وسجود أن يحفظهم الله، وأن يحفظ بهم مصر.


كلمة توجهها للجماعات المتطرفة التي مارست الإرهاب باسم الدين

هؤلاء يتألهون على الله ويكذبون باسم الدين، ويخادعون الله وهو خادعهم، هم يصورون لأنفسهم أنهم موكلون للدفاع عن الإسلام وعن الدين، والإسلام منهم بريء، لأن الإسلام لم يأمر بالفتن ولم يأمر بقتل النفس ولم يأمر بترويع الآمنين، ويكفى أن نذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «من أمن رجل على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا»، هؤلاء يقتلون المسلمين بدماء باردة، ويقولون إنهم يحافظون على الإسلام، ويقتلون غير المسلمين بدماء باردة ويقولون إنهم يحافظون على الدولة، لكن في الحقيقة هم ينشرون الفتن والصراعات، والإسلام بريء منهم ومما يفعلون.


كلمة أخيرة

هيا بنا نقدم خطابًا دعويًا حقيقيًا دون تزييف أو «فرقعة» أو بحث عن الشهرة، لإصلاح ما أفسدته الجماعات الإرهابية، والرفع من شأن الأزهر، وشأن مصر مرة أخرى.