رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

المظلة الرمضانية الحلقة الـ21 .. التدبر فى آيات القرآن الكريم

الدكتور أحمد على
الدكتور أحمد على عثمان


أهمية تفكر الإنسان في القرآن ومكانته أمر عظيم.

فقبل كل شيء مَن يتدبر القرآن سيرغب في معرفة مُنزله وخالق هذا الكون الذي يعيش فيه، مَن أنعم عليه بنِعَم لا تعد ولا تحصى؛ ليسلك السبيل الذي يرضيه سبحانه وتعالى.

والقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هو خير مرشد إلى هذا السبيل.

من أجل ذلك يحتاج الإنسان إلى معرفة الكتاب الذي أرسله الله والتفكر في كل آية من آياته حتى يميز الخبيث من الطيب، وينفذ أوامر الله كما يحب سبحانه ويرضى.

ويذكر الله تبارك وتعالى الغاية من إنزال القرآن فيقول: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}. ص: (29).

ويقول عز وجل: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. فَمَن شَاء ذَكَرَهُ. وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}. المدثر: (54: 56).

كثير من الناس يقرءون القرآن، ولكنهم يغفلون عن أهم هدف من وراء القراءة، وهو تدبر كل آية، واستخلاص العِبَر والدروس منها، وتطويع سلوكنا وفقًا لما استخلصناه.

فمن يقرأ ـ مثلاً ـ قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}. الشرح: (5، 6).

ويتدبر معناه سوف يفهم أن الله جعل لكل عسر يسرًا، ولذلك فإن الإنسان لو مَرَّ بعسر فما عليه إلا أن يثق بأن الله سوف يجعل معه يسرًا.

وإذا كان هذا وعد من الله لنا فحري بنا أن ندرك أن اليأس والامتلاء بالهلع في اللحظات الصعبة إنما هو دليل على ضعف في إيماننا، ولذلك يجب علينا بعد قراءة هاتين الآيتين وتدبر معناها ـ أن نكيف تصرفاتنا بمقتضاهما طوال حياتنا.

وفي القرآن أيضًا يذكر الله قصصًا من حياة الرسل والأنبياء الذين عاشوا في الماضي؛ ليدرك الناس كيف كانت حياة مَن كان قبلهم، فيتخذهم قدوة.

ويأمرنا الله تعالى أن نتفكر في قصص هؤلاء الأنبياء ونستخلص منها العبر فيقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ}. يوسف: (111).

كما أن القرآن ذكر أحوال الأمم الغابرة، والكوارث التي أنزلوها على أنفسهم. ومن الخطأ الجسيم قراءة الآيات المتعلقة بما حدث لهم من باب السرد التاريخي البحت؛ لأن الله تعالى أنزل هذه الآيات ـ كغيرها ـ لنتدبرها ونصلح أنفسنا من خلال الاتعاظ بما حل بهذه الأمم.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
القمر: (51).

وقال عز من قائل: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ.

وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
القمر: (13: 17).

لقد أنزل الله القرآن هاديًا للبشر، ولذلك فإن التفكر في آياته، والعيش بمقتضى ما في كل آية من دروس وتحذيرات ـ هو السبيل الوحيد إلى رحمة الله وقبوله لنا ودخول جنته.

يارب دبر لنا كل خير فى الدارين نصل به إلى راحه البال وعقل راشد سعيد للجميع .

تحياتى للجميع بتدبير الله لراحه البال، وعقل راشد الدكتور أحمد على عثمان